فيما تُبدي نائبة الرئيس الأميركي/ والمرشحة الرئاسية عن الحزب الديموقراطي كامالا هاريس, رغبة جامحة في استقطاب الصوتيْن العربي/ والمسلم, في انتخابات الخامس من تشرين الثاني القريب, حداً وصل بها الى الاستعانة بالمحامية الأميركية/مصرية الأصل، «بريندا عبد العال»، لـِ«مساعدتها» في استمالة هؤلاء.
وإذ يعتمد الساسة الأميركيون في تعاملهم مع معظم العرب, إن لم نقل جميع العرب بل والمسلمين باستخفاف وبذل الوعود الخُلّبية وأساليب الخداع, فإن كامالا هاريس في «اول «مقابلة مُتلفزة لها مع شبكة CNN الأميركية, يوم أول من أمس الجمعة/ بالتوقيت الأميركي, لم تتردّد في الإعلان بصراحة تُقارب الصلف والاستهتار بمشاعر مَن أرادت كسبً أصواتهم (عرباً ومسلمين), ورداً على سؤال ما إذا كانت سـَ«تحجِب» الأسلحة عن إسرائيل، أجابت بشكل قاطع.. «لا»، لن «أُعدِّلَ سياسة الرئيس جو بايدن بشأن الدعم العسكري لإسرائيل», مُكررة العبارة الغربية/ الاستعمارية, التي تبرر جرائم الدولة الاستعمارية الصهيونية وهي «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها», مُضيفة في نفاق مكشوف, يتعيّن علينا التوصل إلى اتفاق لـ«وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن».
نائبة الرئيس كامالا هاريس, بما هي أول امرأة «مُلونة», من أصول إفريقية/ آسيوية في التاريخ الأميركي, تتولى منصبا رفيعاً كهذا, والطامحة الآن للجلوس في المكتب البيضاوي كـَ«رئيسة», وهي أيضاً التي قالت بصوت «تمثيلي» (كما يجب التنويه), بدا حاسماً في تلك اللحظة, بعد اجتماعها مُنفردة مع مجرم الحرب نتنياهو, أنها «لن تصمِت» على ما يحدث في غزة من مآسٍ. خاصة أنها «لم» تحضر «خطاب الأكاذيب» الذي بثّه هذا الصهيوني العنصري, في قاعة الكونغرس الأميركي يوم 24 تموز الفائت, أدارتْ/هاريس ظهرها لكل ما بدا للسُذّج والواهمين, أنها «مؤهلة» لخلافة جوزيف بايدن, الرئيس «الفخور بصهيونيته» والشريك في حرب الإبادة الجماعية الصهيوأميركية, على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المُحتلة.
• في الوقت ذاته الذي تطرّقت فيه هاريس, الى ما أسمته بحماسة واضحة دعم الرئيس جو بايدن «القوي لإسرائيل», رافضة بحزم دعوات من الـ«بعض» في الحزب الديمقراطي, إلى إعادة النظر في إرسال الأسلحة إلى إسرائيل, بسبب ارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين في غزة. مُكررة القول بتفاخر, إنها «تؤيد أن تكون إسرائيل قوية», مرفقة ذلك بعبارة تفيض نفاقاً ووقاحة, دون ان تطرح اي آليات او مواعيد زمنية او مرجعيات قانونية تستند الى القانون الدولي, والقانون الإنساني الدولي وشرعة حقوق الإنسان وخصوصا قوانين «الحرب», بل والأهم هو التذكير بقرار مجلس الأمن رقم 2735, الذي صادق فيه المجلس على مشروع قرار «أميركي», يدعو فيه الى وقف» فوري» للنار, ما لبثت إدارة بايدن ان «تنكّرت» له,وراحت تتبنى «رواية» الفاشي/نتنياهو, بالقول: «يتعيّن علينا التوصل إلى اتفاق» بشأن وقف إطلاق النار في غزة». لأن وقفاً لإطلاق النار في غزة سـ«يفتح المجال أمام تحوّلات كثيرة في المنطقة». لافتة الى أسطوانة «حل الدولتين», الذي ــ قالتْ حرفيا ــ سَـ«أسعى للتوصل إلى تحقيق مبدأ «حل الدولتين» في حال فوزي بالرئاسة.
متى وكيف؟.. لم تفسِّر/هاريس او تقترح, بل مضت تتحدث في عمومية, وتملّص من المسؤولية الإنسانية والأخلاقية, في وقت يتواصل فيه حشد الأساطيل الأميركية, على نحو بلغ 18 قطعة بحرية, بين حاملات طائرات ومُدمرات وغواصات نووية وبوارج وقوات من المارينز ورجال الاستخبارات, بذريعة الدفاع عن «إسرائيل» التي تُعربد في المنطقة دونما رادع او تلويح بالعقوبات او أي إجراء آخر. في تواطؤ غربي أميركي/ أوروبيّ غير مسبوق, في عدوانيته وعنصريته التي يغرِف فيها من ثقافة «تفوّق» الرجل الأبيض.
من هنا يمكن القول ان «الغطرسة» التي بدت عليها هاريس والمعسكر الداعم لها, في المؤتمر الوطني العام للحزب الديموقراطي في شيكاغو, عندما «قبِلتْ» ترشيح الحزب لها, لن تعود عليها بالنفع بعد التجاهل الواضح للأصوات الداعية الى إلقاء «كلمة» لأنصار الشعب الفلسطيني في المؤتمر, ناهيك عن القمع الذي واجهه هؤلاء من الشرطة الأميركية, وما رافق ذلك من ارتفاع لأصوات المُناصرين, لدولة العدو الصهيوني داخل المؤتمر, وهي أحداث لن تستطيع هاريس ورهط داعميها تجاهلها, حتى لو «عادت» لإطلاق تصريحات منافقة كتلك التي أدلت بها, قبل انعقاد المؤتمر العام العتيد للحزب الديموقراطي الأميركي.
* استدراك:
ألقت هاريس خطابًا أمام أبرز لوبي يهودي في الولايات المتحدة (أيباك) عام 2018, قالت فيه انها: «جمعتْ» الأموال لصالح الصندوق القومي اليهودي بصفتها واحدة من أطفال الكشافة. مضيفة: «كوني نشأت في منطقة خليج سان فرانسيسكو، أتذكّر باعتزاز بحمل «صناديق الصندوق القومي اليهودي», التي كنا نستخدمها لجمع التبرعات لـ«زراعة الأشجار في إسرائيل», مُستطردة: «عندما زرت إسرائيل للمرة الأولى بعد سنوات، رأيت ثمار هذا الجهد والـ«براعة الإسرائيلية التي جعلت (الصحراء) تزدهر حقًا». كذلك كانت/هاريس من «الجموع المتصهينة» التي أدانت هاريس حركة المقاطعة BDS, زاعمة أن الحركة «تستنِد إلى افتراض خاطئ, بأن إسرائيل هي المسؤولة (الوحيدة) عن الصراع الإسرائيلي/الفلسطيني».