الكاتب محمد أمين ناجي المعايطة
(ياي بدك ترجعينا لعصر جدي أيام زمان زمان ) قالت الحسناء ذات السبعة عشر ربيعا لصديقتها في احد المولات وأمام قسم الملابس والأزياء، وقد سمعتها جيدا، وتنهدت بحرقة وأسى ( آه ثم آه) علي أيام زمان أيام الخلق والدين،أيام الناس الطيبين،أيام الرحمة والعطف علي الفقراء والمساكين،أيام الجيران للجيران أسرة واحدة متحابين، أيام اللمة والجمعة حول الطعام بكل المحبة ملتفين، أيام كان الأهل مثال الحياء والإيمان محافظين، أما اليوم ياحسنائي هو يوم الانترنت والفيس بوك والتوتير الكل عليه ساهين لاهيين، لايراعون إلا ولا ذمة ولادين، كل في غرفته (ولآب توبه) في حضنه غارق مع أصدقائه الأقرب إليه من أمه وأبيه مجتمعين، يسلم أفراد الأسرة علي بعضهم في الممرات والصالونات ،عند أبواب الحمامات( هاي) ياهاني يانيفين وأنت كيفك زمان ماشفتك ياأمين؟
لاتتجمع الاسره المشتتة معا علي طعام، هم نزلاء فندق واحد والسلام، الأب مشغول في شركته ليجمع ويكمل المليون، وأمهم في النادي والكوافير والصالون، والابنة في الجامعة والجمانيزويم وبركة السباحة ليأخذ جسمها لون، والابن في الكلية التي غالبا مايغادرها بلا اكتراث ليشحط بسيارته المكشوفة مع ميسون،بعد ان التقيا في الفالانتاين وقررا وتعاهدا (أبدا عن حبك مش حتنازل أبدا مهما يكون)
اليوم تتبختر البنات مائلات مميلات كاسيات عاريات ،لاتسال الفتاة عن شرف أبيها وسمعته، ولا عن كل التقاليد والعادات، تشرب سيجارتها ،تسلطن على ارقيلتها، تظهر ظهرها وصدرها و صرتها، وكأنه لباس للراقصات.
يتمايل الشباب الصبية في الشوارع بعد ان( تمكيجوا ولمعوا وسنفروا) وقد لبسوا بما يسمي بالبنطلونات، وقد نزلت إلي حقويهم وبانت من تحتهن( الكيلوتات)، وأوقفوا شعورهم بالجل والاواكس مكهربة بأعلى الفولتات.
أيام زمان..... كان الشباب والله رجالا شوارب وفتوة ونخوة وعزة نفس وقوة وعضلات، وجدية ومسؤولية نحو العائلات، يقوم مقام والده برعاية الأسرة وتمثيله بكل المواقف والمناسبات، والحرث البذر والزرع والحصد والرجد والدرس أشهر في الشتاء قارصة، والصيف لاهبة متعاقبات،
زمان جدك كانت الشهامة والشجاعة والنخوة والمرؤة والدين والاستقامة والأمانة والفضيلة والأخلاق الكريمة كانت الإرادة الصلبة الوطنية الحقة والصبر والجلد والعزيمة.
أما زمانك فتاتي !!!!مع احترامي لرأيك، فهو زمن فيه علم، ولكنه بهمل لايدرس لايحفظ، وفيه أيضا تقدم ورقي ولكن لايقدر ، وفيه اغلي وأجمل وأثمن لباس، ولكنه لابستر، وفيه مسو وليات ومتطلبات ولكنكم تستسلمون لها بخنوع وذل وانسحاب وتراجع وتلكؤ ولا تقهر، زمانك فيه أموال كثيرة وعقارات مكدسة وسيارات فارهة، ولكنها في أعمال الخير والبر تختفي ولاتظهر
أختي ارجعي واسألي جدك لعله يحدثك ويخبرك عن زمانه الأصيل الجميل، ولربما سؤالك له تذكريه بالأصالة فيبكيك وتبكي ، ويقول متنهدا آلا ليت الشباب يعود يوما فاخبره مافعل المشيب، سقى الله ايام زمان بابنتي.
** مدرس جامعة جدارا
** عضو الهئيه الاداريه لجمعية الكتاب الالكترونيين الأردنيين