منذ نشوء النكبة الفلسطينية بفعل التداخل الإستعماري الحديث ، وبفعل المد الصهيوني الاستيطاني البشع المقيت ، كانت الدولة الأردنية العربية الوطنية القومية الوحيدة التي منحت شعب فلسطين جنسيتها الأردنية توافقا مع كل الشرائع السماوية والدساتير والشرعة الدولية وحقوق الإنسان العالمية ، وتفهما وتداخلا منها لاحتضان الفلسطيني وهمومه ومعاناته ، ولمنع العالم الأعور من الاستفراد به وبقضيته ، لإيمانها بأنّ القضية الفلسطينية هي قضية عربية إسلامية بالدرجة لأولى ، في الوقت الذي كانت فيه نظم عربية ودولية كثيرة تنطلق بتعاملها مع القضية الفلسطينية من توجهات قطرية وعنصرية بغيضة .
ومنذ نشوء النكبة الفلسطينية بغفلة من شعبها والشعوب العربية المنشغلة بقضاياها الخاصة مع الاستعمار البغيض الذي لم يستثني أحدا في تلك الحقبة الزمنية الكأداء في تاريخ أمتنا ، كان الشعب الأردني رغم هول معاناته من آثار الإستعمار وقلة إمكاناته المادية والاقتصادية ، كان وما زال يقتسم مطعمه ومشربه مع اخوته الفلسطينيين ، فكانوا نعم الأهل والأنصار اللذين هم خير خلف لخير سلف أهل المدينة الأخيار ، اللذين نصروا سيد الخلق والبشرية محمد صلى لله عليه وسلم ، ووقفوا بكل قوتهم وامكاناتهم بوجه الظالمين من يهود وابناء جلدته .
ومنذ نشوء النكبة الفلسطينية بوقت كانت الحكومات والدول العربية ما زالت تعاني من المعاهدات والتأثير الإستعماري ، كانت الحكومة الأردنية من أقواها وأوضحها وأكثرها قربا من الواقع الفلسطيني السياسي والانساني والمدني ، فقد رصدت وصرفت جزءا كبيرا من امكاناتها الاقتصادية لتحسين ظروف المخيمات والتجمعات الفلسطينية اسوة بالبوادي والأرياف والمدن والقرى الأردنية ، فهي رفضت أن تسكن الفلسطينيين في غاتيوهات قذرة وتكون كغيرها دولة لا أخلاقية تفتقر لكل المعايير الإنسانية ، حيث ما زال الكثير من الشعب الفلسطيني يسكن بمثلها في بعض البلاد العربية التي تدعي الوطنية والمقاومة والتقدمية ، وكله لأنّ الأردن العربي الوطني القومي بقيادة اشراف العرب الهاشميين الميامين منارة الانسانية والمدنية ، وقلب الشرعية العربية والإسلامية وأسسها ، هي منبع الوحدة العربية ومركزها وشرعيتها .
ومع استمرار آثار النكبة الفلسطينية وحتى مع انبعاث النهضة الثورية الفلسطينية ، بقي الأردن العظيم ملكا وحكومة وشعبا يقدمون الغالي والنفيس في سبيل تفهم العالم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ، وفي سبيل تمكينه من نيل حقوقه بكافة الطرق والاساليب التي تكفلها الشرعة والقوانين والمواثيق الدولية .
وهنا يخطئ من يظن أن الفلسطينيين مع تمكنهم من بناء السلطة الوطنية الفلسطينية وقربهم من إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، سيتنكرون للدولة والشعب والحكومة الأردنية ، وأنه سيقول لهم ( باي باي ) ، فهذه الكلمة لن يقولها إلا في وجه الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري البشع ، ولن يسطرها إلا على صفحات نضاله ضده أما للأردن الحبيب العظيم ، فكل الفلسطينيين فخورين بجنسيته التي انعمها على الشعب الفلسطيني وعلى بعض من قياداته وكوادره التي تشكر الأردن وتقف إجلالا لوقوفه إلى جانبها ، في وقت لم يسمع الفلسطيني من آخرين مزاودين مخادعين يدعون حبهم وقربهم من القضية والشعب والقيادة الفلسطينية إلا جعجعة ولم يرى لهم طحنا .
فهذا الموقف الأردني القومي ، وحمل القيادة الفلسطينية بفخر واعتزاز لجنسيه الأردن الغالية المحترمة مكنها من سبر العالم مضيئه ومعتمه ، ومعرفة مواقف أخياره وأشراره ، فنجحت بفضل الجنسية الأردنية التي حجب غيره مثلها عنها وعن الشعب الفلسطيني نزولا عند الرغبات العنصرية الذاتية أو الإسرائيلية الآمرة لهم ، نجحت بفعل الحرك السياسي بفضلها من تقليل الاعداء وتكثير الأصدقاء لصالح القضية الفلسطينية ، والتي يعتبرها الجميع الحر الأبي قضية العرب المركزية الأولى ، عدا اؤلئك النفر الموبوئين بفيروس الصهيونية واللذين يعتبرون حمل الفلسطيني للجنسية الأردنية عارا ونذالة .
والسؤال الذي يطرح نفسه : لماذا هذا الهجوم وفي هذا الوقت المصيري بالتحديد على قيادات منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية في ظل الانتصارات السياسية والمكاسب والإنجازات التاريخية التي تحققت وتتراكم لمصلحة شعبنا وقضيتنا ، وآخرها الاعترافات من كثير من دول العالم بدولتنا المستقلة وعاصمتها القدس على حدود 67م ، وتمكن القيادة الفلسطينية من عزل إسرائيل دوليا والمقدمة في أمريكا اللاتينية وأوروبا ، وزيارة الرئيس الروسي ميدفيدف لدولة فلسطين ؟؟؟ ! .
