نعم كل من يحمل الجنسية الأردنية هو أردني، شاء من شاء وأبى من أبى، وهذا لا يعنى أننا نربط أردنيتنا فقط بالجنسية، بل نربطها بهوية وطنية جامعة مانعة تشترك فيها كل المكونات من شتى الجذور والسيقان.
ما قاله الشيخ الوطني الأردني حمزة منصور في الزميلة الدستور "نحن وطنيون عروبيون إسلاميون، نؤمن بالوحدة الوطنية" هو كلام واضح لا يحتاج إلى تأويل ولا إلى جهد في تفسيره.
وعليك أيّها المفسّر الإقليمي الطائفي أن تعود للدستور لتجد في هذه العبارة ما يؤكّد اعتزاز الشيخ بأردنيته وعروبته وإسلامه.
لا أدري كيف يفسّر ناهض حتر "كلمة وطنيون" بهذا التفسير العجيب المشوَّه الصادر عن حقد وريبة وأجندة غريبة، فكلنا ومن "ألف باء" السياسة نعلم أنّها تعني قمة الانتماء للأردن، وطنا وأرضا ورسالة.
تيار الشوفينية الإقليمية يعاني اليوم من أزمة وحصار غير مسبوق، ولعل في هذا ما يفسّر انفلاته السلبي نحو التحليل وعدم توفيقه في اختيار الأدوات المناسبة في التحليل.
تخيّلوا معي ودعونا "نقهقه" ونرتمي على ظهورنا حين نرى هؤلاء يتّهمون الحركة الإسلامية بالتنسيق والتوافق مع الصهاينة الأميركيين، وحتى نزداد سخرية من هؤلاء فقد بلغ بكاهنهم حد وصف الإخوان المسلمين "بالنيو ليبرالية الجديدة".
حيرتمونا يا حملة لواء الإقليمية ودعاة تقسيم الوطن، ونريد أن نفهم منكم عن أيّ منطق تصدرون، فالإخوان عندكم ظلاميون أم هم ليبراليون، ونتمنّى عليكم أن تستقروا على رأي ما.
يا ناهض ومن يلفّ لفيفك، يجب أن تتوقفوا عن معاملة المكوّن الفلسطيني بهذه الطريقة ويكأنّهم "من أنتم"، تعقّل يا صديقي، واعلم أنّك حين تجلس لتحتسي القهوة وتنفث أفكارك يكون لهذا المكوّن دور أكبر في بناء الوطن من مداخل الميزانية والناتج القومي الأردني.
قصة "دسترة فك الارتباط" باتت مملة، ولا يمكن القبول بقراءة قرار فك الارتباط القانوني والإداري بين الضفتين من مدخل متطرّف يقوده متأفف هنا ومتساهل هناك.
تنظيم العلاقة وترتيب كيمياء التداخل بين حق العودة والمواطنة ورفض الوطن البديل، كل ذلك لن يتقنه إلاّ المعتدلون والوطنيون وعلى رأسهم الحركة الإسلامية التي لن تقبل بتاتا برواية متطرف أرعن لا زال يحلم بالفتنة.