توتّر مُتدحرج بات يعتري مؤخراً علاقات «السلام البارد» بين مصر الشقيقة والعدو الصهيوني، الذي يواصل حرب الإبادة والتهجير والتطهير العِرقي والتجويع في قطاع غزة المنكوب، غير آبه بما توصل اليه في شهر كانون الثاني الماضي الوسطاء «الثلاثة».... مصر وقطر و«الولايات المتحدة الأميركية (إذ ما صدّقنا أن واشنطن «يمكن أو ترغب» في أن تكون وسيطاً «نزيهاً» أو حتى أقل إنحيازاً). حيث تنكرت «للمرحلة الثانية» منه، حكومة مُجرم الحرب/ نتنياهو أوائل آذار الماضي، وراحت تواصل حربها على القطاع الفلسطيني المنكوب ـ بدعم من «الوسيط الأم?ركي» مع إغلاق كامل وقطع للماء والكهرباء ومنع دخول المساعدات الإنسانية بما فيها الطبية والدوائية وليس فقط الغذائية.
حملة إعلامية صهيونية مُركّزة باتت حكومة الفاشيين في تل أبيب، تُصوّبها باتجاه القاهرة، مُتهمة إياها بـ"خرق» الاتفاق الأمني بينهما، «مٌهدّدة» في الان ذاته بأنها «لن تسّكت» على ذلك، مُطالبة إدارة ترامب بالتدخل والطلب من مصر «إزالة» هذا الخرق. أما آخر هرطقات حُكام تل أبيب فقد جاءت من وزير الحرب/كاتس الإثنين الماضي، خلال مناقشات «رفيعة المستوى» أجراها مع مسؤولين صهاينة، تناولت ما وصفَه «خرق» مصري للملحق «الأمني»، زاعمة/تل أبيب أن «قوة المراقبة متعددة الجنسيات» بـ«قيادة الولايات المتحدة»، رصدتْ «خروقات» مصرية و«?بلغتْ عنها»، ما دفع كاتس إلى (مطالبة المؤسسة الأمنية بـ«التعمق» في دراسة تداعياتها).
الاتهامات او قل على نحو أدق الاستفزازات الصهيونية لمصر، بدأت قبل ذلك، عندما حذر مسؤول أمني صهيوني كبير، من تعزيزات عسكرية واسعة النطاق تقوم بها مصر في سيناء وأن «إسرائيل» لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تطورات كهذه. إذ زعمَ/المسؤول الأمني لـ» قناة i24NEWS العبرية»: إن مصر (نشرَت قوات عسكرية في شبه الجزيرة بما «يتجاوز الحصة المسموح بها»)، مشيرة إلى أن مصر تعمل على «توسيع أرصفة الموانئ وتوسيع مدارج المطارات في سيناء»، لافتاً أن تل أبيب «لن تقبل إسرائيل بهذا الوضع». وأن إسرائيل طلبتْ من كل من القاهرة وواشنطن (تفكيك ما وصفته بـ«البنى التحتية العسكرية التي أقامها الجيش المصري في سيناء».
المصدر الأمني إياه أردفَ لـ«فرط غطرسته وصفاقته» قائِلاً: إن «الانتهاكات» المصرية، تُشكل «مشكلة خطيرة بالنسبة لإسرائيل، التي تريد منعَ أي تغيير في البنية الأمنية على طول الحدود». مُستطرداً بل مُهدداً: أن «إسرائيل لن تقبل بهذا الوضع»، مؤكداً بوقاحة: أنه رغم «الرغبة» في الحفاظ على اتفاق السلام، فإنه «لا يمكن التغاضي عن الخروقات العسكرية التي حدثت في سيناء». مُضيفاً: أنه «طُرِحَت مسألة الخروقات مع الأميركيين، وهناك التزام بتصحيح الخروقات وضمان تنفيذ الاتفاق كما هو». مشيراً/المصدر إلى أن الاتفاق مع مصر الذي تم ?وقيعه قبل سنوات عديدة «يشكل ركيزة استراتيجية مهمة لإسرائيل»، لكن «من المستحيل» استطردَ باستعلاء ـ أن تقف إسرائيل مكتوفة الأيدي عندما يتعلق الأمر، بانتهاكات من شأنها «تقويض الأمن على طول الحدود».
ليس هذا فحسب، بل ان الكيان الفاشي المُسلح أميركياً وأوروبياً، وتحوز ترسانته الحربية المهولة (التي تسمح له بشنِّ حروب طويلة على «سبع» جبهات، بأذرعه الجوية القادرة على الوصول إلى أي بُقعة في الشرق الأوسط و«بعده» على ما يزعم قادته ويواصلون إطلاق التصريحات المُستفزة والمُتحدية كل العرب ودول الإقليم). نقول: تواصل أجهزة العدو متابعة «تسليح» أي دولة عربية » حتى تلك التي تربطها بها إتفاقيات سلام أو تطبيع إبراهامي» و أخرى إقليمية عن كثب. على النحو الذي حدث أول أمس ـ على سبيل المثال. إذ كشفت تقارير عسكرية متخصصة عن ?فاوضات متقدمة بين مصر وكوريا الجنوبية، لشراء طائرات هجومية وتدريبية متطورة من طراز.(FA-50 Fighting Eagle)
ووفقاً لمجلة (IsraelDefense) التابعة لجيش العدو الصهيوني، ان مصر تقترب من إبرام اتفاقية مع كوريا الجنوبية لتوريد عدد كبير من طائرات (FA-50)، التي ــ تضيف المجلة ــ تُعَدُّ منصة متعددة المهام، وتتمتع بقدرات هجومية وتدريبية مُتقدمة. مشيرة/المجل الصهيونية إلى أن الصفقة قد تشمل أيضاً صواريخ مُضادة للدبابات، «ما يعزز القدرات العسكرية المصرية». مُؤكدة/التقارير أن الصفقة قد «تُحدِث تحوّلاً كبيراً في القوات الجوية المصرية»، ما أثار ـ تلفِت تقارير العدو ـ ردود فعل «مُتابِعة» في الأوساط الصهيونية.
* استدراك:
في 26 شباط الماضي حذّرَ رئيس أركان العدو/هليفي، قبل أسبوع من استقالته، من إمكانية «تحوّل مصر إلى تهديد أمني مُفاجئ لإسرائيل»، وذلك على خلفية تقارير صهيونية عن «تعزيزات عسكرية وتغييرات في انتشار القوات المصرية في سيناء». مُضيفاً/هليفي: «مصر تملك جيشاً كبيراً، يملك أسلحة وطائرات وغواصات متطورة، وسفناً صاروخية. كمية كبيرة جداً من الدبابات المتطورة ومن القوات البرية»، لكنه ـ لفتَ ـ إلى أن الوضعَ الحالي «لا يُشكّل تهديداً مباشراً، غير أنه قد يتغيّر بسرعة».