كما ويخطئ من يظن من الموبوئين العار على أمتهم العربية ، وأقذرهم مجموعة من الكتاب القطريين العنصريين المتسللين بين جموع الشعوب العربية الوطنية الحرة ، اللذين اعتادوا النهش في جسد الشعب الفلسطيني وعضه وطعنه من الخلف ، معتبرين ذلك بطولة ما بعدها بطولة لأنهم ما كانوا يوما إلا كُتاب شيطان ، ولم يكونوا يوما إلا عارا على أمتهم وفكرها ومما ضيها وحاضرها ومستقبلها ، وظانين سفاهة من أنفسهم أنّ الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية المناضلة حتى مع تمكنهم من إعلان دولتهم الفلسطينية المستقلة سيتنكرون للدور الأردني المتميز بدعم قضيتهم ، أو للشعب الأردني النصير المعطاء أو للجنسية الأردنية التي يفتخر بها الفلسطيني كجنسيته الفلسطينية العزيزة والغالية على قلبه وقلوب كل العرب الميامين ، والتي حصل عليها الكثيرين من العرب لافتخارهم بها ورغبتهم بذلك ، كما حصل مع الإعلامي اللبناني زاهي وهبه الذي وفي برنامج تلفزيوني مباشر اعلن تأييده للجنسية الفلسطينية واعتزازه وافتخاره بها وتمنياته بحملها ، فكان له ما أراد بعد ساعات من إعلان رغبته ، وهو ما لم ينقص من وطنيته وجنسيته اللبنانية واعتزازه وافتخاره بها .
وأخيرا يخطئ من يظن من العنصريين الجدد واللذين تتلمذوا في مدارس الفسق والفجور والمجون والفكر ، اللذين يدعون الوطنية وهم من المجتثين له ، أنّ الفلسطينيين سيرمون الجنسية الأردنية بوجه الأردن الحاني الكبير حال تمكنهم من بناء دولتهم المستقلة ، فذلك فعل لا يقربه إلا الفاسقين المرتدين ومن ينكسون على أعقابهم ، والقيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني المناضل ليسوا منهم ، فرغم أنّ الجنسية الفلسطينية محترمة ومعترف بها عالميا ويُعتز ويُفتخر بها فلسطينيا ، إلا أنّ الجنسية الأردنية التي يحملونها يتعبرونها تاجا يُفتخر به ويُعتز به وعنوانا حقيقيا للوحدة الأردنية الفلسطينية التي لن تنفصم عراها بفعل المفسدين من كتبة الشيطان وأعوانه ، وستبقى كالجنسية الفسطينية في عقل وقلب ووجدان كل فلسطيني عربي نبيل ، من منطلق أنّ الشعب الفلسطيني وحدوي بطبعه ونضاله وطريقه ، ومن منطلق انّ الأردني هذا نهجه وشرعته وقوميته وخياره .
فالفلسطينيين اللذين يحملون الجنسية الأردنية هم أكثر ولاء وانتماء للعرش الهاشمي وللاردن الشقيق الحبيب ، والقادة الفلسطينيين اللذين يفتخرون بحمل جواز السفر الأردني من منطلقات أخوية ووحدوية وعلاقات متميزة هم من الشكور للأردن العظيم الذي وقف وما زال إلى جانب قضيتهم ويدعمهم في كافة المحافل الدولية ، فالجميع الفلسطيني هم أكثر حبا ووفاء للأردن العظيم ، من مجموعة الأبواق المأجورة وكتبة الشيطان اللذين يؤمنون ويعملون بطريقة الدفع قبل الرفع ، ويستخدمون جوازات سفرهم الأردنية ليس للاعتزاز الوفاء للأردن العظيم ، بل وسيلة للسفر إلى أماكن الدفع ، ومنهم وعلى رأسهم صاحب المقال الفتنة المتعلق بموضوع ( الفلسطيني والجنسية ) الرافض لحمل جواز السفر الفلسطيني والمحرض ضده ، والذي يعرف وكما الجميع من يمول ويدفع أجور ومصاريف أكثر مراكز الدراسات التي يديرها ويتلطى خلفها أكثر هؤلاء الموتورين ، والتي باتت تنعق كالغرابيب بالخراب ، وهو وكمن مثله إن كان يعتبر أنه من العار على الفلسطيني أن يحمل جواز السفر الأردني ، فأنّ كل الفلسطينيين يجيبون وبصوت واحد وعال وموثوق وبكل تحد وتصميم أنه من الفخر والأعتزاز أن يحمل الفلسطيني جواز سفر أعظم وأرقى وأنقى دولة عربية حملت وما زالت الهم الفلسطيني .
أما لماذا تأتي مثل هذه المقالات الفئوية التعبوية ضد الوحدة والإخاء والعلاقات الفلسطينية الأردنية المتميزة ، فهي وكما يبدوا للتحضير لمرحلة قادمة عنوانها استهداف الاردن العظيم واستهداف دولة فلسطين ، خطط لها الأعداء من أمريكيين وإسرائيليين وإيرانيين ، وروج لها العملاء والمستهترين من بين ظهرانينا ، وقادها مجموعة من كتبة الشيطان الملاعين ، اللذين يقبضون بالدولار الأمريكي والريال الإيراني فئة الخمسين المطبوع عليها صورة زعيمهم قدس الله سره في ضاحية بيروت الجنوبية .
Alqaisi_jothor2000@yahoo.com