اخبار البلد
أكد وزير التنمية السياسية ووزير الشؤون البرلمانية بسام حدادين أن الاردنيين اختطوا بقيادة الملك عبدالله طريق الاصلاح والتحول الديمقراطي السلمي المرحلي والتدريجي؛ لتجنب الهزات السياسية والاجتماعية او الانقسامات الحادة والفوضى؛ وهذا ما جعل الربيع الأردني أخضر يانعا دون دماء او عنف او هزات.
واضاف حدادين في كلمة افتتح بها أعمال المؤتمر الإقليمي حول ''التمثيل السياسي والخدمة المحلية والوفاء بالوعود الانتخابية والتحديات الاقليمية لإعداد مبادئ ومحتوى مدونات قواعد السلوك وتطبيقها" الذي تنظمه مؤسسة الشركاء الدوليين بمشاركة نواب من الأردن والعراق ومصر في منطقة البحر الميت اليوم الاثنين ''إن مجلس النواب حظي بقوة دفع كبيرة في سياق خارطة الاصلاح الاردنية، ومشروعها الكبير والطموح في تحويلات ديمقراطية آمنة.
وقال ان التعديلات الدستورية التي جرت في الأردن كانت عميقة وعززت سلطة البرلمان ومكانته الدستورية؛ وأجريت بموجبها انتخابات نيابية اواخر الشهر الماضي بإشراف وادارة من الهيئة المستقلة للانتخاب، مشيرا إلى أن الملك أعلن أنه سيُجري مشاورات مع البرلمان قبل تكليف رئيس الوزراء وهي تجري حالياً منذ أسبوع؛ التزاماً بالوعد الملكي بتغيير آلية اختيار رئيس الوزراء؛ وصولاً إلى تشكيل حكومات برلمانية.
واشار إلى أن الملك أعلن أمام البرلمان وامام الشعب ايضاً انه سيلتزم بمخرجات العملية الدستورية وسيحترم رأي الاغلبية وتوافقاتها، موضحا أنه ولتعزيز الدور البرلماني في الحياة السياسية للبلاد فقد دعا الملك إلى تطوير النظام الداخلي لمجلس النواب، وتكريس الاعراف والتقاليد البرلمانية ووضع مدونة للسلوك للحفاظ على الدور الدستوري للبرلمان، وبناء علاقة تقوم على احترام هذا الدور المحوري، والحفاظ على المكانة الدستورية للنائب.
ولفت حدادين إلى أن جهداً كبيراً يقع على عاتق البرلمانية لتطوير النظام السياسي في اقطارنا العربية، وتعزيز الركن البرلماني فيها؛ ما يتطلب خلق ثقافة برلمانية عالية بين أوساط النواب ممثلي الشعب للارتقاء بدورهم، ودور مؤسساتهم للدفاع عن مصالح الشعوب، وحقوقهم والتعبير عن مصالحهم.
وبين أن رياح الربيع العربي التي هبت على منطقتنا حاملة معها رغبة الشعوب في الحرية، والديمقراطية، والحياة الفضلى، حملت معها بداية الربيع البرلماني العربي؛ وهذا الربيع يعيد للبرلمانات العربية مكانتها الدستورية، باعتبارها معبرة عن آمال وطموحات الشعب الذي هو مصدر السلطات.
وأضاف ان هذا يوجب على البرلمانات العربية ليس فقط في دول الربيع العربي، بل في جميع الاقطار العربية تطوير تجاربها البرلمانية، والارتقاء بالعمل البرلماني العربي ليواكب الأساليب البرلمانية الديمقراطية الحديثة التي تستند إلى العمل الجماعي المنظم، واحترام التعددية وحماية حقوق النواب والأقلية؛ وتضمن الشفافية في عمل البرلمان وفي علاقة البرلمان مع الجمهور والرأي العام.
وقال ان هذا يقتضي مراجعة دائمة للأنظمة الداخلية للمجالس النيابية، بهدف تطويرها، وتحديثها وعصرنتها كما يوجب تكريس تقاليد، واعراف برلمانية راسخة تعطي العمل البرلماني ميزه الاستقرار والاستمرارية.
واكد ان هذا يدعو إلى وضع مدوّنة للسلوك النيابي جنباً إلى جنب مع تعديل النظام الداخلي؛ حتى تساعد المدوّنة في الحفاظ على سوية الممارسات النيابية واخلاقياتها، بما يعزز ثقة الجمهور، والرأي العام بمؤسسة البرلمان ويعطي البرلمان هيبة ومصداقية واحتراماً.
وركز على أهمية أن تدرس النُخب البرلمانية المُشاركة في المؤتمر التجارب البرلمانية، وتبادل الرأي والخبرة والمشورة بشأن عنوانين مهمين هما علاقة النائب بقاعدته ودائرته الانتخابية، ومدونة السلوك النيابي.
من جانبه عرض مدير مؤسسة الشركاء الدوليين غريغ باور لنماذج من علاقة النائب بقاعدته الانتخابية ومدونة السلوك النيابي .
كما عرض لنتائج الاستبيان الذي قامت به مؤسسة الشركاء الدوليين مع مجموعة من النواب في الاردن والعراق ومصر ومضمون عمل الدوائر الانتخابية والصعوبات الرئيسية التي واجهها النواب في هذه البلدان.
ويهدف المؤتمر الى النظر في مسألتين اساسيتين تواجه النواب والسياسيين في جميع انحاء المنطقة وهما الضغوطات التي يواجهها السياسيون من اجل توفير الخدمات للمواطنين في المناطق المحلية، وايجاد السبل الجديدة لإدارتها وتمكين المشاركين من تبادل الخبرات فيما بينهم لخلق وجهات نظر جديدة اضافة الى الاستفادة من خبرات بعضهم البعض خلال فترة انعقاد المؤتمر .
وسيركز المؤتمر الذي يجمع سياسيين من جميع انحاء المنطقة في جلساته اليومية على مدى اربعة ايام على دراسة تطوير مدونات السلوك البرلمانية وكيفية استخدامها لمعالجة قضايا تهم الشعب والحفاظ على اللياقة ومعايير السلوك في الجلسة العامة واللجان البرلمانية والدوائر الانتخابية ومناقشة التحديات التي تواجه النواب للاستجابة الى توقعات الناخبين في الحصول على الخدمات وتحقيق التنمية ومناقشة الصعوبات السياسية والعملية التي يواجهونها في التمثيل.
واكدت النائب هند حاكم الفايز على هامش المؤتمر ''اهمية المؤتمر كونه يجمع نخبا سياسية وبرلمانية من جميع انحاء المنطقة العربية اضافة الى الدول الاجنبية لدراسة التجارب البرلمانية وتبادل الرأي والمشورة والخبرة''.
واشارت الى ان حجم وتنوع العمل في الدوائر الانتخابية ينمو في كل بلد من البلدان وخاصة العربية منها ما يجعل النائب يشعر بالإرهاق بسبب طلبات المساعدة من المواطنين وخاصة من قاعدته الانتخابية.
يشار الى ان مؤسسة الشركاء الدوليين هي مؤسسة مستقلة اسست العام 2005 ومقرها لندن وتضم نخبا محترمة من البرلمانات العربية لدراسة التجارب البرلمانية.
