اعتدنا في الفترة الأخيرة على قصص متتالية... وكأنه يُحرم علينا النوم ضمن تراتيل الإرتياح والسكينة ولا يهدأ بالنا إلا إذا سمعنا قصة الغولة وأبو رجل مسلوخة قبل النوم ...! قصة اليوم انفلونزا الخنازير وقبلها انفلونزا الطيور وذهب عجلون وملكة جمال الأردن ووووو... من المُختلِق اعلامياً لكل هذا ! لمصلحة من تُضرب الدفوف وتُعلق الطبول على رؤوسنا !
انفلونزا الخنازير فايروس يصيب الخنازير وعادة ما تصيب العدوى الأشخاص العاملين في مجال تربية الخنازير فقط سواء عن طريق لمس الخنازير الحاملة للفيروس، أو خلال التواجد في مزرعة للخنازير أو في سوق لبيع المواشي حيث يكون هناك اتصال مستمر مما يزيد من احتمالية انتقال الفيروس... والغريب في الأمر أننا لم نسمع عن عملية تفتيش لمزارع الخنازير في الأردن ومدى خلوها من المرض... طيب، من نقل الفايروس من المزرعة واعطاه لغيره عبر العطاس والرذاذ لماذا لم يتم التحقيق معه لحصر المرض !... هناك قصة وقصيصة.
اعلنت منظمة الصحة العالمية عن بدء جانحة انفلونزا الخنازير في العام 2009 وأعربت عن رأي مفاده أن الجانحة ستكون متوسطة الشدة، ويجب اتخاذ مجموعة من التدابير للوقاية من المرض تتمثل في غسل اليدين واتباع قواعد النظافة الخاصة بالتنفس وعدم السفر ولا الذهاب إلى العمل في حالة الإعتلال.
وأوضحت أن معظم حالات انفلونزا الخنازير التي أبلغ عنها سابقاً شفيت تماماً من المرض دون رعاية طبية ودون أدوية مضادة للفيروسات، إلا أن عدم التقيد بالتدابير اللازمة قد يؤدي الى التهاب رئوي يؤدي إلى الوفاة.كما أوضحت أن هناك دوائر الصناعة الساعية إلى الربح وتسعى للحصول على المشورة من كبار الخبراء، وكثير من الخبراء الذين يسدون المشورة إلى المنظمات العالمية لديهم علاقات بدوائر الصناعة.. وهذه العلاقات يمكن أن تتراوح بين الحصول على التمويل من أجل إجراء البحوث وبين تقديم الإستشارات المدفوعة الأجر والمشاركة في المؤتمرات التي ترعاها دوائر الصناعة تلك.
طبعاً ما تنتهي هذه العملية وتخرج النتائج حتى يكون خبر انفلونزا الخنازير محور حديث الرأي العام إلي بفهم "وإلي ملوش دخل بالموضوع" ناهيك عن تراشق التهم والإدعاءات والتقصير...على أعتبار أن الأخبار المتداولة حول توفر اللقاح أو عدمه يثير التساؤل ويقلب الرأس...مع العلم أنه ليس هناك لقاح لفلونزا الخنازير أصلاً... أليس من الممكن أن تكون الملهاة الشعبية لتمرير فايروس جديد يخدم الخنازير الإنسية !
وهنا نقول: ما يحدث مجرد رشوحات فلونزية موسمية وارحمونا يا محطاتنا الإعلامية...هذا لا يعني إنكار حالات الوفاة التي سُجلت ضمن الإصابة بالفايروس (الالتهاب الرئوي) إلا أنها حالات تحمل سجل مرضي يستحق المتابعة.
آن الآوان لنصحو من بياتنا الشتوي الدماغي المترهل ونغلق آذاننا لقصص ما قبل النوم التائهة... وصلوا للقمر وما زلنا نتدرب ونتفنن ونلتقط القصة والقصيصة من حناجرهم ونلونها كيفما شئنا وأرادوا...