روى الرحالة ابن بطوطة في "تحفته" حكاية عن الشيخ جلال الدين المعروف بمولانا المدفون في مدينة قونية الواقعة في تركيا الحالية ، جاء فيها "أن الشيخ كان في ابتداء أمره فقيهاً مدرساً، يجتمع إليه الطلبة بمدرسته بقونيه، فدخل يوماً إلى المدرسة رجل يبيع الحلواء، وعلى رأسه طبق منها، وهي مقطعة قطعاً، يبيع القطعة منها بفلس.
فلما أتى البائع مجلس التدريس قال له الشيخ: هات طبقك. فأخذ الحلواني قطعة منه وأعطاها للشيخ.. فأخذها الشيخ بيده، وأكلها.
وخرج الحلواني، ولم يطعم أحداً سوى الشيخ، فخرج الشيخ في اتباعه، وترك التدريس، فأبطأ على الطلبة.
طال انتظار الطلبة له ، ثم خرجوا في طلبه فلم يعرفوا له مستقراً.
ثم إنه عاد إليهم بعد أعوام، وصار لا ينطق إلا بالشعر الفارسي المتعلق الذي لا يفهم. فكان الطلبة يتبعونه ويكتبون ما يصدر عنه من ذلك الشعر، وألفوا منه كتاباً سموه المثنوي. وأهل تلك البلاد يعظمون ذلك الكتاب ويعتبرون كلامه، ويعلمونه ويقرأونه بزواياهم في ليالي الجمعات".
ولكن حقاً، وعلى غرار جلال الدين الرومي، هل يمكن لقطعة حلوى، أو شيكولاته او قطايف " على اعتبار ان شهر رمضان بات على الأبواب" أن تغير حياة الإنسان، فيغادر رتابة وروتين حياته و ما يرزح تحته من خصومات وقروض إلى أفق بعيد، في غياب قد يطول سنينا " لايعقبه الندم".
سمعنا مرات عن رجال غادروا منازلهم، لشراء حاجة من السوق، ربما دقيقاً أو أرزاً أو بعض خضراوات، ولم يعودوا، رجال هم كأغلبنا، يكدون ويعملون دون طائل، وبرواتب بالكاد تقيم اودهم، وانتقلوا بعدنا من حال إلى حال، ومن وحل إلى أوحال، وبقيت الزوجات والحكومات بانتظارهم سنيناً، علهم يعودون! " فللزوجات والحكومات والبنوك فحسب، الحق في تتبع الراغبين في الإفلات منهم" ولم يتضح إن كان بائع حلواء قد مر بهم وأطعمهم من حلواه قطعة اوقطعتين، أو أنهم لم يلتقوا بائع حلوى أبداً .
غير أن القلة ممن عادوا منهم، لم ينظموا الشعر كجلال الدين الرومي، ولم يكترثوا للتصوف والبلاغة، لكنهم بقوا في الغالب أسرى الصمت والشقاء والتحديق في الفراغ بأن "اللي جاي أحلى".. رغم أنف بائع الحلواء.
فلما أتى البائع مجلس التدريس قال له الشيخ: هات طبقك. فأخذ الحلواني قطعة منه وأعطاها للشيخ.. فأخذها الشيخ بيده، وأكلها.
وخرج الحلواني، ولم يطعم أحداً سوى الشيخ، فخرج الشيخ في اتباعه، وترك التدريس، فأبطأ على الطلبة.
طال انتظار الطلبة له ، ثم خرجوا في طلبه فلم يعرفوا له مستقراً.
ثم إنه عاد إليهم بعد أعوام، وصار لا ينطق إلا بالشعر الفارسي المتعلق الذي لا يفهم. فكان الطلبة يتبعونه ويكتبون ما يصدر عنه من ذلك الشعر، وألفوا منه كتاباً سموه المثنوي. وأهل تلك البلاد يعظمون ذلك الكتاب ويعتبرون كلامه، ويعلمونه ويقرأونه بزواياهم في ليالي الجمعات".
ولكن حقاً، وعلى غرار جلال الدين الرومي، هل يمكن لقطعة حلوى، أو شيكولاته او قطايف " على اعتبار ان شهر رمضان بات على الأبواب" أن تغير حياة الإنسان، فيغادر رتابة وروتين حياته و ما يرزح تحته من خصومات وقروض إلى أفق بعيد، في غياب قد يطول سنينا " لايعقبه الندم".
سمعنا مرات عن رجال غادروا منازلهم، لشراء حاجة من السوق، ربما دقيقاً أو أرزاً أو بعض خضراوات، ولم يعودوا، رجال هم كأغلبنا، يكدون ويعملون دون طائل، وبرواتب بالكاد تقيم اودهم، وانتقلوا بعدنا من حال إلى حال، ومن وحل إلى أوحال، وبقيت الزوجات والحكومات بانتظارهم سنيناً، علهم يعودون! " فللزوجات والحكومات والبنوك فحسب، الحق في تتبع الراغبين في الإفلات منهم" ولم يتضح إن كان بائع حلواء قد مر بهم وأطعمهم من حلواه قطعة اوقطعتين، أو أنهم لم يلتقوا بائع حلوى أبداً .
غير أن القلة ممن عادوا منهم، لم ينظموا الشعر كجلال الدين الرومي، ولم يكترثوا للتصوف والبلاغة، لكنهم بقوا في الغالب أسرى الصمت والشقاء والتحديق في الفراغ بأن "اللي جاي أحلى".. رغم أنف بائع الحلواء.