قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإثنين، إن الحقبة الذهبية لأميركا "بدأت للتو"، وأن انحدارها "قد انتهى".
وأضاف ترامب، خلال خطاب تنصيبه، أنه لن يسمح لأحد باستغلال أميركا، وتابع: "من الآن فصاعدا دولتنا ستزدهر وستصبح محترمة".
وأكد أنه: "سأقوم بخدمة أميركا أولا، أميركا ستصبح أعظم وأقوى وأكثر استثنائية من أي وقت مضى".
وشدد على أنه لن يسمح بالإهمال والفساد في الجهاز الحكومي، معتبرا أن "الانحدار في الولايات المتحدة انتهى".
ولم ينس ترامب مهاجمة فترة إدارة سلفه جو بايدن قائلا: "الحكومة الأميركية السابقة لم تتمكن من إصلاح أي أزمة في العالم".
كما قال إنه واثق من بداية عهد جديد من النجاح الوطني، وتابع: "سأوقّع اليوم سلسلة من الأوامر التنفيذية التاريخية"، مضيفا: "أميركا الآن عادت للأميركيين".
وأكد على أن الأولوية هي جعل أميركا مزدهرة وحرة، وأميركا: "ستصبح أعظم وأكثر استثنائية من أي وقت مضى".
واعتبر الرئيس أن إدارة بايدن السابقة كانت "فاسدة ومتشددة"، لافتا إلى أن " الحكومات السابقة أخفقت في حماية حدود بلدنا".
وأشار إلى أن نظام الرعاية الصحية والنظام التعليمي "ليسا على ما يرام".
وأردف قائلا: "المستحيل هو أفضل ما سنقوم به.. أمتنا اليوم أكثر طموحا من أي أمة في العالم.. والحلم الأميركي سيعود مرة أخرى".
هذا وبدأت مراسم تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في مقر الكونغرس الأميركي.
ويؤدي ترامب اليمين رئيسا للولايات المتحدة، ليفتتح ولايته الثانية وسط ترقب محلي وعالمي بسبب حجم التغيير الذي وعد به.
والتنصيب بمثابة تتويج لعودة مظفرة لترامب الذي نجا مرتين من إجراءات مساءلة كانت تهدف إلى عزله ومن إدانة بارتكاب جناية ومحاولتي اغتيال واتهام بمحاولة إلغاء خسارته في انتخابات عام 2020.
وستقام مراسم حلف اليمين داخل القاعة المستديرة في مبنى الكونغرس، رمز الديمقراطية الأميركية، التي اقتحمها حشد من أنصار ترامب قبل أربع سنوات في محاولة فاشلة لمنع إقرار هزيمته أمام جو بايدن في عام 2020. ونُقلت مراسم أداء القسم إلى مكان مغلق لأول مرة منذ 40 عاما بسبب البرد القارس.
وسيقسم على كتاب مقدس ورثه من والدته على حماية الدستور ، في مراسم تجري داخل قبة الكابيتول.
ويجري الحفل عادة في الخارج، لكن المراسم وخلافا للبروتوكول تُجرى هذه السنة داخل المبنى بسبب موجة البرد التي تجتاح البلاد.
وكانت الإطلالة الأولى لترامب قرابة الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي (14,00 ت غ) عندما وصل مع زوجته ميلانيا إلى كنيسة قريبة من البيت الأبيض لحضور مراسم دينية تشكّل الانطلاقة الرسمية لمراسم التنصيب.
ووعد دونالد ترامب بإصدار عدد غير مسبوق من المراسيم اعتبارا من الإثنين، ولا سيما لوقف ما يصفه بـ غزو المهاجرين غير القانونيين للبلاد.
ويعتزم ترامب الذي أطلق للتو عملة رقمية خاصة به ستضاعف ثروته الشخصية، التصدي لـ جنون التحول الجنسي والبرامج المدرسية للتوعية على العنصرية.
كما تعهد بالعفو عن المشاركين في الهجوم على الكابيتول الذين أدانهم القضاء، ورفع التدابير المتخذة لحماية البيئة من أجل تعزيز إنتاج النفط، وتشديد الرسوم الجمركية.
ومن ضمن برنامجه أيضا، يعتزم ترامب وضع حد للحرب في أوكرانيا و الانتقام من خصومه السياسيين و ضبط الصحافة، كما يعتزم تطبيق اقتطاعات حادة من الإنفاق العام، واختار مستشارا له في هذا المجال رجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك الذي بات شخصية محورية في الإدارة الجديدة.
وقال ترمب، وهو أول رئيس أميركي منذ القرن التاسع عشر يفوز بولاية ثانية بعد خروجه من البيت الأبيض، إنه سيعفو في "أول يوم" له بالمنصب عن كثير مما يزيد على 1500 شخص وجهت إليهم اتهامات فيما يتصل بالهجوم على الكونغرس في السادس من يناير كانون الثاني 2021.
يأتي هذا الوعد ضمن سلسلة إجراءات تنفيذية متعلقة بالهجرة والطاقة والرسوم الجمركية يعتزم ترامب التوقيع عليها في أقرب فرصة بعد حلفه اليمين.
