نتنياهو يتعهد بالعمل على إنجاح الاتفاق بحسب صحيفة إسرائيل هيوم، و نائب الرئيس الأمريكي (جي دي فانس) والإدارة الامريكية من خلفه لاتبدو مقتنعة بوعود بنيامين نتنياهو، اذ قدر محللو «القناة الإسرائيلية 12» أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو غدا الخميس «تأتي ضمن سلسلة الزيارات المكثفة لمسؤولين أميركيين رفيعي المستوى إلى إسرائيل»، في ما يشبه «جسراً جوياً سياسياً» لتثبيت التفاهمات، ومتابعة تطبيقها ميدانياً.
نتنياهو يعمد الى الاستثمار في الرغبة الامريكية لأقصى حد، بابتزازها سياسيا على الصعيد المحلي الإسرائيلي (ما يخص الإصلاحات القضائية ومحاكمة نتنياهو)، وعلى الصعيد الإقليمي والدولي، ذلك ان تعهد نتنياهو والتزام اليمين القومي الديني من خلفه لن يتحقق بدون ثمن وبدون مساومات سياسية ومكاسب إضافية في الضفة الغربية، وفي الإقليم، وباشتراطات يبدو بعضها مستحيلا، كاستبعاد تركيا وقطر من اتفاق عزة وتفاصيله والياته، وكأطلاق يد الاحتلال في جنوب سوريا وعلى نحو يوسع من طموحاتها باتجاه الأردن مستقبلا.
كبح جماح الاحتلال لا يقتصر تأثيره على البيئة الجغرافية المحيطة، اذ يمتد الى ايران والبحر الأحمر على نحو يتطلب موارد وإمكانات كبيرة تحتاجها اميركا لإدارة ملفاته الدولية مع الصين وروسيا، فإسرائيل لم تعد فاعله في هذه الملفات إيجابا بل مربكة للاستراتيجية الامريكية التي ترى في الصين وروسيا منافسا لها في الخليج العربي والبحر لاحمر.
تثبيت وقف اطلاق النار ليس مرهونا بإرادة الاحتلال اذ يحتاج الى توافق مع إرادة المقاومة الفلسطينية وعلى راسها حركة حماس والجهاد الإسلامي، ومن ورائها الفصائل الفلسطينية المنخرطة في المقاومة، امر يفرض على الولايات المتحدة الاستعانة بالوسطاء المؤثرين كتركيا وقطر ومصر ويضعها امام معادلات معقدة، للتعامل مع مطالب المقاومة واجندتها وعلى راسها إبقاء ملف الاسرى والقادة الفلسطينيين على طاولة النقاش والتفاوض للمرحلة الثانية والثالثة وارجاء ملف السلاح لصالح ملف الإدارة و الإغاثة والاعمار.
إدارة اميركا لملف وقف اطلاق النار وانشاء مركز لمراقبة وقف اطلاق النار في كريات جات جنوب فلسطيني المحتلة، قدم مؤشر على رغبة أمريكية ملحة لتثبيت اتفاق تخشى ان يفضي انهياره الى تعقيد الملفات الدولية والإقليمية والاهم الداخلية الامريكية حيث تحول الانقسام حول الحرب وجرائم الاحتلال في قطاع غزة الى ملف داخلي امريكي تتجاذبه القوى المحلية الامريكية، وعلى نحو ينعكس على مكانة الرئيس ترامب داخل الحزب الجمهوري خصوصا لدى تيار MAGA) – ماغا) Make America Great Again الداعي للتركيز على ملفات اميركا الداخلية، في مقابل التيار اليميني الإنجيلي الداعم للكيان الإسرائيلي حد التورط العسكري الشامل لتحقيق الحسم الأيدولوجي في فلسطين والمنطقة العربية.
اميركا المنغمسة في ملفات الإقليم تستشعر خطر العودة للحرب وتفضل مسار سياسيا واخر امني بالتعاون مع دول الإقليم لإخراج الكيان من عزلته ولتجنب الغرق في صراعات المنطقة وحروبها التي لم تعد تخدم الاستراتيجية الامريكية الهادفة احتواء الصين وروسيا وعزلهما في الساحة الدولية، وهي حقيقة تفتح الباب للمقاومة والشعب الفلسطيني للمناورة السياسية بالتعاون مع الدول الإقليمية الفاعلة والمستشعرة للتهديد الإسرائيلي الذي لن يتأخر في ابتزاز اميركا وأوروبا والاستثمار في التيار اليميني الديني لتمرير مشروع الضم والمناطق العازلة جنوب سوريا وشمال الأردن وصولا الى غور الأردن وسيناء، وهي ملفات واوراق يبدي ترامب مرونة كبيرة وتفهما لتفعيلها طالما لم تتوافر قوى مضادة لهذا التوجه الذيا عكسه لقائه الصحفي الأخير أشار فيه الى امتلاك الأردن ومصر الكثير من الأراضي.






