ليس للرد على ما قاله الفلكي اللبناني ميشيل حايك في ليلة رأس السنة الجديدة عن الأردن ،وهذا هو ما يهمنا بالدرجة الأولى..«أليْس الأردن أولاً»، ولكن للتذكير فقط فهناك حكاية قديمة سمعناها صغاراً من أهلنا وأهلهم تقول :إن رجلاً قد ذهب إلى ضاربة ودعِ «بصّارة» مضارب قبيلته وسألها عمَّا من الممكن ان تلده فرسه التي كانت على وشك الولادة.. فَرَمت هذه «البصارة» ،التي تدعى في أقطار عربية أخرى «العرّافة»، ودعها.. ثم قالت بعد ان صمتت طويلاً وهي تطلق نحنحات متلاحقة،:«أبشِّرُك بأنَّ فرسك ستلدُ إمَّا مهرة وإمَّا حصاناً وإنْ في الليل أو في النهار».
عاد الرجل من عند ضاربة الودع هاشاً وباشاً..ثم وما هي إلاّ أيام قليلة حتى ولدت فرسه ،»أفْلَتْ» أي وضعت فِلواً، مهرة حلوة في ساعات ما بعد منتصف الليل.. وفي الصباح «أوْلم» هذا الرجل بذبح جزورٍ من الإبل ودعا رجال مضارب قبيلته حيث أبلغهم بكم أن «البصارة» كانت تعرف الغيب وأنها قالت له إن فرسه ستلد مهرة أو حصاناً إمَّا في الليل أو في النهار.. «ولقد ولدت فرسي مهرة جميلة في ساعات ما بعد منتصف الليل»!!.
«كذب المنجمون وإنْ صدقوا» وكنت قد أستمعت إلى منجمة لبنانية في ليلة رأس السنة الجديدة فوجدت أنها عندما وصلت إلى برج «الجدي» الذي هو برجي ،وهذا على ذمة مختار قريتنا قرية «العالوك» الذي كان يذهب إلى جرش كل ثلاثة شهور أو أكثر ليسجل لدى الأحوال المدنية أسماء الولادات الجديدة وتواريخها، قالت أشياء فيها بعض الحقائق.. أو هكذا تخيَّلت أنا.. فالناس كل الناس يحبون سماع ما يعجبهم ولقد أُعجبت بالكثير مما قالته.. والذي هو بالتأكيد قيل خلال الحديث عن بعض أصحاب الأبراج الأخرى.
قال ميشيل حايك :»إن أرض الأردن ستشهد في عام 2013 حركة حزم حقائب بما فيها حقائب مقربين من العائلة المالكة» والمؤكد أن هذا الفلكي اللبناني يعرف أن الأردنيين مشهورون بحزم حقائبهم في الأعياد والمناسبات وأن الذين حزموا حقائبهم وشدُّوا الرحال إلى بيروت ليمضوا رأس السنة الجديدة في بلاد الأرز وفي مرابعها الجميلة يقدرون ربما بعشرات الألوف وان مثل هؤلاء أو أقل منهم حزموا حقائبهم وشدوا الرحال إلى دبي وإلى قبرص وإلى القاهرة وإلى شرم الشيخ.. وأن البعض قد شدوا الرحال إلى لندن عاصمة الضباب وإلى باريس التي كنا نقول عنها خلال حرب التحرير الجزائرية إنها «مربط خيلنا».
جميلٌ جدّاً..أليْس هذا هو ما قالته ضاربة الودع لصاحب الفرس التي ولدت مهرة جميلة في ساعات ما بعد منتصف الليل..ثم ومن بين تنبؤات رأس السنة الجديدة للفلكي اللبناني الشهير ميشيل حايك ان مراكز حكومية وسياحية أردنية سوف تتعرض لإعتداءات في عام 2013.. يا لطيف الله يستر فالمعروف أن «حراكاتنا» التي بلغت ذروة الإقدام والتمادي في الشجاعة لأن دور الأجهزة الأمنية الأردنية كان الحفاظ على هذه الحراكات وتركها تهتف كما تشاء وكما يحلو لها وتتبع الأساليب التي تريدها والتي تتمثل «بالظهور السريع والإختفاء الأسرع»!!.
وأيضاً فإنه لا يحتاج لا إلى فلكي ولا إلى منجم أن يظهر جلالة الملك عبد الله الثاني «في إطلالة إعلامية جريئة» فجلالته عوَّد الأردنيين وغير الأردنيين على مثل هذه الإطلالات الإعلامية الجريئة ويبدو أن العزيز ميشيل حايك قد عرف بالورقة التي طرحها جلالته للنقاش والحوار والتي كانت إطلالة جريئة فعلاً بل أكثر من جريئة وذلك بالإضافة إلى أنها غير مسبوقة في منطقتنا التي تُقْطَعُ في بعض دولها «رؤوس قد أينعت.. وحان قطافها» والتي يطل بعض قادتها على شعوبهم ليقولوا ما كان قاله الحجاج في خطبته الشهيرة في مسجد الكوفة :»وإنّي لأنظر إلى الدِّما بين العمائم واللِّحى».. فهل صدق هذا المنجم..ربما لأن التنجيم هو عبارة عن تحليل سياسي وإجتماعي وإقتصادي وذاتي؟!.