عندما بدا الإرهابي اليهودي الدولي مناحيم بيغن, الذي ولغ كثيرا وطويلا في الدم الفلسطيني, حملته الدموية على جنوب لبنان في 6 حزيران 1982, مُتكئاً على أكذوبة تقول ان سفير الكيان الصهيوني في العاصمة البريطانية تعرّض لمحاولة اغتيال, سارع فصيل فلسطيني مشبوه الى تبنّيها, أطلق بيغن ووزير دفاعه مجرم الحرب أرئيل شارون, حملة «سلامة الجليل», مُتعهداً بأن ينعم الجليل الفلسطيني المحتل بـ(الأمن لمدة «أربعين عاما») حرفياً, ثم بدأ جيشه الفاشي بتوجيه نداء الى الفدائيين الفلسطينيين يقول: «أيها المُخرّب..قف وفكّر», داعياً إياه?الى «الاستسلام».
وإذ زعمَ بيغن وخصوصا شارون ان «جيش الدفاع», سيتوقّف بعد (أربعين كيلومتراً), بهدف إبعاد مستوطنات الجليل, عن صواريخ الكاتيوشا الفلسطينية, وتدمير البنية التحتية للمنطقة التي عُرفت بـ«فتح لاند»، ناهيك عن ضرب منظومات صواريخ سام التي أدخلتها سوريا الى البقاع اللبناني في العام 1981, إضافة (وهذا هو الأهم) ان حرب العام 1982 على لبنان «تزامنت» عن قصد مع انتخابات رئاسية لبنانية, وكان أحد أهداف إسرئيل, هو إيصال مُفجّر الحرب الأهلية اللبنانية, الانعزالي الكتائبي وقائد «ميليشيات «القوات اللبنانية الفاشية»... حليف إسرائي?, بشير الجميِّل الى قصر بعبدا «رئيساً» للبنان. مع التذكير بأن «الممثل السينمائي الأميركي السابق رونالد ريغان», كان وقتذاك رئيسا لإمبراطورية الشر الأميركية وقد منح ثنائي الإرهاب الصهيوني بيغن وشارون, ضوءاً أخضر لاجتياح لبنان, محركا الأساطيل والبوارج وقوات المارينز الى الشواطئ اللبنانية وقريبا من الشواطئ السورية أيضاً. ولم يتوقف الغزو الصهيوني للجنوب اللبناني, بل واصل الغزاة زحفهم حتى العاصمة بيروت التي خضعت لحصار صهيوني وميليشياوِيّ كتائبي انعزالي, إنتهى بخروج قوات المقاومة الفلسطينية الى المنافي, و«توِّجَ»?بمذبحة «صبرا وشاتيلا» التي قارفتها قوات سمير جعجع وإيلي حبيقة في مثل هذه الأيام من العام 1982, بضوء أخضر من شارون, أسفرت عن إرتقاء أزيد من 3000 من المدنيين الفلسطينيين.
نقول: ما أشبه الليلة بالبارحة لم تتغير «الأهداف» الصهيو أميركية, والتي تغيّرت هي الأسماء فقط. أسماء الأشخاص في معسكر الأعداء, وليس الجهات المُستهدَفة سواء كانت فلسطينية أم سورية أم سوفياتية (روسيّة الآن حيث القوات الروسية في سوريا, منذ 30 أيلول 2015 وهذا ما لا ترغب فيه واشنطن وربيبتها في تل أبيب).
دقِّقوا جيداً في الأهداف التي وضعها تحالف الشر الصهيو أميركي منذ منحت إدارة الرئيس الصهيوني جوزيف بايدن الضوء الأخضر لمجرم الحرب اليهودي نتنياهو لبدء حرب «السيوف الحديدية» على قطاع غزة بعد ملحمة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023, مُوافِقة ومشاركة/إدارة بايدن في حرب الإبادة والتهجير والتجويع على القطاع الفلسطيني, مُعيدة أسطوانة «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها", بما هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط الاستبدادي, هي/ إدارة بايدن وعواصم الغرب الاستعماري في لندن وبون وباريس وروما, ورهط من الدول ال?وروبية العنصرية التي تؤمِن بـ"تفوّق الرجل الأبيض».
التدقيق في الأهداف التي وضعها بيغن وشارون و«ريغان», لغزو جنوب لبنان في العام 1982, كذلك الأهداف التي وضعها ثلاثي الإرهاب الصهيوأميركي نتنياهو, غالانت و«جوزيف بايدن», في الحرب الراهنة على قطاع غزة ولبنان الشقيق. متطابقة حدود التماهي في اقتل والعدوانية, وخصوصا الإستهانة «القصوى» بالعرب أنظمة وشعوباً. حيث من السذاجة الإعتقاد ان نتنياهو سيتوقف عند «تدمير البنية التحتية والقوة الهجومية» لحزب الله. هذا إن إستطاع, ناهيك عن الأهداف الجديدة التي أضافها نتنياهو بضوء أخضر أميركي، الى «مناورته البرية» التي بداها يوم أ?س, ونالت دعما أميركيا مفتوحاً ومحمولا على حشد عسكري جوي وبري وبحري, مَصحوبا في الوقت نفسه بتحذيرات أميركية لإيران, وغارات على أهداف وقوى فلسطينية وسورية, في مشهد من العربدة والوحشية, المعروفتين عن اليانكي الأميركي والنازي الصهيوني.
* استدراك:
ذكرت القناة 13 الصهيونية أول من أمس/الاثنين, أنه في أعقاب مصادقة «الكابينيت» قبل أسبوعين على «تعديل» أهداف الحرب, التي تشنها على قطاع غزة منذ نحو عام, لتشمل «إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان»، تقرّر كذلك «إعادة صياغة بنود غير مُعلنة» ضمن أهداف الحرب, بما «يسمح لإسرائيل بدخول مواجهة مُحتملة مع إيران», وذلك في إطار «تصعيد العدوان المتواصل على لبنان, واغتيال الأمين العام لحزب الله، (الشهيد) حسن نصر الله.
ويضيف التقرير، ان الكابينيت صادقَ على تعديل صياغة البند, الذي ينص على («الامتناع» عن توسيع الحرب، والتطلّع لعزل الجبهات ومنع اندلاع حرب مُتعدد الجبهات, مع التركيز على إيران)، لتصبِح صياغة هذا البند: («تقليل» احتمالية أن تُؤدي العمليات العسكرية الكبيرة في لبنان إلى حرب متعددة الجبهات). لافتاً (التقرير) إلى أن ذلك يُشير إلى «استعداد إسرائيل لتوسيع كبير في رقعة الحرب، بما في ذلك تبادل مُحتمل للهجمات مع إيران».
فهل بتنا أمام رسم خرائط وبروز تحالفات.. «جديدة»؟