العقل المدبر في الإخوان المسلمين الذي يقود ساحتي الأردن والكويت واحد، وقد ثبت هذا في طريقة التعامل مع الانتخابات النيابية في البلدين، وفي المسيرات والاعتصامات، والهدف المخفي في بطن التنظيمين. حضرت الانتخابات في الكويت التي جرت في بداية كانون الأول الماضي، وكان يوم سبت، قبل الانتخابات بيوم نظمت المعارضة الكويتية، التي تضم في ثناياها قوى قبلية، وعمودها الفقاري جماعة الإخوان المسلمين، وفي مسيرة ضخمة قدرت أعداد المشاركين فيها بنحو 50 ألفا، وهذا رقم كبير في بلد عدد سكانه قليل، رفعت المعارضة شعارات ضد الانتخابات، وضد الصوت الواحد، الذي أقر مؤخرا في الكويت بمرسوم ، من قبل أمير الكويت، وهو كقانون مؤقت عندنا. في المسيرة الكويتية التي راقبتُها عن قرب، كانت مشابهة تماما للاعتصام الذي نفذته جماعة الإخوان المسلمين أمس على دوار فراس، رغم الفارق العددي في الفعاليتين، لكن الشعارات واحدة، وحتى شكل البطاقة الصفراء التي رفعت في الفعاليتين، وكلمة" مقاطعون"، ولون البطاقة أيضا. كما أن لباس المنظمين حول المسيرة، كان متشابها، وايضا استعارة اسم "حركة كفاية" المصرية، حيث رفعت امس في عمان اسم "حركة كفاية الاردنية"، بعد أن بشر المراقب العام للإخوان المسلمين الدكتور همام سعيد "بدولة إسلامية يلوح فجرها في الأردن". في بطن التنظيمين على الساحتين الأردنية والكويتية، محاولة للانقلاب على الدستور، من خلال تحديد صلاحيات الملك، وهو ما لم تخفيه الجماعة في الأردن، إذ اعتبر الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور أن المطالب المتعلقة بتعديل المواد 34 و35 و36 من الدستور هي مطالب أساسية "للتفاهم على شكل المرحلة المقبلة". وذلك ردا سريعا على تصريحات نقلت عن رئيس الوزراء عبدالله النسور الذي أبلغ بعض القريبين منه نية الملك "التنازل عن بعض صلاحياته طوعاً"، في إشارة إلى إمكان تكليف الغالبية البرلمانية تشكيل الحكومات المقبلة. في الكويت ايضا هناك طرح لم يعد مخفيا كثيرا لإخوان الكويت، وهو تحديد صلاحيات الأمير، وهو ما دفعت به الجماعة ليتم طرحه من خلال زعماء القبائل والنائب السابق المشاكس مسلَّم البرّاك، الذي هاجم علنا وعلى شاشات التلفزة أمير الكويت في خطوة غير مسبوقة في الكويت، وضع الجميع أياديهم على قلوبهم، وحكّوا عقولهم في ما يتم التخطيط له. في الأردن كما في الكويت، جماعة الإخوان خارج البرلمان، وسوف تبقى في الشارعين، تناكف الحكومتين، وتعطل المسار التشريعي، بشعار عدم شرعية الانتخابات، حتى يتم الوصول إلى تعديلات جوهرية في الدستورين، من أجل القفز على السلطة في البلدين، كما قفزوا على الثورات في مصر وتونس، لكن ؛ وكما يتوقع القيادي البارز السابق في الإخوان في مصر المحامي ثروت الخرباوي أن فيلم الإخوان "الصعود إلى الهاوية" سينتهي قريبا، كما قال في حوار خاص لـ"العرب اليوم" تنشره غدًا، وأدعوكم لمتابعته. |
||
الأردن والكويت.. مخطط الإخوان واحد
أخبار البلد -