هناك في كل دول العالم حرمة للمقابر والقوانين تعاقب كل من يعتدي على أي مقبرة مهما كانت المبررات لأن الموتى لهم احترام وتقدير من قبل ذويهم ويجب احترام المكان الذي دفنوا فيه وهنالك سنة في الإسلام بإلقاء السلام على الموتى عند المرور من أمام إحدى المقابر وذلك لتأكيد هذا المبدأ .
هنالك في منطقة أم الحيران مقبرة للمسيحيين وهذه المقبرة مسورة من جميع جوانبها بسور عال لكن يبدو أن بعض اللصوص يقفزون من فوق هذا السور في الليل ليسرقوا كل ما هو معدني في هذه المقبرة من أجل بيعه كمواد خردة وهم بذلك يشوهون القبور الموجودة هناك ويسيئون لساكنيها ويخترقون حرمتها .
مسؤولو جمعية الرابطة الإنسانية قدموا شكوى إلى مدير الأمن العام الذي أوعز بدوره لمتابعة الشكوى والتحقيق فيها وبالفعل فقد قام اثنان من مرتبات الامن العام بزيارة إلى هذه المقبرة والتحدث مع المسؤولين الموجودين هناك لكنهما لم يكشفا على المقبرة من الداخل أو الاطلاع على الأمكنة التي يقفز منها اللصوص إلى داخل هذه المقبرة واكتفيا فقط بالسؤال وغادرا المكان ولم يشعر أحد من الموظفين أو العمال الموجودين هناك بأن أي إجراء جدي قد اتخذ للقبض على هؤلاء اللصوص أو حماية المقبرة من سرقات يمكن أن تحدث في المستقبل بل إن هؤلاء اللصوص عاودوا السرقة والتخريب مرة أخرى بعد تقديم الشكوى .
نحن نحترم مؤسسة الأمن العام ونقدر الجهود التي يبذلها رجالها من المدير وحتى أصغر شرطي والواحة الأمنية الموجودة في الأردن قد لا توجد في أي دولة من دول العالم الثالث لذلك لم يتعود المواطنون هنا أن لا تؤخذ شكواهم على محمل الجد أو يشعروا بأن الإجراءات التي يجب أن تتخذ لم تكن بالمستوى المتوقع من هذه المؤسسة التي يحترمونها ويقدرونها كل التقدير خصوصا بالنسبة لمقبرة تضم تحت ترابها أعزاء وأحباء فارقوا هذه الحياة لكن معزتهم واحترامهم ما زالا عند ذويهم كما كانوا وهم أحياء.
هذه الملاحظة نضعها بين يدي عطوفة الفريق حسين المجالي مدير الأمن العام الذي لديه علم بهذه المشكلة ونتمنى عليه أن يتفضل بالإيعاز لمن يلزم لمتابعة هذه الشكوى والقبض على اللصوص ومنع الاعتداءات التي أصبحت تتكرر كثيرا على هذه المقبرة المسيحية التي تعتبر أكبر مقبرة في العاصمة عمان .
نحن نثق بجهاز الأمن العام ونعتبره من الاجهزة التي لا يمكن إلا أن نكن لها كل الاحترام والتقدير وهذه المؤسسة تعرف تماما أن انتهاك حرمة المقابر مسألة تحرمها جميع الأديان واللصوص الذين يخترقون هذه الحرمة هم أناس خارجون على القانون وخارجون على الدين ويجب أن يقبض عليهم ويعاقبوا حتى لايعودوا إلى ممارسة هذا العمل المرفوض من كل الأديان السماوية.