"إضاءات عن الواقع التربوي والتعليمي ومعالم في طريق إنقاذه "
تابعت على مدار أكثر من عام حراككم المبارك الذي توّج بإنتزاع الموافقة على نقابة المعلمين , وأنتم لا تزالون تناضلون في سبيل انتزاع المزيد من حقوق المعلمين التي هضمت طيلة عقود , فأضع بين يدي حضراتكم هذه الرسالة التي تلقي الضوء على كثير من الجوانب المتعلقة بالمسيرة التعليمية والتربوية آملا أن تحظى بعنايتكم ؛لإنّ واقعنا التعليمي والتربوي يمثّل هاجسا لكل مواطن حرّ شريف في هذا الوطن ويرتقي هذا الهاجس ليتحوّل إلى كابوس مرعب لمن أبتلاه الله ببعض الوعي , والحسّ بالمسؤولية تجاه الآخرين ؛ لذلك فإنني أودّ أن أقدّم إلىإليكم هذه الخطّة قياما بواجب النصيحة المفترضة شرعا, وتأدية لحقوق الإنسانية المفترضة عقلا على الإنسان تجاه بني الإنسان , وتلبية لنداء النفس ومشاعرها تجاه القوم والوطن , وخروجا من قوقعة الشكوى الممجوجة القائمة على الهمس واللمز دونما تفكير جدّي في الإصلاح , ومساهمة بما أستطيع في دعم محاولات الإصلاح التي تسير سير مثقلة في أرض موحلة , ومحاولة إشعال شمعة بدلا من الاكتفاء بلعن الظلام _ نعم لكلّ ذلك فإنني أصرّ على تقديم رؤيتي إلى إلى حضراتكم لعلّكم تجدون فيها ما يعينكم على على حمل هذه المسؤولية الجسيمة , والأمانة العظيمة في مجال يتعلق في صناعة العقول الإنسانية التي يؤمل أن تكون صالحة لنفع وطنها , وأمتها , والإنسانية جمعاء ... وأنوّه هنا بأنّ هذه الرسالة هي ملخصة من دراسة كنت قد قدمتها لأكثر من وزير من وزراء التربية في السنوات الماضية عبر القنوات الرسمية .
1. ظاهرة الأمية المقنعة .
إنّ أول مراحل علاج المعضلات الاجتماعية هو معرفتها , الاعتراف بها , وعدم إنكارها , وتأسيسا على ذلك فإنني أؤكد لحضراتكم إنّ مجتمعنا يعاني من أميّة مقنّعة بشهادات من فئة ( البكالوريوس , الماجستير , الدكتوراة ) , يظهر ذلك جليّا في التخصصات الإنسانية لسهولة اكتشاف المستوى العلمي والثقافي لأصحابها على المراقبين لهذه الشؤون , أمّا التخصصات العلمية فلا نستطيع أن نحكم عليها بدقّة وإن كانت مظاهرها تدلّ على أنّها لا تختلف عن التخصصات الإنسانية بشيء يذكر , وأكبر برهان على ذلك تواضع إنجازات أصحاب هذه التخصصات الإبداعية , وحتى العادية إنّ صحّ التعبير ألا ترى هذا الكم الهائل من المهندسين في وزارة الأشغال مثلا ثمّ نجد أنّ طرق المملكة تستنزف موارد الدولة بكثرة ما تحتاجه من صيانة وترميم لا تصمد إلاّ بضعة شهور ثمّ تعود لحالتها الأولى من تشقق , ومطبّات , فأصبحت مضرب مثل , وموضع تندر في سرعة خرابها الدالّ على عدم إتقانها , علاوة على عجز الوزارة عن القيام بفتح الطرق أو إعادة تأهيلها وترميمها فتلجأ للقطاع الخاصّ الذي يقوم بهذه الأمور بكلفة مضاعفة , وقل مثل ذلك في أمانة العاصمة والمهندسين الزراعيين في وزارة الزراعة فماذا قدموا لهذا القطاع الحيويّ الهامّ الذي أصبح مشلولا لا بل في عداد الأموات , وقلّ مثل ذلك في الأطباء الذين يقفون حائرين أمام انتشار أمراض مرعبة كالسرطان مثلا الذي ارتفعت نسبته في مجتمعنا بشكل يثير القلق ,فلم يقوموا بمحاولة ذات شأن لاكتشاف أسباب هذا المرض فيما نعلم , دعك من الأخطاء الطبية القاتلة المتكررة , ففي لواء الجيزة وحدها حصلت ثلاث وفيات خلال عام واحد لثلاث نساء في مقتبل أعمارهن , وصنّف قتلهن تحت بند { القضاء والقدر } , فلم يحاسب طبيب , ولم يعوّض يتيم أو أرمل , ألا يدلّ كلّ ذلك أنّنا نعاني من " ورم " في الشهادات يخفي أميّة قاتلة , فالعلم يعرف بثماره , ألم يقل السيّد المسيح : "من ثمارهم تعرفونهم " ؟؟
أكثرت من ضرب الأمثلة عن التخصصات العلمية التي تجتذب أوائل الطلبة ونجباءهم في الأعم الغالب , والتي يتطفل عليها غيرهم إذا يدرسونها في الخارج إذ يذهبون بمعدلات متدنية في (التوجيهي ) ويعودون إلينا أطباء ومهندسين ! إلاّ أنّ الجميع متقاربون في تحصيلهم بدليل ثمارهم الواقعية التي لا تسترها الشهادات (المبروزة ) والرطانة الأجنبية , أمّا التخصصات الإنسانية فهي مكشوفة ظاهرة بغياب الإبداع لدى أصحابها فنحن لا نزال نقتات على الإنتاج الفكري لمفكري النصف الأول من القرن العشرين وأواخر القرن التاسع عشر , يظهر ذلك جليا في الأدب والشعر , والفلسفة , والسياسة , وغيرها , يضاف إلى ذلك ما نترجمه بلغة سقيمة وفهم سقيم في علوم التربية , وعلم النفس , والاجتماع من إنتاج مفكري الغرب , ثمّ نحاول تطبيقه بدون تفكير أو تحليل .
إنني أعتقد أنّ العلوم الإنسانية أهمّ من العلوم الطبيعية البحتة_ إن جاز التعبير _ ؛ لأنّ العلوم الإنسانية تصنع الإنسان , والعلوم الطبيعية جاءت لخدمة الإنسان , فما لم يرتق الإنسان إلى مستوى الإنسانية التي تميزّه عن سائر البهائم فإنّ تلك العلوم لا تعدو أن تكون مجرد وسائل خدمات تقدّم لغير أهلها .
2. واقع الجامعات
كان لكلمة الجامعة وقعا مهيبا على النفوس في الماضي , وعندما كنّا طلابا في المدارس في ثمانيات القرن العشرين كنّا نسمع أنّ الجامعة تختلف عن المدرسة , فالمدرسون فيها علماء كبار , ولا يوجد مناهج مقررة كالمدرسة , وإنما يقوم الدكتور بإعطاء التلاميذ مفاتيح العلوم , ومناهج البحث , ويوسّع مداركهم بالأسئلة التي تحفّزهم للبحث والتنقيب , فيمضي الطالب فترة الدراسة الجامعية بين قاعات الدرس , وقاعات المكتبة , والتحاور مع الزملاء , ولا مكان فيها لكسل أو فراغ .... هذا ما كنّا نتخيله أو نسمع عنه , ويشطح بنا الخيال فنظنّ أننا سنمر بتجربة شبيهة بتجربة د. طه حسين !! وعندما وصلنا الجامعة اكتشفنا ما أكتشفه الأسد في الحمار ,فكثير من الأساتذة يمضون المحاضرات بالحديث عن أنفسهم وأمجادهم في دنيا الفكر والسياسة والفن مع أنهم يعلمون علم اليقين أنّهم سيغادرون هذه الحياة وهم لم يخلفوا فيها بصمة واحدة , وبعضهم جمّع نصوصا