بقلم: الدكتور عصام الكساسبه
ليس لأنهم يملكون ميزانيات ضخمة، ولا لأن خلفهم مدربين عالميين أو معسكرات فاخرة، وصل منتخب النشامى إلى نهائي كأس العرب.
وصلوا لأنهم ببساطة يملكون ما لا يُشترى
الانتماء، الروح، والإحساس الحقيقي بالأردن.
منتخب النشامى قدّم درسًا وطنيًا عميقًا لكل من يظن أن المال وحده يصنع الإنجاز.
دافعوا عن الراية كما يُدافع عنها في الميدان، قاتلوا من أجل كل كرة، وتألموا وسقطوا ونهضوا، لا من أجل عقد، ولا من أجل مكافأة، بل لأن اسم الأردن على صدورهم.
وفي المقابل، كم من مؤسسات رسمية تنفق مئات الآلاف من الدنانير على سفرات ومؤتمرات ووفود، وكم من حكومات ووزارات تستهلك الموازنات دون أن تترك أثرًا حقيقيًا في حياة الناس؟
الفرق واضح:
هناك من يعمل لأنه موظف… وهناك من يعمل لأنه مؤمن.
منتخب النشامى لم يرفع الكأس فقط، بل رفع سؤالًا كبيرًا في وجه الدولة كلها:
ماذا لو أُديرت مؤسساتنا بعقلية المنتخب؟
ماذا لو كان الدفاع عن الوطن بالفعل لا بالشعارات؟
وماذا لو كان الأداء بحجم التضحيات لا بحجم الموازنات؟
تحية للنشامى…
لأنهم أثبتوا أن الوطن لا يحتاج دائمًا إلى المال،
بل يحتاج أولًا إلى رجال يعرفون لماذا يقفون… ولماذا يقاتلون… ولماذا ينتصرون

