كشف موقع اكسيوس نقلًا عن مسؤول اميركي بأن خلية المختطفين الامريكية المتواجدة في الكيان المحتل، شاركت في مجزرة النصيرات التي قتل فيها 150 فلسطينيا الى جانب عدد كبير من الجرحى، بحجة اطلاق سراح اربعة من اسرى الاحتلال لدى المقاومة الفلسطينية.
ما قاله المسؤول الامريكي يعد الاعتراف الاول والمباشر للولايات المتحدة بالمشاركة في مجازر قطاع غزة، والأهم والأخطر انه جاء بالتساوق مع ما كشفته وسائل الاعلام والمصادر العبرية بأن عملية الانزال للقوات الاسرائيلية والاخلاء للاسرى كانت عبر الرصيف البحري الذي أنشأته القيادة المركزية الامريكية التي يقودها الجنرال الامريكي مايكل كوريلا من البحرين في الخليج العربي، وهي القيادة التي اعلنت يوم امس الجمعة عن إعادة تشغيل الرصيف البحري حيث ادخلت شاحنة مساعات للتغطية على العملية العسكرية صباح اليوم السبت الموافق 8 نيسان، الموافق لليوم الاول من الشهر التاسع لعملية طوفان الاقصى والعدوان على قطاع غزة.
اعتراف المسؤول الامريكي بالإسهام بقتل 150 فلسطينياً من بينهم اطفال ونساء عبر خلية المختطفين، وبغطاء من القوات الامريكية المشرفة على الرصيف البحري، يتوقع ان يترتب عليها ملاحقات قضائية للولايات المتحدة وللمسؤولين الامريكان، وعلى رأسهم الجنرال الامريكي مايكل كوريلا الذي يعد ابرز المطلعين على العملية التي تسببت بمقتل 150 فلسطينياً، وهو رقم يتوقع ان يرتفع نتيجة عدم توفر الرعاية الطبية للجرحى بفعل الحصار الذي تلعب الولايات المتحدة فيه دورا مهما عبر التغطية التي تقدمها سياسيا واعلاميا وعسكريا لهذه الجريمة.
التوقعات بتحرك أممي ضد الولايات المتحدة الامريكية وقادتها العسكريين وارد جدا في ظل تلميحات صدرت عن وزارة الخارجية في جنوب إفريقيا بإمكانية اللجوء الى محكمة العدل لملاحقة امريكا بدعم جرائم الحرب ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وهو توجه بات مدعماً باعترافات واضحة من مسؤولين امريكان.
لن يقتصر تأثير المشاركة الامريكية الفاعلة في مجزرة مخيم النصيرات على الجانب القانوني؛ اذ يتوقع ان تشعل الغضب في الشارع الامريكي، خصوصا لدى التيار المعارض للحرب الذي له امتداد داخل القارة الاوروبية، وبشكل يربك المشهد الداخلي الامريكي.
في الختام، حالة الغضب على مجزرة النصيرات ستوثر في المنطقة العربية، وفي مسار مفاوضات وقف اطلاق النار، كما يتوقع ان تسهم في رفع مستوى التوتر في البحر الاحمر والخليج العربي وجنوب لبنان، وأن تقوض الجهود الامريكية الدبلوماسية والسياسية والامنية في المنطقة، وان تفاقم من مستوى المخاطر التي ستتعرض لها القوات والمصالح الامريكية في الاقليم والعالم الاسلامي على الارجح؛ فالكشف عن الدور الامريكي بغرض التفاخر من قبل القادة السياسيين والعسكريين الامريكان يضع الولايات المتحدة في مأزق كبير للاسابيع القليلة المقبلة على اقل تقدير.