عاد بنيامين نتنياهو للقول بأن الاتفاق سيوقف القتال لمدة 42 يوما من أجل إطلاق الاسرى، ولكنه لن يوقف الحرب، مضيفا أن ما عرضه رئيس الولايات المتحدة ليس دقيقا، وهناك تفاصيل أخرى لم يتم الكشف عنها، مشككا بذلك بمصداقية الرئيس الامريكي وطاقم مفاوضيه في المنطقة.
تطمينات نتنياهو لوزير الأمن القومي الفاشي إيتمار بن غفير لم تمنع الأخير عن مواصلة التهديد باسقاط الحكومة الائتلافية، في حال لم يلتزم نتنياهو بمواصلة الحرب، مضمنا شرط مواصلة الحرب ضمنا وعلنا في الاتفاق، والأمر ذاته مع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي فضل اتباع استراتيجية مختلفة لوضع شروطه عبر بحثه عن فتوى من حاخامات حزب الصهيونية الدينية المعتمدين لديه للتوصل إلى ذات النتيجة.
في كلتا الحالتين فإن الهدف واضح، وهو تفريغ الاتفاق من أهم مضامينه، وهو وقف إطلاق النار بكامل تعابيره ومفرداته المتداولة (الممتد أو المستمر أو المستدام أو النهائي والشامل)، وفي كل الاحوال؛ هي مناورة يشارك فيها نتنياهو ما دفع المقاومة الفلسطينية للتأكيد على ضرورة توفر ضمانات مكتوبة تضمن استكمال الانتقال بالاتفاق إلى مراحله النهائية وصولا الى وقف إطلاق النار، أمر لم تستجب له إدارة بايدن المرتعشه بشكل واضح، لكنها عملت عبر تصريحات مرتجفة صدرت عن البيت الابيض؛ على التأكيد على أمكانية متابعة التفاوض للتوصل لوقف إطلاق النار بعد انتهاء المرحلة الاولى الممثلة بالأسابيع الست.
تصريحات نتيناهو ومناورات وزراء الائتلاف ومن ضمنهم الاعضاء في حزب الليكود من أمثال (نير بركات) وعضو الكنيست (عميت هليفي) الذي تبنى مبادرة تدعو للسيطرة الكاملة على معبر رفح، تهدد الاتفاق الذي أعلن عنه بايدن بالانهيار من زاوية أخرى وغير منظورة، فنتنياهو مصرّ على حرق المراحل، ويرفض مسبقا أن يفضي الاتفاق لوقف الحرب، في حين تبدو الادارة الامريكية مرتجفة وعاجزة أمام هذه المناورات والتصريحات التي تشكك في مصداقية الرئيس الامريكي جو بايدن وممثله في المفاوضات وليام بيرنز.
إدارة بايدن لا زالت عاجزة عن مواجهة نيتناهو وزمرته، وجل ما قامت به تصريح يؤكد أن المرحلة الاولى تشمل ستة أسابيع يمكن أن تفضي الى وقف لإطلاق النار عبر التفاوض، دون أن تقدم ضمانات او حتى التعليق بوضوح على شوط وقيود سموتريتش وبن غفير، فضعف الادارة الامريكية أمام نتنياهو وعصبته يتحول شيئا فشيئا إلى أكبر عائق أمام التوصل لاتفاق لتبادل الاسرى ووقف الحرب.. فهل تدرك إدارة بايدن ذلك؟ أم أنها تراوغ بدورها لقطع الوقت وتحقيق بعض المكاسب الانتخابية؟