تلك الأم يحكي نقش وجهها تاريخ وحضارة وعادات وتقاليد ,وتحكي عيونها ألمخضبتي بالكحل الأسود صور ومواقف وحكم الحياة ...وأما يديها ,فتتحدث عن خشونة وقسوت الحياة ومشقت وعناء الطريق .
تلك الأم العربية القديمة تحملت على نفسها الألم الكبير والحمل الثقيل ,لتخرج من جسدها رجل عربي يحمل الكرامة ,والشجاعة والشهامة, والتضحية .
تلك الجبين واليدين أحق أن تتوج وتقبل؛ لأنها صنعت من حضنها الدافئ رجالاً سطروا التاريخ بأسمائهم فجسدت في أرواحهم العزيمة والإصرار والإرادة ليكونوا قادرين على تخطي الصعوبات والتحديات فكانت كشجرة الطيبة اجتثت الأرض لترسخ جذورها في أعماق الأرض ثم ليبلغ ساقها عنان السماء وتتفتح أوراقها لتقوض الحياة بخروج تلك الثمر الطيب الذي يحكي طعمه ,وطلعه , نتاج وطيب وعناء الأصل
فهنيئاً لمن كان ثمرتاً في تلك الشجرة العربية الأصيلة
ونختم بتلك الأسطر القيمة :
الأمّ مدرسة- حافظ إبراهيم
الأُمُّ مدرَسةٌ إِذا أَعددتَها
أَعددتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ
الأمّ روضٌ إن تعهّده الحيا
بالريّ أورق أيماً إيراق
الأمّ أستاذ الأساتذة الألى
شغلت مآثرهم مدى الآفاق
أنا لا أقول دعوا النّساء سوافراً
بين الرّجال يجلن في الأسواق
يدرجن حيث أرَدن لا من وازع
يحذرن رقبته ولا من واقي
يفعلن أفعال الرّجال لواهياً
عن واجبات نواعس الأحداق
تتشكّل الأزمان في أدوارها
دولاً وهنّ على الجمود بواقي