"حرب التجويع".. ومخطط التهجير

حرب التجويع.. ومخطط التهجير
عصام أبو بكر
أخبار البلد -  

أصدرت الأمم المتحدة تحذيراً شديداً بشأن التدهور السريع للوضع الإنساني في غزة، قائلةً إن الإمدادات المنقذة للحياة تقترب من "الاستنزاف التام" بسبب منع إسرائيل للمساعدات .

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي، إن أكثر من مليوني شخص لا يزالون محاصرين في القطاع المحاصر، مع تزايد احتياجات الصحة النفسية بشكل كبير، وتدمير البنية التحتية الحيوية، والخدمات الأساسية على شفا الانهيار، مشيراً إلى أن ما يقرب من 90% من البنية التحتية للمياه - بما في ذلك الآبار ومحطات الضخ ومحطات الصرف الصحي - تعرضت للتدمير بسبب الأعمال العدائية، مما أدى إلى تفاقم مخاطر الأمراض وإجبار العائلات على الاعتماد على مصادر غير آمنة، وتابع: "تتزايد مستويات التوتر، لا سيما بين الأطفال، مع استمرار العنف والحرمان"، مؤكدًا أن "إسرائيل، بصفتها القوة المحتلة، تتحمل التزامات قانونية بموجب القانون الدولي لضمان الوصول إلى الغذاء والرعاية الطبية وخدمات الصحة العامة.

كانت إسرائيل قد بدأت "حرب تجويع" ضد سكان غزة كمقدمة للحرب على غزة حيث قرر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى نتنياهو منذ أكثر من أسبوعين وقف دخول جميع الإمدادات والمساعدات الإنسانية إلى غزة اعتبارًا من صباح الأحد، وذلك بهدف الضغط على حماس للموافقة على مقترح ويتكوف المبعوث الأمريكى للمنطقة، معتبرين أن أهمية ذلك القرار تكمُن فى الضغط على حماس. وقال مكتب رئيس وزراء الاحتلال إن القرار اتُخذ لأن حماس رفضت قبول الاقتراح الأمريكي بتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار فى غزة، التى انتهت السبت.


وكانت قد حذرت منظمات دولية من خطر المجاعة وما تفعله إسرائيل مما أسمته "حرب التجويع" فى غزة إذا استمر قطع الإمدادات عن غزة، خاصة أن غالبية السكان في غزة يعيشون على الإمدادات الغذائية من خارج القطاع بعد تدميره، وإنهاء كل سبل العيش به وحذرت المنظمات متسائلة: ماذا سيحدث إذا بدأ أهل غزة يتضورون جوعًا..!؟ في حين صرح المكتب الإعلامى بغزة بأن منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة يعنى فعليًا "حرب تجويع" على أهالي غزة الذين يعتمدون كليًا على المساعدات الإنسانية.

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أصدرت قراراً بحظر " الأونروا " نهاية يناير الماضي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما يشمل القدس، ما يعني حرمان عشرات آلاف اللاجئين الفلسطينيين من خدمات بينها التعليم والرعاية الصحية، لا سيما مع إغلاق مقار "أونروا" في القدس المحتلة. وكان الكنيست الإسرائيلي قد أقر تشريعاً يحظر عمل "الأونروا "وأخطرت إسرائيل الأمم المتحدة رسمياً بإلغاء الاتفاقية التي تنظم علاقاتها مع الوكالة منذ عام 1967، وقالت الأمم المتحدة إن "القانون يحظر النشاط أيضاً في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية.

وحذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" من أن أكثر من مليوني نازح في قطاع غزة، يحاصرهم الجوع والعطش والمرض والخوف، مشيرة إلى أن الحصول على وجبات الطعام أصبح مهمة مستحيلة للأسر في القطاع وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا". وأوضحت "الأونروا"، أن ما يسمح الاحتلال الإسرائيلي بإدخاله عبر المعابر، من الدقيق والمواد الغذائية، لا يلبي 6% من حاجة السكان، الأمر الذي تسبب بأزمة حادة خاصة في الحصول على الخبز وهو ما أدى إلى إغلاق معظم المخابز جنوب قطاع غزة.

وكشفت "الأونروا" عن تدمير جيش الاحتلال نحو أكثر من 200 مدرسة ومركزاً للإيواء كلياً أو جزئياً، نتيجة الضربات الإسرائيلية بمختلف أنحاء قطاع غزة، منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.

