دروس من شباب مصر

دروس من شباب مصر
أخبار البلد -  

تعلمنا الثورة المصرية دروسا بالغة لم يكن لنا أن نعرفها لولا ما حدث في أرض الكنانة.
أول الدروس يتمثل بأن الأحزاب الكبرى والتنظيمات السياسية ذات الشعارات الرنانة لم تكن هي من أطلق شرارة الثورة ودفع الناس للخروج إلى الشارع.

ثاني الدروس أن شبابا في مقتبل العمر هم من أشعل نار التغيير، وهذه الفئة هي رواد "الفيس البوك" و"التويتر"، من الشباب الذي وجد ضالته في البحث عن الذات عبر التكنولوجيا وليس في مقرات الأحزاب.

كنت ضمن قائمة طويلة من الناس فقدوا الأمل بهؤلاء الشباب لناحية قدرتهم على إحداث أي تغييرات حقيقية في حياتهم ومستقبلهم فكيف الحال مع الشأن العام، بعد سياسات التهميش والتغريب التي تعرضوا لها من قبل نظامهم السياسي الذي عمل على مدى سنوات طويلة على افراغ الحياة السياسية من مضمونها.

أما الدرس الثالث فيجعلنا نستعيد الأمل بأن الشعوب العربية لم تمت بعد، وأن فيها من الحياة بقدر ما لديها من احتقان وغضب وكره للظلم وغياب العدالة.

فالشباب المصري قدم أنموذجا في الوعي الرفيع الذي سنظل نتحدث عنه لسنوات طويلة، خصوصا وأن ما أقدم عليه أكد لنا أن الجيل الجديدة ليس فاقدا للحس بالمسؤولية، بل على العكس تماما، وكأن صمتهم وانشغالهم بالتواصل عبر الانترنت ما كان إلا تحضيرا للحدث الكبير.

ما حدث في مصر نفى تهمة الغياب وقلة الوعي لدى الشباب، الذين كثيرا ما ظلمتهم تقارير ومؤسسات كانت تؤكد أنهم خارج الزمن، وبعيدون عن الهم العام وما آلت إليه مجتمعاتهم من تخلف وضعف نتيجة سياسات ظلمتهم هم قبل كل الناس حينما تفشت البطالة بين صفوفهم، بسبب عجز حكوماتهم عن خلق فرص العمل لهم من أجل ضمان العيش الكريم والمستقبل الامن.

أحداث مصر، وقبلها تونس، تجعلنا نردد بلا وعي  قول الشاعر "إذا الشعب يوما أراد الحياة... فلا بد أن يستجيب القدر"، وها هو الشباب المصري يعطينا دروسا في القتال، من أجل الحياة الكريمة ورفض استمرار اغتيال العقل والحلم والأمل بقادم أفضل.

الجديد من التجربة المصرية أن الشباب كانوا بالفعل أداة التغيير ولكن ليس بالطريقة والآليات التي تتطلع لها الأنظمة عبر سياسات الإهمال والتجهيل والتهميش واعتماد سياسات تهدف إلى سلخ الشباب عن مجتمعاتهم ووطنهم ليعيشوا أغرابا.
في الأردن أيضا شباب يحلم بحياة كريمة ويتطلع لمستقبل آمن، وسط آمال بأن يسهموا يوما ببناء وطنهم لو تسنى لهم ذلك بفرصة عمل، في وقت تعجز الحكومة عن توليد الفرص المطلوبة والتي تتجاوز 60 ألف فرصة عمل سنويا.

ولدينا شباب عانى لسنوات من التهميش والضياع والفراغ الفكري نتيجة سياسات متلاحقة لحكومات متعاقبة، عملت على إفراغ جيل بأكمله من مواطنته وحسه الوطني عبر سياسات لا تعترف بالعدالة ولا تؤمن بالمساواة.

ما جرى في مصر والدور الذي لعبه الشباب هناك يحتم علينا إعادة النظر في طريقة التعاطي مع هذه الشريحة بعيدا عن الحملات المكلفة والبراقة، والاعتماد على عمل حقيقي للسياسات الاقتصادية التي تهدف إلى توفير وظائف محترمة للشباب ليكونوا أكثر التصاقا وحرصا على مجتمعهم.

jumana.ghunaimat@alghad.jo

 

شريط الأخبار العثور على جثة شخص مفقود بمنطقة اللجون في الكرك كييف تنقل معركة المسيرات إلى البحر المتوسط وتستهدف ناقلة للنفط الروسي أعمال تعبيد في عمان بمساحة 500 ألف متر مربع وبكلفة 3 ملايين دينار إعلان أمريكي مرتقب بشأن "الإخوان المسلمين" الأرصاد: طقس بارد نسبيا وتحذيرات من الضباب والصقيع خلال الأيام المقبلة الأردن يرحب بتعيين برهم صالح مفوضا ساميا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تأخير بدء امتحانات الطلبة في لواء البترا السبت الشرق الأوسط للتأمين راعٍ ذهبي للمعرض والمؤتمر الأردني الدولي للشحن والتخليص والخدمات اللوجستية وتشارك بخبرتها الريادية في التأمين البحري الملك للنشامى.. " حظ الأردن بكم كبير يا نشامى، وكلنا فخورون بكم وبما حققتم" لجنة التأمين البحري في الاتحاد الأردني لشركات التامين تشارك في مؤتمر ومعرض JIFEX 2025 في العقبة ولي العهد يبارك للمغرب بطولة كأس العرب ويشكر قطر على حسن التنظيم النشامى يصلون إلى أرض الوطن بعد تحقيقهم الوصافة في بطولة كأس العرب مذكرة احتجاج بشأن الأداء التحكيمي في مباراة الأردن والمغرب من هو رئيس محكمة استئناف عمان الجديد الأردن يرحب بقرار إلغاء العقوبات المفروضة على سوريا بموجب قانون قيصر وفيات الجمعة 19 - 12 - 2025 الاتحاد الأردني لكرة القدم يعلن موعد عودة النشامى إلى عمان الذهب يسجّل أعلى مستوى له في التاريخ الأمن العام: خذوا تحذيراتنا على محمل الجد... الشموسة أداة قتل أجواء باردة في أغلب المناطق.. وتحذيرات من تدني مدى الرؤية الأفقية