من كتب الآخرين , ونسّقها , وأصدر بها كتابا , وفرض على طلاب مادته شراءه , فأستبدل الطالب الكتاب المدرسي الموثّق الذي تؤلفه لجنة من المتخصصين , والذي يخضع للتعديل والتنقيح بناء على آراء أصحاب العلم والخبرة بكتاب جمع فيه ما هبّ ودبّ ّ!! ومنهم من ينسخ نصوصا من بعض الكتب ويمليها على الطلاب فتمضي محاضرته بقراءة ونسخ !! أمّا الذين يمثّلون شخصية المدرس الجامعي الحقيقي من أمثال الدكتور ناصر الدين الأسد فقلّة قليلة جدّا ؛ لذلك لا يستغرب أن يمضي الطالب عدّة سنوات في الجامعة وهو لا يعرف أين تقع مكتبتها , وقد يحصل على الشهادة الجامعية الأولى التي لا تقل عن أربعة وأربعين مساقا وهو لم يقدّم بحثا واحدا أو تقريرا موجزا !! أمّا معيار العلامة والتقدير فلا علاقة له غالبا بالتحصيل وإنما يخضع لاعتبارات أخرى لا علاقة لها بالجدّ والاجتهاد والدرس والتحصيل .
أرجو ألا يتوهم البعض أنّ هذه مجرد تجربة شخصية مرّ بها كاتب هذه السطور , فلا تمثّل ظاهرة عامّة ؛ وذلك أنني أبتليت بنفس شقيّة مشغوفة بالعلم منذ طفولتها , مشغولة بهموم الأمة قبل بلوغها ,فأنا أراقب ما يجري منذ أكثر من ثلث قرن من الزمان , استقصيت عن أحوال زملائي في الكليات والجامعات الأخرى , وبقيت على تواصل مع الطلبة الجامعيين حتى هذه اللحظة , وقد هالني أنّ الأمور تسير نحو الانحدار عاما بعد عام , أقارن بين مستوى الجامعات والمدارس في أوائل الثمانيات مع مستوى جامعاتنا ومدارسنا ونحن في بداية العقد الثاني من الألفية الثالثة فأصاب بالرعب والإحباط واليأس , فعلى الرغم من تدني المستوى في تلك الفترة فإنّه يعدّ تقدما قياسا مع ما يجري اليوم .
يخيّل لي إنّ التعليم المدرسي والجامعي قد أندفع بقوّة في بداياته ثم وقف في عقد الثمانيات وليته تراجع القهقرى ؛ لأنّ سير القهقرى يكون بطيئا , ولكنه لأمر ما استدار للخلف , وبدأ يجري جريا سريعا , ولو قدّر لحملة الشهادات الجامعية من خريجي عقد التسعينات وما بعده أن يتعرضوا لامتحان حقيقي فلا أظنّ أنّ نسبة الناجحين تتجاوز 25% إن لم تكن أقلّ .
3- واقع التعليم المدرسي المدارس " البادية الوسطى نموذجا "
تحدثت عن وضع التعليم الجامعي الذي هو في الأساس مبني على التعليم المدرسي , فما الذي يجري في مدارسنا ؟؟ لن أستطيع أن أعطي صورة عن التعليم في المملكة بشكل عام بشكل دقيق , ولكن سأقتصر على الحديث عن وضعه في البوادي والأرياف الأردنية , فهذه المدارس على الرغم من قدمها نسبيا ، وعلى الرغم من تعطش أبناء البادية للعلم والمعرفة ، وعلى الرغم مما يشتهر به أبناء البادية من ذكاء وفطنة وجودة أذهان _ فإنها لم تستطع أن تخرج طلبة يتحقق فيهم الحد الأدنى من الأهداف التي تعمل من أجلها وزارة التربية والتعليم الموقرة والتي نص عليها قانون التربية والتعليم، وفصلها في المادة التاسعة والمادة الحادية عشرة من الفصل الثالث من القانون المشار إليه.
