الغالب خائف من المغلوب

الغالب خائف من المغلوب
أخبار البلد -  

الاخوة القراء ومن خلال هذا المنبر ان الغالب خائف من المغلوب وهذا القرار السويسري الظالم بمنع بناء الصوامع في مساجد المسلمين المقيمين على أراضيها هو نتاج للحملة التي يقودها الغرب لتخويف أبنائه من زحف الثقافة الإسلامية، وإحداث حالة فوبيا من الإسلام والمسلمين في صفوف مجتمعاته ، في محاولة لبناء حاجز نفسي بينهم وبين الإسلام، وحالة المنع هذه ليست مقتصرة على سويسرا وحدها بل تأتي في سياق حالة غربية تكاد تكون عامة، كما رأينا في فرنسا حين منعت الحجاب في المدارس، ومثلما رأينا من تلكؤ في الاستجابة لطلب انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. وكلها حالات تبرر بالخوف من الإسلام. إن استدعاء هذه الحالات لا يندرج في إطار التحريض ضد الغرب، ولا يدخل في مجال البكاء وندب حظ المسلمين وزرع اليأس والإحباط، بقدر ما يشكل ذلك كله قضايا تستوجب التأمل في اللحظة الحضارية التي تعيشها الأمة اليوم، ومؤشرات دالة في رصد مسارات التحول والتفاعل الحضاريين، وعلامة فارقة مع المرحلة التي كان فيها الغرب الغالب والمتفوق، مصدرا رئيسيا للقيم العالمية والكونية، مقابل عالم إسلامي مغلوب ومهزوم وخاضع، يعيش حالة من الانبهار والافتتان بهذا الغرب وبقيمه، إلى حد الهوس والاستلاب الفكري. وهي مرحلة كان فيها جزء كبير من نخبة البلاد العربية والإسلامية، لا يرى سبيلا للخروج من حالة التخلف إلا بإتباع الغرب الغالب وتقليده، ولا يرى مسارا للنهوض إلا باعتناق الفكر المادي الغربي وتجاوز للفكر الديني، ولا سبيل لبناء دولة الحق والقانون إلا باعتناق العلمانية الغربية، ولا سبيل لتحقيق التحضر والتمدن إلا بتقليد نمط الغرب في العيش، غير أن المؤشرات المشار إليها سابقا تؤذن بوضع حد لحالة الافتتان هاته يوما بعد يوم، وأن أبناء المسلمين بما فيهم أولئك الذين تربوا في المجتمعات والمدارس والجامعات الغربية أصبحوا أكثر اعتزازا وتشبثا من ذي قبل بانتمائهم للإسلام، بل أصبح أبناء الغرب أكثر إقبالا وتعرفا على الدين الإسلامي وثقافته وقيمه. فإذا كانت كفة الميزان على المستوى العسكري والاقتصادي والمادي لازالت تميل لصالح الغرب، فإن المعادلة على المستوى الثقافي تبدو مختلفة، وأن القاعدة التي تقول بأن المغلوب مولع دائما بتقليد الغالب، بدأت تتكسر، بل تنقلب في الاتجاه الآخر، ذلك، أن الأمر لم يقف فقط عند انتهاء افتتان المغلوب بقيم الغالب، بقدر ما انتقل الإعجاب بقيم المغلوب بعد انتفاء موانع الإكراه وانبساط الحريات إلى أفراد ومجتمعات هذا الغالب وهو ما ترجم إلى حالة النزوع نحو الإيديولوجيات اليمينية الآخذة في التصاعد بشعاراتها العنصرية وأفكارها المتطرفة. مما جعل زعماء الغرب مستعدين لفعل أي شيء للحيلولة دون اتساع ظاهرة إعجاب الغربيين بالثقافة الإسلامية وإقبالهم المتزايد عليها. إن هذه الخلاصات لا ينبغي أن يفهم منها أن ثقافتنا قد غلبت وأن المعركة الحضارية قد حسمت وإنما هي وقائع تستصرخ المفكرين والمثقفين ومنتجي المعرفة من أجل النظر في الأفق الاستراتيجي للقضية، انطلاقا من التأمل في هذه الإشارات التي يجب التقاطها، وهذه المؤشرات، التي تدلنا وتنبهنا إلى بداية انعطافة جديدة في مسار معركة التدافع الحضاري مع الغرب، وأننا اليوم بصدد مرحلة جديدة، تجاوزت فيها الأمة مرحلة الدفاع والتحصين ضد الانبهار والافتتان، لتقبل على مرحلة يجب على النخبة المثقفة أن تتحمل فيها مسؤوليتها التاريخية، وذلك عن طريق العمل المتواصل والاجتهاد المستمر من أجل إنتاج فكر إسلامي إنساني مستوعب، وبلورة خطاب قادر ليس فقط على تفنيد دعاوى أعداء الإسلام وخصومه، ومؤكدا على البراءة من التشدد والغلو، ولكن أيضا مركزا ومؤكدا بالأساس على معاني التعارف بين الشعوب والأمم، مصداقا لقوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)، والتعارف الذي يشمل الحوار والتلاقح والتبادل بين الثقافات، سينتقل بالتدافع الحضاري من مجال ردة الفعل ضد الانتهاكات التي تتعرض لها حقوق المسلمين ومقدساتهم، وهي أمور ضرورية عل كل حال، إلى مجال التدافع القيمي الثقافي الفكري المبادر بالفعل.             

شريط الأخبار الصفدي من روما: غزة أصبحت مقبرة كبيرة للأطفال والقيم الإنسانية الطاقة وشركة صينية توقعان مذكرة تفاهم لإنتاج الهيدروجين الأخضر بالفيديو والصور.. الرئيس البولندي يتوقف بموكبه لتناول العشاء في مطعم "طواحين الهوا" الدولية للسيليكا تقر بياناتها وتخفض عدد مجلس الادارة وسهم العضوية و"الطراونة" يوضح الكساسبة يكتب... "إذن من طين وإذن من عجين" !! "ربما أعود" عبارة من الحسين عموتة تحسم عودته لقيادة المنتخب الأردني بعد إطلاق شركة للذكاء الاصطناعي.. إيلون ماسك يصبح أغنى شخص في التاريخ موعد انتهاء الكتلة الهوائية الباردة وتطورات الطقس الحرارة أقل من معدلاتها العامة بـ7 درجات مئوية اليوم وفيات الاردن اليوم الاثنين 25/11/2024 مجلس النواب يشرع بانتخاب لجانه الدائمة الاثنين بوادر أزمة.. أول تعليق من الاتحاد العراقي بشأن لعب مباراته أمام فلسطين في الأردن مديرية الأمن العام تجدد تحذيراتها من الحالة الجوية تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة.. مدن إسرائيلية تحت نيران هجوم كبير لحزب الله وفاة ثلاثينية إثر تعرضها لإطلاق نار على يد عمها قرض ياباني بقيمة 100 مليون دولار لدعم الموازنة العامة "حماية المستهلك" ترفض تفرد نقابة الأطباء بتحديد الأجور الطبية التربية تعلن صدور أرقام الجلوس لطلبة تكميلية التوجيهي "النقل البري": قرار إعفاء المركبات المنتهي ترخيصها من الغرامات يشمل مركبات النقل العمومي الضريبة تواصل استقبال طلبات التسوية والمصالحة