أخبار البلد -
يا للوقاحة، كما قال الشهيد غسان كنفاني "يسرقون رغيفك، ثم يعطونك منه كِسرة، ثم يأمرونك أن تشكرهم على كرمهم، يا لوقاحتهم!!”
حصار خانق، وتجويع متعمد، وعدم التزام صهيوني نهائيا بالاتفاق وخرقة في كل ساعة، ومرضى ومصابون بحاجة إلى العلاج العاجل يمنعون من الخروج خارج القطاع، ومعابر مغلقة، ونقص في الأدوية والوقود، وجثث شهداء تسلم لصحة غزة وعليها أثار التعذيب وسرقة الأعضاء، كل ذلك لم يثير قلق وزار الخارجية الأمريكية.
فجأة شعرت واشنطن بالقلق وأصابها الحزن الشديد، حتى لتكاد تبكي حرقة، بعد أنباء أشارت إلى قيام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بتصفية عملاء وقتلة ومجرمين وسارقي مساعدات ومبتزين.
الولايات المتحدة، بحسب الخارجية الأمريكية، أبلغت الدول الضامنة لاتفاقية سلام غزة بتقارير "موثوقة تشير إلى انتهاك وشيك لوقف إطلاق النار من قبل حماس ضد سكان غزة”. بحسب ما نشرته على صفحتها على المنصات الرقمية.
بيان الخارجية وصف قتل العملاء بـ” الهجوم المخطط له ضد المدنيين الفلسطينيين”، واعتبرته "انتهاك مباشرا وخطيرا لاتفاقية وقف إطلاق النار، ويقوض التقدم الكبير الذي تحقق من خلال جهود الوساطة”.
وذهبت واشنطن بعيدا في التهديد قائلة: "إذا أقدمت حماس على هذا الهجوم، فسيتم اتخاذ إجراءات لحماية سكان غزة والحفاظ على سلامة وقف إطلاق النار.”
تدرب سلطات الاحتلال الصهيوني وتجهز عملاء ومخربين في غزة لإثارة الاضطرابات وإراقة الدماء، ووضع أسس حرب أهلية وهمية، وبمساعدة من أطراف عربية لم تعد خافية على أحد، ثم تأتي المقاومة ممثلة بـ”حماس” لتقضي عليهم فتشعر أمريكا بالقلق وتزعم بكل صفاقة أن هذا "انتهاك لوقف إطلاق النار” .
كل شيء مخطط له مسبقا، ما فشلت به دولة المرتزقة والعصابة والمنظمة الإجرامية في العامين الماضيين، ستحاول أخذه عن طريق العملاء والمتعاونين والمخربين الذين ينخرون بالمجتمع الفلسطيني، ليس من اليوم، وإنما على امتداد سنوات هذا الصراع..
أي شخص يعتقد أن الولايات المتحدة أو الدولة المنبوذة على استعداد للالتزام بأي اتفاق هو واهم وأحمق يصر على نحو متعمد على إغلاق عينيه.
وأي شخص يعتقد بأن مشروع ترامب وخططه لغزة ولفلسطين قد تغيرت هو شخص فقد عقله ولديه مشكلة في الإدراك، فما يحدث على الأرض هو تطبيق عملي لرؤية ترامب، وللأسف النظام الرسمي العربي يقف عاجزا في بعض أطرافه، ومتعاونا ومندمجا في هذه الخطة في أطرافه الأخرى.
كأن الأمة مخدرة تسير دون وعي نحو حتفها.
غزة وحيدة، وسيختلق الأمريكان والصهاينة 100 عذر ومشكلة وذريعة لاستئناف مذبحة المدنيين العزل في قطاع غزة بغطاء عربي عبر الصمت وقلة الحيلة أحيانا، وعبر التواطؤ المباشر والصريح أحيانًا كثيرة.
أمريكا “قلقة” على العملاء وتل أبيب تستأنف المذبحة
علي سعادة