وقد ثبت أن ما لا يقل عن 75 % من طلبة هذه المدارس دون المستوى المقبول ، وأن الذين يستطيعون منافسة أبناء المدارس الأخرى باقتدار لا يصلون إلى 10% في أحسن تقدير ... والمراقب لأداء هذه المدارس يلاحظ أمرا غريبا عجيبا يتمثل في سيرها باتجاه معاكس لما تسير عليه الحياة الطبيعية،فطلبة عقود السبعينات والثمانينات أفضل مستوى بكثير ممن جاء بعدهم،على الرغم من الأوضاع الكارثية التي كانت تعانيها المدارس سابقا من نقص في الأبنية والمعلمين ووسائل التعلم ... واستمرت الأمور بالانحدار المريع فما انتصف عقد التسعينات إلاّ وأصبحت هذه المدارس توصل الطالب إلى نهاية المرحلة الثانوية وهو لا يحسن القراءة والكتابة ... وسترا لهذا الواقع المتردي فقد أصبح الغش في امتحان الثانوية العامة ظاهرة عادية شجعه القائمون على العملية التعليمية ، وغضوا النظر عنه لأنهم يدركون جيدا المستوى المتدني الكارثي لأبناء هذه المدارس ، والذين إن أخضعوا لرقابة صحيحة فلن تتجاوز نسبة النجاح 10% في أحسن أحوالها ، وفي هذا ما فيه من فضح للواقع المأساوي أمام الملأ،وقد استمرأ الناس هذا الأمر جهلا بعواقبه الوخيمة حتى أصبح الغش مطلبا شعبيا.
لقد اتخذ السماح بالغش غطاء لستر هذا الواقع المأساوي،فأصبحت هذه المدارس تزج سنويا بآلاف الطلبة إلى الجامعات الحكومية بموجب وصفة (( الأقل حظا )) ... فكان الأمر الطبيعي أن يظهر في الجامعات تيار غوغائي تغني شهرته عن ذكره ، وأصبح الطالب يمضي ضعف المدة المقررة للحصول على درجة البكالوريوس ثم يعود أميا مخفيا أميته بشهادة جامعية.
والسؤال هنا هو ما هي الأسباب التي أدت لهذا الوضع الكارثي الذي لا يقبل به إنسان ؟ وكيف يقبل به أحد وهو مصيبة في كافة المقاييس التي يستخدمها عقلاء البشر ... فإنسان يسلخ من عمره ما لا يقل عن ( 16) عاما على مقاعد الدراسة, ويكلف الدولة ما لا يقل عن "عشرة آلاف " دينار , ويكلف أسرته مثلها, ثم يعود للحياة لا يمتاز عن الأميين بشيء إلا بما لا يفيده لا في دنيا ولا آخرة, لا بل يتميز عليه الأمي بما تعلمه من مدرسة الحياة.
4 _ أسباب الكارثة
1. ضعف الإدارات المدرسية:
لقد افتقرت النسبة العظمى من مدارس البوادي والأرياف إلى الإدارات التربوية القوية التي تملك القدرة على العطاء , والرغبة الصادقة فيه... وكانت العلاقة مع المركز هي الأساس الحقيقي الوحيد للوصول لتلك المناصب في أغلب الأحوال , وحوربت الكفاءات التربوية المخلصة المتفانية , وأستأثر غيرهم بالمكاسب وتقارير الممتاز .
وقد بلغ ببعضهم الأمر إلى درجة أنّه كان يقوم بتنفير الطلبة من الدراسة وطلب العلم, وإقناعهم بان مستقبلهم مضمون في الجيش وقوات البادية.... وإقناعهم بأن طلب العلم هو تضييع للأعمار فيما لا جدوى منه لمن ضمن مستقبلا من غير طريقه.
