أمريكا متورطة في العدوان على دولة قطر بامتناعها عن إعاقة الهجوم على الدوحة أولا، وبتبريرها للهجوم ومحاولاتها احتواء تداعياته السلبية على الكيان الإسرائيلي، فأميركا قدمت الغطاء للهجوم قبل وخلال وبعد اطلاقه، ولم تعتذر للجانب القطري او تبدي ادنى درجات الأسف بل عمدت الى تبرير الهجوم واحتواء تداعياته على الكيان وان كان على حساب المصالح الامريكية.
الوسيلة الوحيدة لتجنب الهجوم بحسب الرؤية الترمبية كان باعتقال قادة حماس، او طردهم من الدوحة، هذا ما يفهم من المكالمة الهاتفية التي دارت بين ترامب والمسؤولين القطرين وعلى راسهم رئيس الدولة الأمير تميم بن حمد الذي اكد ان المسؤول عن تعطيل الاتفاق واعاقته هو الجانب الإسرائيلي وليس الفلسطيني.
الدرس المستفاد من الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر هو عدم الركون للوعود الامريكية وللضمانات التي تقدمها واشنطن فهي لا تعني شيئا عندما يتعلق الامر بالكيان الإسرائيلي، والدرس الثاني ان الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة العربية وخصوصا الخليج العربي لا قيمة لها و لا فائدة منها الا اذا كان الهدف حماية الكيان الإسرائيلي ومساعدته للهيمنة على المنطقة.
اسرائيل مطلقة في المنطقة العربية وبغطاء اميركي هو الدرس الأهم والاخير، بإمكانها ان تطلق هجماتها في اي لحظة ولأتفه الأسباب، فاذا لم يعجبها مفتي احد الدول ولم تتم اقالته من منصبه فستقوم باغتياله على سبيل المثال، بإمكانها مهاجمة اي دولة في المنطقة واغتيال وزراء في حال رفضهم توقيع اتفاق تجاري مجحف مثلا، او رفضه تعديل المناهج الدراسية.
لاحدود للعربدة الاسرائيلية وللغطاء الامريكي في حال لم يقف العرب ومن خلفهم العالم الاسلامي لوقف هذه العربدة وفي حال اصرارهم على العلاقة المميزة مع الولايات المتحدة التي فقدت مصداقيتها وفقدت قيمتها.






