بعض القنوات التلفزيونية تحمل أسماء على النقيض من ممارساتها على أرض الواقع، وعلى سبيل المثال، عندما تحمل محطة اسم العربية لكن خطابها الإعلامي يكون على عداء شبه كامل من القضايا العربية وبشكل خاص القضية الفلسطينية والحريات في الوطن العربي.
ومن بينها أيضا قناة "الحرة” الأمريكية التي ستغلق أبوابها قريبا، وهي في الواقع ليست "حرة” إلا في الهجوم على المقاومة والفلسطينيين والإسلام.
تتجه "الحرة” نحو الإغلاق بشكل كلي، بعد تسريح غالبية موظفيها، وإغلاق جل مكاتبها.
وزعمت القناة بأنها كانت "صوت الحقيقة لأكثر من عقدين إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا – إلا من بصيص أمل”.
والواقع أنها لم تكن سوى جزء من آلة التضليل والخداع والتقارير المتحيزة تماما، كما هو حال باقي وسائل الإعلام الأمريكية التي يسيطر عليها اللوبي الصهيوني ويوجه خطابها الإعلام لتشويه حقيقة حرب الإبادة التي يشنها جيش العصابة الصهيوني بدعم كالم من الولايات المتحدة الأمريكية.
"شبكة الشرق الأوسط للإرسال” المشغلة لقناة الحرة أعلنت عن تقليص عدد موظفي الشبكة، "اضطراريا”، بشكل كبير، ما سيجبرها على خفض إنتاجها التلفزيوني والرقمي لتواصل العمل بعدد قليل جدا من الموظفين.
التقليص جاء بسبب استمرار الوكالة الأمريكية للإعلام الدولي، في وقف ميزانية الشبكة التي أقرها الكونغرس في آذار الماضي، وتأتي ضمن توجهات إدارة الرئيس دونالد ترامب بوقف تمويل المشاريع الخارجية.
وبناء على أوامر ترامب التنفيذية قطع هذا التمويل في اليوم التالي من قبل ما تسمى بـ "إدارة كفاءة الحكومة” ومن قبل كاري ليك، المستشارة الخاصة للوكالة التي تشرف على الشبكة.
الشبكة الأمريكية اتهمت كاري ليك بـ” أنها تعتزم خنقنا ماليا، ما يجعلنا بالتالي غير قادرين على دفع رواتب موظفينا الذين يعملون بتفان واجتهاد”.
ويتفاخر بكل غطرسة وفوقية، جيفري غدمن، الرئيس والمدير التنفيذي لشبكة الشرق الأوسط للإرسال (MBN) بأن "الحرة” كنت "صوت ضد الأصوات المتطرفة والإرهابية”.
مع أن دولة الكيان المجرم في فلسطين المحتلة والولايات المتحدة تضمان اكبر عدد من المتطرفين والإرهابيين وهو ما يكفي لإغراق هذا الكون بالدماء والصراخ والألم
غدمن يزعم بأن "هناك كثير من الجماعات الإرهابية التي تكرهنا، مثل حماس وحزب الله والحوثيين، وكذلك الجماعات المعادية للولايات المتحدة في إيران. وتعزز إيران نفوذها وتوسعها في المنطقة، حيث زادت ميزانيتها لعمليات نشر الأخبار والمعلومات في المنطقة بنسبة 50 بالمئة. وفي مواجهة هذه التحديات، تقف شبكة الشرق الأوسط للإرسال في وجه محاولات نشر العداء ضد الولايات المتحدة”.
وقال غدمن: "نحن الوحيدون الذين نروي القصة الأمريكية في منطقة تشهد مناخا إعلاميا يعمه العداء المطلق للولايات المتحدة. فوسائل التواصل الاجتماعي في المنطقة تحتفل اليوم باستسلام (صوت أمريكا) نتيجة إنهاء تمويلنا بشكل مفاجئ”.
وأضاف "أن ميزانية شبكة الشرق الأوسط للإرسال لا تتجاوز تكلفة مروحيتين من طراز (أباتشي) وفي هذا الوقت بالذات، لا يجب على أمريكا أن تتخلى عن أحد مصادر قوتها”.
الواقع أن ما ذكره غدمن يسعدنا جدا فالقناة لم تكن سوى قناة متحيزة وعنصرية وإقصائية لأي صوت يختلف معها، وروجت لسلسلة طويلة من الأكاذيب وحملات التضليل وبشكل خصا بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. ولعبت دورا في الإبادة الجماعية في قطاع غزة مثل باقي وسائل الإعلام الأمريكية التي فقدت قيمها ومهنيتها وأخلاقيات المهنة إلى الأبد بانحيازها إلى قتلة الأطفال والأمهات والنساء .