مدرستا احمد اللوزي وعبد داودية

مدرستا احمد اللوزي وعبد داودية
أخبار البلد -  

ليستا بالمدرستين الجديدتين، لكن أسماهما جديدان، تحملا اسمي علمين من رجالات الأردن، حيث قررت لجنة تسمية المدارس في وزارة التربية والتعليم، تغيير اسم مدرسة الجبيهة الثانوية للبنين، لتحمل اسم «المرحوم أحمد اللوزي الثانوية للبنين»، القامة التربوية والسياسية الأردنية المعروفة، التي لا يتسع المجال لذكر سيرتها الذاتية، لكن يكفي القول بأن المرحوم كان معلما في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي، وهي مهنة فيها كل الفخر خصوصا حين يكون المهني هو معلم، أشعل مصابيح عقول الأجيال الأردنية قبل أكثر من 60 عاما، ولأنني منحاز للتنوير أكثر من السياسة تحدثت عن مهنة المرحوم أحمد اللوزي الأولى، ولا أنكر سيرته الذاتية السياسية الطويلة، التي نعتز بها بلا شك.
والإسم الآخر الذي قررت اللجنة تغييره، هو اسم مدرسة الطفيلة الأساسية للبنين، ليحمل اسم المعلم العلم «المرحوم عبد خلف داودية الأساسية للبنين»، وهو اسم عزيز على الأردنيين أيضا، وعلى المعلمين بدرجة أكثر، فالمرحوم هو تربوي أيضا، وهو أول نقيب للمعلمين عام 1954، وهي السيرة التي أقدمها على سيرته السياسية الحافلة، لنفس السبب وهو انحيازي المطلق للتنوير، ولا أنسى بالطبع أن أذكر بأن المرحوم عبد داودية شغل منصب وزير أوقاف في ثمانينيات القرن الماضي ومواقع سياسية أخرى في الدولة الأردنية..
المرحومان علمان أردنيان تربويان وسياسيان واجتماعيان، يستحقان منا أن نكتب أسميهما في ذاكرة الوطن، ونغرسها في ذاكرة الأجيال الأردنية، ولو تم اطلاق الاسمين على جامعتين كبيرتين لما وفيناهما حقهما من الاحترام الذي يستحقان، لكن وزارة التربية والتعليم ومن خلال لجنة تسمية المدارس، اتخذت هذا القرار الذي يحمل بعدا وطنيا وتربويا، يعزز التنوير في محاولة للوفاء لهذين المربيين الفاضلين.
احياء الذاكرة الأردنية ومحاكاتها من خلال أهم القيم»التعليم ورجالاته»، جهد وطني ينال دعم المجتمع وقواه السياسية والاجتماعية والأكاديمية والنخبوية المختلفة، وجميل أن يعلم أطفال الطفيلة مثلا أن اسم مدرستهم اسم عزيز على الأردنيين وعلى أهل الطفيلة، وتثبيت معلومة بهذا الوضوح والتوثيق في ذاكرتهم، يحيي الهوية الأردنية في ذاكرتهم وذاكرة الأجيال، ويمنح هذه الحيوية معان تنويرية، تحتاجها المجتمعات الحية التي تثمن مواقف رجالات الأردن، لتبقى قيد الحيوية والعطاء..
قد نتحدث بمقالة أو بكتاب أو بمؤتمرات عن النخبة الأردنية التي حملت الوطن على أكتافها، فعمرته في ظل قيادة مثالية، كانت وما زالت تعلم أن هذا الوطن لا يملك من الثروات الا أثمنها، وهو مواطنها، الذي يعطي ويبني ويدافع عن وطنه ومصالحه، ولعل أهم البناة هم المعلمون، فهم لم يعمروا وطنا وحسب، بل عمروا عقلا أردنيا، عماده إيثار الوطن على النفس، ولو قمنا بالبحث عن بعض طلاب المرحومين المذكورين، وحاورناهم حول أثر هذين المعلمين على حياتهم، لخرجنا بنتيجة واحدة من الجميع (معلمان تنويريان ونجمان مشعان بنور العطاء والنقاء الأردني)..رحمهما الله وأحسن مثواهما.
شكرا لوزارة التربية والتعليم، وللجنة تسمية المدارس، المكونة من أساتذه نجلهم ونحترمهم، فالوزارة أصبحت بحق تقدم لنا دروسا في الوطنية وآفاقها، بلا صخب ولا سجال ولا جدل، ولعل تذكرهم لهذين العلمين الأردنيين يعطينا الإنطباع الكامل، بأن نظرة الوزارة شاملة، ولا تتغاضى عن المنجز الأردني ورجالاته وتاريخهم المشرف، الذين يجب علينا أن نذكرهم بالخير والفخر، فهم قدموا لهذا الوطن، وانتقلوا إلى الرفيق الأعلى، بينما نحن ما زلنا قيد المسؤولية لنحمل هذا الوطن على أكتافنا وفي قلوبنا، نحميه ونبنيه، ولا بناء أهم من بناء عقول أجياله ضمن إطار الهوية الأردنية الناصعة المانعة الجامعة للقيم العروبية المثلى.
رحم الله الرجلين المعلمين الأردنيين، فتاريخهما حافل بالبناء والعطاء، وهما يستحقان أن نتذكرهما ونتذكر كل رجالات الأردن الأوفياء من مختلف منابتهم وأصولهم ومشاربهم الفكرية، فهم المعلمون الحقيقيون الذين بنوا هوية وطن في زمان مستحيل ..
تذكروهم وبالخير اذكروهم، وافعلوا كما فعلت وزارة التربية والتعليم.