كما قتل أكثر من 730 نازحاً في مراكز إيواء " الأونروا" إضافة لأكثر من 200 من موظفي الوكالة حتى الآن، كما أعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، عن قصف الاحتلال الإسرائيلي لـ 18 مدرسة إيواء في غزة خلال شهر واحد

وهنا يأتي السؤال المهم لماذا قامت إسرائيل بمنع المساعدات الإنسانية إلي غزة وحظر "الأونروا" وقصف مراكز الإيواء التابعة لها في غزة وهل تحتاج إسرائيل فعل ذلك..؟؟

بالتأكيد تحتاج إسرائيل حظر "الأونروا "وقصف مراكز الإيواء الخاصه بها لهدفين:

الأول، هو إجبار الفلسطينين على الخروج من غزة ومنع إعادة توطينهم فيها أو محاولتهم إعادة ترميم بيوتهم وجراحهم والخروج من غزة نهائياً والتهجير منها وهذا هو الهدف الرئيسي من حرب غزه تدمير غزة وتهجير سكانها فغزة سيتم تفريغها بالكامل من سكانها علي مدي سنوات عن طريق التهجير إما القسري أو الطوعي، وسيتم ذلك في صمت وبعيداً عن الإعلام فيما يطلق عليه "الحرب الصامته" فغزة الآن أصبحت مكاناً غير صالح للعيش وأكثر من ٨٠ بالمئة من بيوت غزه قد دمرت بالكامل وأحياء سكنية أزيلت عن بكرة أبيها ومدن بكاملها تم محوها وأسر بكاملها قد تم محوها من السجل المدني وأصبحت غزة غير صالحه للعيش فيها.

وبقي الهدف الثاني والأهم من قصف مراكز الإيواء في غزة وهو إيصال رسالة للفلسطينين بأنه ليس هناك مكان أمن للفلسطينيين في غزة وأنه عليهم إما التهجير أو القتل ومنع أي مؤسسه من مساعدة الفلسطينين تمهيداً لتهجير سكان غزة ومنعهم من البقاء في غزة، لذلك قامت إسرائيل بحظر "الأونروا " التي تساعدهم على البقاء أحياء في القطاع، وتقصفهم في مراكز الإيواء والخيام التي نزحوا إليها لينهكوا أكثر وأكثر ويقرروا الخروج من غزة وتدفعهم مراراً للنزوح نحو البحر ونحو الحدود ونحو الميناء ونحو المعابر للفرار من جحيم القصف الذي طال كل مكان وأصبح كل مكان في غزة غير أمن.

بالرغم من أن مراكز أيواء مراكز معتمدة من الأمم المتحده تؤوي مدنيين عزل هدمت بيوتهم وهربوا من جحيم الحرب إلى مكان يفترض أنه أمن وفقاً للاتفاقيات الدوليه والأمم المتحدة التي تحرم على الجيوش قصف هذه الأماكن أثناء الحروب باعتبارها أماكن أمنة لإيواء المدنيين، كما أن هذه الأماكن لا يوجد بها أي نشاط عسكري أو عسكريين من حماس يمكن أن يسببوا ضررا أو مقاومة والكيان الصهيوني يعلم ذلك، وبالرغم من ذلك أعلنت منظمة الأمم المتحده للطفولة "اليونسيف" أن أكثر من نصف المدارس المستخدمة لإيواء النازحين في غزة قد تعرضت للقصف. ما تريده أسرائيل من قصف مراكز الإيواء في غزة هو إرسال رسالة مخضبة بالدماء إلى الفلسطينين مفادها أن لا مكان لكم أمن في غزة وأن عليكم إما التهجير وترك غزة وإما القصف والقتل.

أما بالنسبة لما تبقى من مبان في غزة فأعتقد أنه سيتم هدمها وهي خالية، لأن الهدف هو مسح المكان ومعالمه بالكامل، فهذه حرب تدمير وتهجير لقطاع غزة بالكامل وإعادة إعداد قطاع غزة من جديدة بمواصفات جديدة ورؤية مستقبلية مختلفة وتسليمه إلى أمريكا، وعليه من المفترض أن لا يبقى الغزاوي أو الفلسطيني في غزة، وأن لا يجد مكاناً آمناً في غزة أو أن يفكر في إعادة بناء مكانة.


فهناك لعبة أمريكية إسرائيليه لإيهام الشعب الفلسطيني أن إسرائيل لن تحتل غزة وأنها لا تنوي تهجير الفلسطينيين، وذلك بإعادة السلطه الفلسطينية لتحل محل حماس في حكم غزة، ولكن الحقيقيه غير ذلك. غزة سوف يتم تسليمها لأمريكا وسيتم تهجير الفلسطينيين بشكل طوعي وعلى مراحل وأصبحت الدول جاهزة لاستقبالهم، وتم فتح معابر التهجير .

وحيث أن مصر قد أدركت المخطط منذ بدايتة ولا تنوي فتح أبوابها للفلسطينين لمنع تهجيرهم لذلك تسعي أمريكا بالضغط عليها لفتح معبر رفح أو بتهجيرهم بطرق أخرى مثل الميناء أو عبر المطارات أو معابر أخرى إلى دول أخرى مثل إندونيسيا وألبانيا كما صرح ترامب.

ولا يعني ذلك أنه ستكون هناك سلطة فلسطينية في غزة فالسلطه الفلسطينية، بدورها السياسي قد انتهت في غزة ولكن ستكون هناك إدارة مؤسسات فلسطينية وأمن فلسطيني مساعد للقوات الدولية متعددة الجنسيات، وكل ذلك مؤقت لحين ترتيب المرحلة الانتقالية، وستعمل مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني في الضفة الغربية بقوة في غزة بالإضافة إلى المؤسسات الاقتصادية، ولكن لا عودة لغزة الفلسطينية ولا حكم فلسطينيا بها.