وكما فعل في عام 2017، يدخل ترامب البيت الأبيض وهو شخص جامح يتسم بالفوضى والإزعاج، وتعهد بإعادة هيكلة الحكومة الاتحادية وأبدى تشككه البالغ في التحالفات التي تقودها الولايات المتحدة والتي شكلت السياسة العالمية بعد الحرب العالمية الثانية.
ويعود الجمهوري ترمب إلى واشنطن أكثر جرأة بعد فوزه في التصويت الشعبي على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس نائبة الرئيس جو بايدن بأكثر من مليوني صوت نتيجة لإحباط الناخبين من التضخم المستمر، لكنه لم يحصل على الأغلبية البالغة 50 بالمئة.
وسيستفيد ترامب من الأغلبية التي يتمتع بها الجمهوريون في مجلسي النواب والشيوخ بالكونغرس. ووضع مستشاروه خططا لاستبدال البيروقراطيين غير الحزبيين بموالين مختارين بعناية.
وحتى قبل توليه المنصب، أنشأ ترامب مركز قوة منافسا خلال الأسابيع التي أعقبت فوزه في الانتخابات، والتقى بزعماء من دول العالم وأثار الذعر بتعليقات مثل تلك المتعلقة بالسيطرة مجددا على قناة بنما وشراء جزيرة غرينلاند التابعة للدنمارك العضو في حلف شمال الأطلسي وفرض رسوم جمركية على أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.
واتضح نفوذه بالفعل في إعلان إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الأسبوع الماضي عن توصلهما لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وحذر ترامب، الذي انضم مبعوثه إلى المفاوضات في قطر، من أن أبواب الجحيم ستُفتح على مصراعيها إذا لم تطلق حماس سراح المحتجزين قبل تنصيبه.
وزعم ترمب خلال حملته الانتخابية أنه سينهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا من أول يوم له في المنصب، لكن مستشاريه قالوا إن التوصل لاتفاق سلام سيستغرق شهورا.
وحظي ترامب بدعم أغنى رجل في العالم، إيلون ماسك، الذي أنفق أكثر من 250 مليون دولار لمساعدة ترمب على الفوز في الانتخابات.
وذكرت رويترز ووسائل إعلام أخرى أن ماسك ورواد آخرين في مجال التكنولوجيا من أصحاب المليارات سيحضرون حفل التنصيب اليوم الاثنين، ومن بينهم جيف بيزوس مؤسس أمازون ومارك زوكربرج مؤسس ميتا وسوندار بيتشاي الرئيس التنفيذي لشركة ألفابت وتيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل.
وقال ترمب أمس الأحد إنه سيسافر إلى كاليفورنيا يوم الجمعة لزيارة مقاطعة لوس انجليس التي دمرتها حرائق الغابات.
* "الفوضى الأميركية"
سيجري تنصيب ترمب وسط إجراءات أمنية مشددة بعد حملة انتخابية اتسمت بارتفاع حدة العنف السياسي الذي تضمن محاولتين لاغتيال ترامب. وأصابت رصاصة أذن ترامب في واحدة منهما.
وألقى ترمب خطاب تنصيب قاتم قبل ثماني سنوات تعهد فيه بإنهاء "الفوضى الأميركية" فيما وصفه بالمدن المليئة بالجريمة وضعف المراقبة للحدود، بالمخالفة لنبرة التفاؤل التي يتبناها معظم الرؤساء في مستهل ولايتهم.
وستتابع الحكومات الأجنبية لهجة ترامب في خطابه اليوم الاثنين بعد أن شن حملة خطابات مليئة بالتحريض.
وسيقام عرض التنصيب التقليدي الاثنين داخل قاعة كابيتال وان أرينا بعد أن كان يقام في السابق بشارع بنسلفانيا أمام البيت الأبيض، وسيحضر ترامب أيضا ثلاث حفلات في المساء.
وفي خضم احتفالات اليوم، سيبدأ ترمب بالتوقيع على ما قد يصل إلى عشرات الأوامر التنفيذية.
وقال مصدر مطلع إنه سيبدأ في بعض الإجراءات بتشديد قواعد الهجرة من خلال السعي إلى تصنيف عصابات المخدرات على أنها "منظمات إرهابية أجنبية"، وإعلان حالة الطوارئ على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وذكرت مصادر أنه قد يهدف في أوامر أخرى إلى إلغاء اللوائح البيئية التي وضعها بايدن وانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ.
ومن المرجح أن تقدم طعون قانونية على العديد من أوامره التنفيذية.
وسيكون ترمب أول مدان بارتكاب جناية يشغل البيت الأبيض بعد أن أدانته هيئة محلفين في نيويورك بتزوير سجلات تجارية لإخفاء أموال دفعها لنجمة أفلام إباحية لشراء صمتها. لكنه أفلت من العقوبة لأسباب من بينها اعتراف القاضي باستحالة معاقبة رئيس قادم.
كما نجا ترمب من اتهامين، هما التخطيط لتغيير نتيجة انتخابات عام 2020 والاحتفاظ بوثائق سرية، وذلك بفضل فوزه في الانتخابات وسياسة وزارة العدل التي لا تسمح بمحاكمة الرؤساء وهم في المنصب.