- See more at: http://www.addustour.com/18007/%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D8%AA%D8%A7+%D8%A7%D8%AD%D9%85%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%88%D8%B2%D9%8A+%D9%88%D8%B9%D8%A8%D8%AF+%D8%AF%D8%A7%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9.html#sthash.4HnHCRqc.dpuf
 
شريط الأخبار التأمين العربية - الأردن توافق على الاندماج مع القدس للتأمين قلق واحتقان وملفات وشكاوى من الموظفين تضرب بقوة بمؤسسة صحية وجهات رقابية تتابع الملفات النواب يقر مشروع قانون معدل للمعاملات الإلكترونية لسنة 2025 السلامي .. هل يجيز القانون الأردني والمغربي الجمع بين الجنسيتين؟ محافظة العاصمة حكاية تُحكى وتُروى مبنى له معنى .. السلطة في قلب عمان نائب: قرابة ربع مليون مركبة غير مرخصة بالأردن الرياطي: محاسبة انتقائية أم عدالة واحدة؟ دماء العقبة لن تُنسى والصمت غير مقبول صندوق النقد: تمديد سن التقاعد ضمن خيارات الضمان إصابة جديدة جراء استخدام مدفأة "الشموسة" المنارة الإسلامية للتأمين تحصد المركز الأول في هاكاثون الابتكار في التأمين 2025 وفيات الإثنين 22 - 12 - 2025 انفجار ڤيب في فم شاب عشريني يُحوّله إلى مأساة صحية خلال ثوانٍ كلاب ضالة تنتهك حرمة مقبرة سحاب الإسلامية… مشاهد صادمة .. صور وظائف شاغرة في الحكومة - تفاصيل أجواء باردة نسبيا مع وجود مؤشرات انخفاض جديد - تفاصيل مجلس النواب يناقش اليوم معدّل قانون المعاملات الإلكترونية الذهب والفضة يسجلان مستويات مرتفعة قياسية مع رهانات خفض الفائدة الأميركية كيف تنقى جسمك من سمومه.. مشروبات وأكلات ونصائح البيت الأبيض: تحصيل 235 مليار دولار من الرسوم الجمركية منذ يناير 2025 وظائف شاغرة في الحكومة - تفاصيل