حسين دعيبس مخرج المشاهير: «الفيديو كليب» إنحط في العالم العربي

حسين دعيبس مخرج المشاهير: «الفيديو كليب» إنحط في العالم العربي
أخبار البلد -   اخبار البلد 
 

عمان –  «لا يوجد إنسان في الدنيا يكره الحروب مثلي» بهذه الجملة، يُعلّل حسين دعيبس خُلو مشاهد المعارك في مسلسله «وعد الغريب» من الدّم حتّى ولو كان دماً اصطناعياً، هو الذي عمل كمصوّر احترافي في حرب الخليج ورأى وقتها ما يكفي من الجثث والدّماء جعلته ينفر من كل ذكرى تتعلّق بتلك الفترة، الأمر الذي شكّل لديه ردّة فعل حادّة جعلته ينتقل فجأة من مجال التّصوير في أسخن الجبهات إلى مخرج فيديو كليب مع أبرز المشاهير في أكثر مناطق العالم جمالاً ورخاءً، ليصبح المخرج الأشهر في هذا المجال في العالم العربي.
المخرج المُرهَف الذي درس الطيران والعلوم المصرفية، قرّر أيضاً أن يعتزل إخراج الفيديو كليب بعد أن نزل الحابل والنابل على السّاحة، ليقرّر في خطوة غير مُتوقّعة أن يخوض تجربة إخراج المسلسلات الدراميّة عبر العمل البدوي «وعد الغريب» الذي يعرض حالياً في موسم رمضان. 
■ تخوض غمار الدراما للمرّة الأولى عبر «وعد الغريب»، وتُطعِّم العمل البدوي بالعنصر الأجنبي.. دعنا نتحدّث عن هذه التّجربة؟
□ العمل يتناول قصّة رسّام ألماني زار الصّحراء العربيّة، أيام الحكم التركي والإنتداب البريطاني والفرنسي على البلاد العربيّة، وشاءت الأقدار أن يبقى مدّة طويلة مع البدو ويعيش وسطهم ويبني صداقات متينة معهم ويحبَّ حياتهم ويرسمها، وبالمناسبة تُعتبر لوحات المستشرقين الذين زاروا العالم العربي فنّاً قائماً بحدّ ذاته، وثروة فنيّة، هذا المستشرق الذي شهد عادات العرب ووضعهم النفسي وحروبهم، وجد أنّهم مختلفون عن أي بشر موجودين على وجه الكرة الأرضيّة، وعندما عاد لبلاده ألّف كتاباً سمّاه «الخيام السود».
■ كيف يمكن لعملك أن يتميّز ويكون الأبرز وسط هذا الكم الهائل من الأعمال البدوية في الساحة الأردنيّة؟
□ «وعد الغريب» يُشكّل نقلة نوعية في شكل الدراما الأردنية والبدوية تحديداً، فإلى جانب قصّته المُختلفة عمّا قُدّم، استخدمنا فيه كاميرات جديدة وإحداثيات سينمائيّة، كذلك المكان الذي صوّرنا العمل فيه غير مُستهلك أبداً كوننا صورناه في صحراء وادي عربة، فلأوّل مرّة تدخل كاميرا وتصوّر بتلك المنطقة سيّما أنّها كانت منطقة حدوديّة وعسكريّة، وتبعُد كثيراً عن العاصمة عمّان. 
■ ممثّلات أردنيّات كثر ينتظرن فرصة التّصدي لبطولة عمل في بلدهن، بينما وقع اختيارك على الفنانة السورية قمر خلف لتقوم بالبطولة؟ 
□ صعب أن تسألي فنانا أردنيا لماذا اخترت فنانا سوريا، بيننا تاريخ مشترك وحب مشترك أيضاً، تربطنا بالفنانين السوريين خصوصيّة مُطلقة، وقد صوّرت أكثر من عشرين فيديو كليب في دمشق، كل الجهاز الفني هناك أصدقائي، وقمر خلف ممثلة ممتازة وستًفاجئ الجمهور في «وعد الغريب».
