أينما وجهت نظرك، في الشوارع الرئيسية والفرعية، تلفحك صور المرشحين، مشغولة بشكل فني وجودة عالية، وأغلبيتها دخل الفوتوشوب على ملامحها من أجل زيادة الوسامة، وتبييض الاسنان، او تخفيض العمر، وخاصة للسيدات المرشحات.
اكثر ما يغيظ في الصور، انها بلا عنوان سياسي للمرشحين، فلا تعرف طعم المرشح، ولا ميوله السياسية خاصة لاصحاب التجربة الاولى، أما المجربين، فقد كشفتهم الايام الماضية.
الذي يغيظ اكثر، الشعارات المرفوعة لبعض المرشحين، وخاصة من نواب المجلس السابق، على شاكلة انا صوتكم، والجرأة المعهودة، وقول الحق، وأعاهدكم بفتح ملفات الفساد، وغيرها من الشعارات التي لا تحمل صاحبها اي كلف سياسية، معتمدين على أن ذاكرة الناس ضعيفة وتنسى بسرعة، (احيلكم الى تقرير الزميل وليد حسني في "العرب اليوم" صفحة 8 والذي يرصد فيه مواقف نواب المجلس السابق في منح الثقة للحكومات الاربع الماضية).
والذي يغيظ اكثر واكثر، أن أكثرية المرشحين، لم يمر امام أعينهم أن العالم العربي قد مر بمرحلة تغيير حقيقية في نهج التفكير على الاقل في عام الربيع العربي، وأن ما كان ينفع سابقا ويقبل به الناس لا يمكن ان يرضي أحدا، ويعتقدون أن ادوات الزمان الماضي تصلح لزمان الحريات، وشعور المواطن أن له حقوقا يجب أن تحترم، ولا يسامح فيها احد.
لمجلس النواب المقبل ادوار مهمة في رسم شكل الاردن وملامح المستقبل، وطريق التغيير، عبر الحكومات البرلمانية، او تعزيز دور الاحزاب والتيارات السياسية، ومن مصلحة الجميع أن يكون في المجلس كفاءات تستطيع أن تشارك في صنع المستقبل، لا نواب يقدمون أنفسهم على انهم نواب خدمات.
للدعابة فقط، الا تلاحظون أن المنخفضات الجوية الماطرة قد غادرتنا منذ اليوم الاول للدعاية الانتخابية، مع أننا نتمنى أن تأتي الامطار وبغزارة شديدة، لتغسل (عمايل) الفوتوشوب عن وجوه بعض المرشحين لتظهر على حقيقتها امام الناخبين، وهذه هي الشفافية بعينها.
لا تنخدعوا بالشعارات ولا الفوتوشوب
أخبار البلد -
حتى هذه اللحظة، لم يقدم مرشح فردي، او قائمة وطنية، (نحب ان نسميها وطنية وعند الدولة قائمة عامة) برنامجا لافتا للنظر، او اصبحت سيرته على ألسن العامة، ولا حتى المراقبين، وأغلبيتها منسوخة عن بعض، او شعارات اكبر من مطلقيها.