نحن أطفال غزة في ليلة الميلاد لا نزال نقتل برصاص جيش الاحتلال وقذائفه، ونموت بردًا بلا مأوى في العراء، وتحت وقع الإبادة الجماعية وويلات المقتلة المستعرة، نتمنى للعالم عيدًا مجيدًا، وأن يحفظ وصايا المسيح ورسالته التي دعا إليها، العدل والسلام ومواجهة القهر والظلم ومحاربة الباطل، وأن لا يقفوا إلى جهة الحياد والصمت.
نحن أطفال غزة في ليلة الميلاد نفتقد عائلاتنا، أمهاتنا وآباءنا ودفء بيوتنا وغرف نومنا التي قصفتها الطائرات، كما نفتقد الأمان وفرحة العيد السعيد وشجرة الميلاد وزينة الأعياد، ولا ندري أي ذنب ارتكبناه حتى يكون مصيرنا معلقًا، على بوابة نهاية العام ملازمًا لبوابة رفح البرية، على الحدود الصحراوية مع الشقيقة مصر.
نحن أطفال غزة في ليلة الميلاد، لا أحد يقدم لنا الهدايا وليس لدينا ثياب جديدة، نبحث عن رغيف خبز وشربة ماء، ولا نجد سقفًا يحمينا من نيران الطائرات، ومن مطر الشتاء وبرد الليالي وصقيع الوقت، ولا ننتظر أن يزورنا بابا نويل، لأن الحدود مغلقة ومحاصرة من كل الجهات، وممنوع عليه الاقتراب منها، وممنوع علينا أن نعيش فرحة العيد، فالاحتلال قرر اعتقاله إذا جاء إلى غزة، لهذا لن يأتي بابا نويل هذا العام، ولن يقدم لنا هدايا العيد.
نحن أطفال غزة في ليلة الميلاد نبحث عن لحظة هدوء تخلو من أصوات القصف، وننتظر أن تنتهي هذه الحرب، كي يعود من نجا منا إلى الحياة، فنحن لا نزال على قيد الأمل، نتمنى للعالم عيدًا مجيدًا، وأن يعم السلام في أرض السلام، ولا نرجو إلَّا أن تشملونا في صلاتكم هذه الليلة بالدعاء، وأن يكون الخلاص لنا جميعًا.
نحن أطفال غزة في ليلة الميلاد نقول للعالم: أوقفوا هذه الحرب، أوقفوا هذا الدمار، ولا تكتفوا بالصمت، ولا تكونوا كمن شهد قتل الأطفال ليلة الميلاد، ولاذوا وقتها للصمت حين اعتراهم الخوف والرعب ووقفوا لجهة الحياد. دعونا ننجو وينجو معنا كل من بقي على قيد الحياة حتى الآن في غزة، فهذه رسالتنا في العيد لكم، على أمل أن تتحقق مشيئة المسيح، مجدًا لله في العلى، وعلى الأرض السلام وبالناس المسَّرة.
نحن أطفال غزة في ليلة الميلاد، نبحث عن كسرة خبز وشربة وماء، نبحث عن لحظة أمان وعن نجاة من هذا الجحيم، فهل ساعدتمونا أيها العالم.