■ علمنا من الكواليس المُسرّبة أنّك رفضت أن تسيل نقطة دم واحدة خلال مشاهد المعارك في العمل، هل أثّرت فيك الحرب التي شهدتها وصوّرتها إلى هذا الحد؟
□ لا يوجد إنسان في الدنيا يكره الحروب مثلي، فبعد الذي عشته في حرب الخليج أصبحت حساسّاً جداً تجاه رؤية الدم، حتّى لو كان هذا الدّم اصطناعياً ولا يتعدّى الخدعة البصريّة، الحرب تركت جرحاً كبيراً في نفسي، رأيتُ أشياءً فظيعة لا تُذكر ولا أحبّ التحدث عنها، الحروب كلّها مجانية ولا يوجد فيها مُنتصر، فيها مغلوب ومغلوب، النّاس الأبرياء يموتون فيها لحسابات سياسيّة، كنت أرى كيف كانت تبقى الجثث لأكثر من عشرة أيام في الشارع ولا أحد يتجرّأ ويقترب ليدفنها.
■ كنت أول مصوّر في العالم يذهب إلى الكويت بعد احتلالها.. كيف بدأت حكايتك كمصوّر حرب مُحترف؟
□ نحن لا نصنع الأحداث، نحن مُسيّرون، كنتُ أعمل كمصوّر دراما في الأردن، ولما هو معروف عن حرفيّة العمل والتصوير هناك، ومع بداية حرب الخليج طلبني الصحافيون الأجانب لأذهب معهم إلى بغداد كانوا يبحثون وقتها عن مصوّرين، وبالفعل سافرت لبغداد بعد دخول القوات العراقية للكويت، الوضع في البداية كان هادئاً، بعدها بدأت الصحافة العالمية بالتّوافد، تنقّلت بعد ذلك بين الكويت وجنوب تركيا وديار بكر وكردستان، وشمال إيران، ووجدت نفسي فجأة مصوّرا عالميا، وأصبحت مطلوباً مثل لاعب كرة القدم العالمي أُباع وأشترى للشركات، وأغراني هذا الجو.
■ ومتى توقّف هذا الجو عن إغرائك.. وكيف قطعت علاقتك مع الحروب والمناطق الساخنة؟
□ في بداية الحرب تلك الفترة كان هناك احترام للمصورين والصحافيين، لم يكونوا مُستهدفين، بعد ذلك تغيّرت الأمور وأصبح هناك استهداف مباشر لهم، ولم تعد القضيّة بالنّسبة لي لأجل الفضول أو حب الإستكشاف، بعدها جاءني عرض لأسافر للصومال لنذهب مكان فريق تُوفّى بعد أن استهدفهم القنّاصون فقلت لهم هل أذهب بدل ميت؟ ورفضت العرض، المغامرة لم تعد مقبولة يجب تحكيم العقل حتى لو كنت مُحترفاً في مجال عملك، لأنني كنتُ معرّضاً لأن أذهب ولا أعود.
■ نقلة نوعية غريبة جداً قمتَ بها .. فمن مصوّر حروب في أسخن مناطق العالم إلى مُخرج فيديو كليب!؟ 
□ ربّما هي ردّة الفعل.. أنا أقدّس الحياة الجميلة التي فيها ألفة وتفاهم وهذا من طبعي، التجربة القاسية التي كانت في حياتي هي شيء دخيل عليّ، لستُ من صَنَع الأحداث ولم أختر أن أكون ما أنا عليه وما كنت فيه، هو القدر، تجربة الحرب كانت فيها متعة كبيرة لا أنكر ذلك، ولكن كان لا بدّ أن أضع حدّاً لعملي في هذا المجال الخطر، رغم أنّك لا تشعر كثيراً بالخطر وأنت داخل الخطر، تصبح حالة الخوف اعتيادية نوعاً ما.
■ كاظم السّاهر حاضر بقوّة في أغلب حواراتك، لماذا هو تحديداً.. رغم أنّك أخرجت «الفيديو كليب» لأهم المشاهير في العالم العربي؟
□ أخرجت 36 أغنية لكاظم الساهر، علاقتي به استثنائيّة، أحبّه كصديق، أحبّ حبّه لعمله يمنح ثمانين بالمائة من وقته للموسيقا، ويقرأ الشعر كثيراً، في ألمانيا كان التّعاون الأوّل بيننا، وقتها أسمعني أغنية «زيديني عشقاً»، وبعدها تتالت الأعمال، كان كلّ نجاح يعطينا حافزا لنخوض تجربة جديدة، وكلّما أصدر ألبوما جديدا كان يطلب مني أن أختار الأغنية التي تُعجبني لنصوّرها، أحياناً كنّا نصوّر أغنيتين أو ثلاث أغان من الألبوم نفسه.
