الجيل الجديد.. والهويّات المتحرّكة

الجيل الجديد.. والهويّات المتحرّكة
عبد الحليم حمود
أخبار البلد -  

يتقدّم الجيل الجديد وسط فيض من الرموز التي تتحرك خارج ثبات التعريفات القديمة. العلاقة مع الدولة لا تتخذ شكل يقين، بل تتبدّل كجملة تتراجع علاماتُها نحو الهامش وتبحث عن معنى إضافي في كل سطر جديد. الهوية لا تتجمد، بل تتموّج مثل كتابة تُعاد كل مرة عبر إضافة حرف صغير يفتح باباً لمعنى آخر. هنا، تصبح الدولة نصاً جانبيّاً لا يملك امتياز التفسير النهائي، بل يشارك في حوار تتوزّع ملامحه على أماكن عدة، وتعيد الذاتُ ترتيبَه عبر طبقات متراكبة من التجربة والذاكرة والخيال الرقمي. الانتماء لدى هذا الجيل الجديد لا ينتظم في دائرة مغلقة، بل ينفتح على عالم واسع يلوّح له من خلف الشاشة. في الوقت نفسه، يتحرك نحو وحدات اجتماعية صغيرة تحمل دفئاً خاصاً، برغم أنّ هذا الدفء لا يكتسب صلابة كاملة. الإحساس بـ«المواطنة العالمية» ينساب مثل ظل طويل، يمر فوق المدن بلا حدود، فيما المكان المحلي يبقى نقطة ارتكاز خفيفة، تقدّم مذاقاً أولياً للهوية، دون أن تكون مركزها الوحيد. هكذا تتوزع الذات بين مساحتين: عالم واسع يشبه كتاباً لا ينتهي، وحيّ صغير يحمل حكاياته الأولى. اليوم يولد جيل يعيش لحظة إعادة تشكّل حقيقية. الدولة تظهر كإطار واحد ضمن أطر واسعة، والهوية تتحرك بين المحلي والرقمي والعالمي مثل مقطع موسيقي يعيد تركيب نفسه مع كل استماع. وفي هذا التكوين تنفتح السياسة على سؤال جديد: كيف يبني العصر دولة تتناغم مع ذات تنتج معناها باستمرار، وتحتاج إلى انتماءٍ يضيء رحلتها، ويتيح للهوية أن تتنفس داخل فضاء لا يخنقها، بل يمنحها مقاماً آخر في نص العالم؟ تتشكل لدى الجيل الجديد علاقة مختلفة مع فكرة الدولة. الدولة لا تتقدم باعتبارها «الأصل»، بل كعلامة في هوامش النص. تتحول إلى جزء من اقتصاد رمزي مفتوح، يتدفق عبره المال والمعلومة والمعنى. هذه العناصر لا تخضع لبنية مركزية، بل تعمل داخل شبكة تتجاوز حدود المؤسسات التقليدية، وتعيد ترتيب قيم الانتماء. فالعقل الشاب يتحرّك مع سرعات جديدة، سرعات لا تسمح للدولة بالبقاء كمصدر وحيد للشرعية. تتحول المعلومات إلى نبضٍ يومي، وتغدو الهوية سلسلة تجارب تُعاد صياغتها عبر كل تفاعل. في هذا السياق، يفهم الجيل الجديد الدولة كتجربة تُختبر، لا كقدر يُحمل. يتعامل معها كخيار من بين خيارات أخرى: مكان يُزار، مساحة تُستعمل، علاقة تُبنى عبر لحظات من الاستفادة والتباعد. الانتماء يصبح حركة، مساراً يُصاغ عبر التجربة، لا عبر القوالب الموروثة. لا يظهر الانتماء هنا كإعلانٍ نهائي، بل كاقتراح جديد، كعلامة تتأرجح فوق المعاني وتدعونا لقراءتها مجدداً. من زاوية فلسفية أعمق، يمكن فهم هذا التحوّل عبر ما يقترب من منطق التفكيك: الدولة تفقد مركزيتها كـ«دال متعالٍ» وتدخل في حوار مع شبكة من الدوال المتناثرة. الحركة بين الواقعي والرقمي تمنح الجيل الجديد قدرة على إعادة كتابة العلاقة، فلا تهيمن الدولة على ذات الفرد، بل تتجاور معه داخل نص واسع. هذا الجيل يختبر الدولة كما يختبر فكرة لامعة ظهرت في كتاب، أو صوتاً غامضاً خرج من سماعة الهاتف، أو مساحة عمل مؤقتة في مدينة بعيدة. ويعيد كل مرة تقييم موقعها في حياته عبر قراءة جديدة، قراءة تزيح الترسبات القديمة وتفتح مساراً إضافياً للهوية. يصبح السؤال الفلسفي هنا: كيف يمكن للدولة أن تتحول من مركزٍ يُثقل الوعي إلى منصة تحتضن تجربة الانتماء؟ كيف تُصبح مساحة تُصغي وتستقبل بدلاً من أن تُغلق وتفرض؟ الجيل الجديد يتقدم بروح تبحث عن علاقة مرنة، علاقة تسمح للهوية أن تتمدد مثل نص متعدد الطبقات، يحمل أكثر من قراءة وأكثر من احتمال. اليوم يولد جيل يعيش لحظة إعادة تشكّل حقيقية. الدولة تظهر كإطار واحد ضمن أطر واسعة، والهوية تتحرك بين المحلي والرقمي والعالمي مثل مقطع موسيقي يعيد تركيب نفسه مع كل استماع. وفي هذا التكوين تنفتح السياسة على سؤال جديد: كيف يبني العصر دولة تتناغم مع ذات تنتج معناها باستمرار، وتحتاج إلى انتماءٍ يضيء رحلتها، ويتيح للهوية أن تتنفس داخل فضاء لا يخنقها، بل يمنحها مقاماً آخر في نص العالم؟
شريط الأخبار "إدارة الأزمات" تحذر من مخاطر عدم الاستقرار الجوي خلال الـ48 ساعة القادمة "النقل البري": إلزام سائقي التطبيقات الذكية بالضمان الاجتماعي قيد الدراسة (43 %) من متقاعدي الضمان تقل رواتبهم عن 300 دينار استقالة عكروش من رئاسة الجامعة الأمريكية في مأدبا غوغل تكشف أبرز مواضيع بحث الأردنيين في 2025 استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد مراسم الاستقبال الرسمي لبوتين أمام القصر الرئاسي في نيودلهي (فيديو) حفل سحب قرعة كأس العالم 2026 اليوم أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غداً وفيات الأردن اليوم الجمعة 5/12/2025 "شيطان يطاردني منذ 7 أكتوبر.. فعلت أشياء لا تغتفر": ضابط إسرائيلي في لواء غفعاتي ينتحر بعد اجتماع ديسمبر.. الفدرالي الأميركي يستعد لثمانية اجتماعات حاسمة في 2026! وزير العمل: شبهات اتجار بالبشر واستغلال منظم للعمالة المنزلية الهاربة اتفاق أردني سوري لإنعاش الأحواض الشمالية قريبا هيئة النزاهة: استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد حماس: نتوقع حدوث محاولة اغتيال في دولة غير عربية انخفاض سعر صرف الدولار إلى ما دون 76 روبلا للمرة الأولى منذ 12 مايو 2023 آخر موعد للتقديم على المنح والقروض من "التعليم العالي" وزارة اردنية الافضل عربيا من هي ؟ العراق يتراجع عن إدراج حزب الله والحوثيين على قوائم الإرهاب