تسبب هجوم سيبراني في تعطل الأنظمة في شركة البرمجيات «سي دي كيه غلوبال» للأسبوع الثاني على التوالي، وهي المزود الرئيسي لعدد من وكلاء السيارات في الولايات المتحدة، ما أدّى إلى خسائر بملايين الدولارات، وفقاً لأحدث التقديرات.
وقال عمال في صناعة السيارات الأميركية لشبكة CNN إن تعطل أنظمة البرمجيات، الذي قالت الشركة إنه ناجم عن هجوم إلكتروني، جعل من الصعب على التجار تتبع تفاعلات العملاء وطلباتهم ومبيعاتهم، ما أضر بقدرتهم على كسب لقمة العيش.
وتوضح مخاوف العمال كيف يمكن للهجوم السيبراني، حتى ولو كان على شيء عادة يمكن تجاهله مثل برامج حفظ السجلات والجدولة، أن يشل صناعة بأكملها.
خسائر بملايين الدولارات
وفقاً لتقدير مجموعة أندريسون إيكونميك غروب، قد يؤدي انهيار نظام «سي دي كيه» إلى خسائر مباشرة بقيمة 944 مليون دولار تقريباً، بسبب انقطاع الأعمال لتجار السيارات المتأثرين في حالة استمرار انقطاع الخدمة لمدة ثلاثة أسابيع كاملة.
وبدأ الانقطاع يوم الأربعاء الماضي بعد حادثتين إلكترونيتين أوقفتا أنظمة شركة «سي دي كيه» التي توفر البرامج لنحو 15 ألف وكيل سيارات في جميع أنحاء أميركا الشمالية.
وقالت الشركة في بيان يوم الجمعة إنها تحرز تقدماً في إعادة بعض الوكلاء إلى العمل مرة أخرى، في حين قالت الشركة في وقت سابق إنها لا تتوقع أن تُحل المشكلة بالكامل حتى يوليو تموز.
ويبدو أن الهجمات السيبرانية أصبحت أكثر تدميراً من أي وقت مضى وتستغرق الشركات المستهدفة وقتاً أطول لحلها، إذ يقول الخبراء إن المتسللين أصبحوا أكثر تطوراً ويمكنهم الاختباء في أنظمة المؤسسة فترة أطول دون أن يكتشف وجودهم.
ويستهدف هؤلاء المتسللون الشركات في هجوم على غرار سلسلة التوريد، ما يؤدي إلى تدمير صناعات بأكملها للاستفادة من المزيد من الأموال، وأصبحت بعض الصناعات التي غالباً تستخدم أنظمة قديمة، أهدافاً أسهل.
وقال المؤسس المشارك لشركة كورو للأمن السيبراني، درور ليوير لشبكة CNN «لا يمكننا حتى مقارنة ما كان يحدث قبل عشر سنوات بما يحدث اليوم، المتسللون موجودون في اللعبة لتحقيق مكاسب أكبر بكثير من ذي قبل».
وأضاف ليوير، أن المتسللين لم يصبحوا فقط أكثر تطوراً، ولكنهم أيضاً باتوا أكثر صبراً، موضحاً، «يختبئ المتسللون داخل إطار عمل المنظمة لفترة من الوقت، إنهم ينتظرون حتى يحين الوقت المناسب لشن الهجمات، وكلما طال انتظار المتسللين، زاد الضرر»