وتخطط أمريكا وإسرائيل لتكون غزة خالية من الفلسطينيين بصمت وبعد سنوات فيما يطلق عليها

"الحرب الصامته"، وتهيئتها لتكون قاعدة عسكرية لأمريكا في الشرق الأوسط، وهذه أخطر مرحله، ولن يكون هناك حكم فلسطيني في غزة وإنما مرحلة انتقالية تستخدم فيها السلطة الفلسطينية للمساعدة في إدارة السكان بشكل مؤقت، هذا هو المخطط فهدف هذه الحرب هو إنهاء الوجود الفلسطيني في غزة وإنهاء فكرة الدولة الفلسطينية وهيمنة إسرائيل بالمطلق على الضفة الغربية.

أما بالنسبة للضفة الغربية ستقوم إسرائيل بتدمير المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية والهدف هو إنهاء فكرة حق العودة للفلسطينيين، وسيكون تدمير وحظر مؤسسة الأونروا جزءاً من ذلك المخطط حيث تعتبر إسرائيل أن المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية بؤرة خصبة لإنتاج النضال الفلسطيني والمقاومة ضدها، وبالتالي سيكون هدفها تدمير المخيمات بحيث تصبح غير قابلة للحياة لتفتيت هذه القوة التي تتغلغل داخل المخيمات، وتستطيع الهيمنة على عقول الشباب وتجنيدهم.

ومع وجود ما يزيد عن 800 ألف مستوطن في الضفة الغربية فإن فكرة إنهاء المخيمات الفلسطينية أصبحت مطلباً ملحاً لدي إسرائيل التي تريد إنهاء وجود الفلسطينين بصفة عامة، لذلك تقوم قوات الاحتلال بتحريض المستوطنين المجرمين على الهجوم على القرى الفلسطينية في الضفة الغربية.


هؤلاء المستوطنون تربوا في حظائر الإرهاب البشري ومهمتهم الأساسية التكاثر والاستيطان في الضفة الغربية، وهم خطر على الفلسطينيين المقيمين بالضفة، وسيتم السماح لهم بالانتقال والبقاء في الضفة الغربية لترويع الفلسطينيين في القرى الفلسطينية، وتهديد أمنهم لمنع التمدد العمراني في القرى الفلسطينية، ونزوح سكانها نحو المدن الفلسطينية ليزداد الاستيطان في أراضي القرى الفلسطينية وفي محيط المدن الفلسطينية، وبعدها سوف تحقق إسرائيل هيمنتها بشكل مطلق علي الضفة الغربية بعدما تكون قد انتهت من غزة.


شريط الأخبار تثبيت قيمة تعرفة بند فرق أسعار الوقود في فاتورة الكهرباء لشهر أيار ولي العهد يترأس اجتماعا دوريا للمجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل شركة "نيوتن" للتأمين توقع اتفاقية خدمات تأمين الجالية المصرية المقيمة في المملكة الاحتلال الإسرائيلي يرفع حالة التأهب ويطلب النجدة فوراً نشرة وزارة المالية.. ديون الاردن اقتربت الى 45 مليار دينار سلامة: الاعتداءات في كل مناطق المملكة ونتصدى لها باستمرار الملك يدشن المرحلة الثانية من الحديقة النباتية الملكية في تل الرمان نائب رئيس جمعية مستثمري قطاع الإسكان: تراجع مقلق في حركة بيع العقارات وانخفاض حاد في إطلاق المشاريع السكنية الجديدة هل قرأ امين عمان الفاتحة؟ الوظائفي: تقارير الاستدامة ضرورة ملحّة لتعزيز الشفافية وتحسين الأداء جثة داخل شقة في الزرقاء يوم أمس والقبض على القاتل اليوم الحكومة تطفئ ديونا بقيمة 750 مليون دينار في أول شهرين من العام الحالي وفاة طفلة 5 سنوات غرقاً في شاليه بالاغوار موظفون يهددون لوقفة احتجاجية في مديرية هامة تابعة لوزارة المالية هيئة الأوراق المالية تشارك في الاجتماع السنوي الـ 19 لمجلس اتحاد هيئات الأوراق المالية العربية الأرز الأوروبي يحتفل بست سنوات من النجاح في الأردن (850) مشاركاً من (33) دولة يشاركون في مؤتمر العقبة العاشر للتأمين هيئة تنشيط السياحة تستقبل وفد رابطة BUMITRA الماليزية لتعزيز سياحة الحلال والعمرة والحج Plus في الأردن أين تتوزّع موجودات الضمان البالغة (16.7) مليار دينار.؟.. الصبيحي يجيب الأردن يقدم مرافعة أمام محكمة العدل الدولية اليوم