■ في سياق حديثنا عن المشاهير.. كيف تستطيع التّأقلم مع الحالات المزاجيّة الحادّة لهم؟
□ الفنّانون ليسوا أشخاصا واقعيّين، هم أشخاص حالمون وغالباً ما يكونون في حالة من اللاشعور، فعليهم مهمّة إبهار المُشاهد، وطبيعة عملهم تجعلهم بحالات مزاجيّة غريبة، فماذا تستطيع أن تسمّي ممثّلا قادرا على إضحاكك او إبكائك وإثارة مشاعرك؟ هو إنسان غير طبيعي، المزاج لديه عال جداً ليستطيع أن يقود الشخصية التي يمثّلها كيفما يُريد، بحيث تبدو حقيقيّة أمام الكاميرا.
■ صرّحت أنّك لن تعود لإخراج الفيديو كليب بعد اليوم.. ما السّبب؟
□ الربيع العربي أثّر بالفنون والصّحافة والدراما، والفيديو كليب تحديداً له علاقة بالحالة المُترفة ومن غير المٌجدي تقديمه في عالم يغرق بالحروب، اليوم اتّجاه المحطات الإعلاميّة نحو الأخبار السياسيّة، أصبح هناك إنتاج اخباري وتفنُّن بهذا الإنتاج، ومع الفوضى الحاصلة التي وجد فيها الدّخلاء على المهنة جوّاً لتقديم إنتاجاتهم الرخيصة، لم يعد لدي الإستعداد بصراحة أن أدخل في هكذا منافسة، فما صنعته يكفيني.
■ كما قلت مهنة الإخراج أصبحت مُستباحة اليوم، من المسؤول عن إنحطاط الفيديو كليب في العالم العربي؟
□ اليوم أصبحت الكاميرات بمتناول اليد، وبأسعار زهيدة جدّاً، ودخل أناس كثر لا علاقة لهم بالفن على خط صناعة الفيديو كليب، ونُسِفت كل المعايير الفنية، وانتشرت الأغاني بشكل كبير وكثر المطربون، سيّما مع رواج برامج المسابقات الغنائية، ولم يعد المنتج مضطرّاً لاستقدام مطرب يطلب مبالغ كبيرة جداً، بينما بإمكانه أن يتعامل مع عشرين مغنّيا من خرّيجي البرامج بالمبلغ نفسه الذي كان سيدفعه لمطرب واحد.
شريط الأخبار القوات المسلحة الإيرانية تدعو سكان مدينتي تل أبيب وحيفا الى إخلائهما - (فيديو) ترامب: نعرف مخبأ خامنئي ولن نقتله في الوقت الحالي مهم من التربية حول امتحان الثانوية العامة يوم 26 حزيران "الطيران المدني": هبوط أعداد المسافرين 51% بسبب التوترات الإقليمية خبير محطات نووية يكشف مفاجأة بشأن امتلاك طهران للقنبلة الذرية عطلة رسمية في السادس والعشرين من حزيران بمناسبة رأس السنة الهجرية ارتفاع الإيرادات المحلية خلال الثلث الأول لتصل إلى 3.3 مليارات دينار مصفاة البترول: مخزون استراتيجي من المشتقات النفطية في الزرقاء والعقبة وزير الطاقة: لا تغيير على أسعار الكهرباء والكلف الإضافية تتحملها الحكومة لماذا “يُصر” نتنياهو على اغتيال السيد خامنئي المرشد الإيراني الاعلى؟ وما هي السيناريوهات المفترضة؟ وهل سيحقق هدفه؟ رسميا.. ايران تدعو حذف تطبيق الواتساب اطلاق صافرات الإنذار في الأردن اليكم أخطر واكبر محطة نووية ايرانية - تفاصيل الأحزاب الوسطية: خطاب الملك رسالة موجهة لصُنّاع القرار الدولي "العطارات": نعمل بطاقتنا القصوى لتوليد الكهرباء حسان يوجه بدعم صادرات "دار الغذاء" وتخفيف كلف الإنتاج والطاقة ارتفاع مساحة الأبنية المرخصة بنسبة 19.8% خلال الثلث الأول من 2025 إطلاق أول منصة حكومية تفاعلية لتعزيز مشاركة المواطنين في صنع القرار طلال أبو غزالة في مقال خطير عن غـ.ـزة ومجاعتها هل هدفت تدوينة ترامب إلى تحذير إيران من رد نووي تكتيكي إسرائيلي إذا استخدمت صواريخ جديدة مدمرة؟