والعمل الوحيد الذي يحرص هؤلاء المديرون عليه هو الإنجازات الوهمية المدونة على الورق, ودائما يوصون بعضهم بعضا بهذه العبارة( إذا أردت أن تكون مديرا ناجحا "دوزن الورق ") أي احرص على تجهيز السجلات التي يحرص المفتشون على تفقدها..... وانسجاما مع هذا المسلك فقد عطلت مجالس الآباء والمعلمين , وسجلات مستويات الطلبة الحقيقية, وما إلى ذلك , وكل ما هو مدون على السجلات ما هو إلا إنجازات وهمية وحبر على ورق, ولا تمثل الحقيقة مطلقا بل هي عكس ذلك تماماً فتجد طالبا قد دونت له علامات بالتسعين وهو لا يحسن القراءة والكتابة أصلا.
وقد كان الالتزام بالدوام هو الاستثناء والأصل أن المدارس لا تعرف إلا الحصة الخامسة,أما التأخر عن الحصة الأولى والثانية فأقل من طبيعي.... وقد تجرأ أحد هؤلاء المديرين في ثمانينات القرن المنصرم إلى إغلاق مدرسته مدة خمسة عشرا يوما متواصلة فلم يسأل, ومن نوادر هذه المدرسة أنها تأسست عام 1971م ولم يصل إلى الجامعة من ذكورها إلا أقل من أصابع اليد الواحدة في مطلع القرن الحادي والعشرين!
2. واقع الهيئة التدريسية ويتلخص فيما يلي:
أ- نقص حاد في الهيئات التدريسية وقد يمتد هذا النقص فصلا , وقد يستمر عاما كاملا , وغالبا ما يكون هذا النقص في المباحث العلمية , واللغة الانجليزية, والرياضيات, ولذلك لا يستغرب أن يوجد طالب ينقطع عن دراسة بعض المواد عدة صفوف, فيصل إلى المراحل المتقدمة وهو منها صفر اليدين.
ب- كان في الماضي لا يرسل لمدارس البوادي إلا المعلمون الجدد, وزوائد المديريات الأخرى أمّا التخصصات النادرة , فما إن يكتسب المستجد خبرة أو يجد الزائد شاغرا إلا وينقل من هذه المدارس التي استخدمت حقلا للتجارب , ومستودعا للزيادات التي تنتظر شاغرا.
ج- لقد أصبحت مدارس البوادي المأوى والملاذ الآمن لضعاف المعلمين الذين اعتادوا الكسل والإهمال لبعدها عن أنظار المشرفين , وقد التف هذا الصنف على تلك الإدارات المشار إليها فرتعوا وسرحوا ومرحوا مستأثرين بالامتيازات والمكاسب.
د- محاربة الكفاءات التربوية المخلصة, والتضييق عليها حتى تصاب باليأس والإحباط وتنجرف مع هذا التيار الفاسد أو تظل منبوذة لا تحصل إلا على أدنى تقدير وتحاسب أشد الحساب على أدنى تقصير.
هـ - لم تكن تراعى العدالة في تحديد المراكز والأنصبة فتجد أن المعلمين المرضي عنهم يدللون في اختيار المركز الذي يرغبون فيه, ويصل الأمر إلى تغيير التخصص وفق الرغبة, على اعتبار أن هذه المدارس ما هي إلا مزارع خاصة لتنفيع الأحباب والأصحاب, أما مستقبل الأجيال والنهوض بالوطن وما إلى ذلك فما هي إلا شعارات ترفع لغاية الضحك على ذقن الوطن المظلوم المغلوب.
ز - تصفية الحسابات العشائرية والإقليمية مع الطلاب رواية تراجيدية تدمي القلب شهرتها تغني عن تتفاصيلها .
3. الإرشاد التربوي:
لا يخفى على الجميع ما للإرشاد التربوي من أهمية في نجاح العملية التربوية والتعليمية, إلا أن مدارس البوادي والأرياف لم تعرف المرشدين التربويين طيلة العقود الماضية , ثمّ بدأنا نسمع بوجودهم في المدارس الثانوية فقط إلاّ أنّه بكل أسف هو وجود خامل غير مؤثر , ولم يستطع أن يحدّ من الفوضى والشغب الذي أصبح يسود تلك المدارس , ويزداد يوما بعد يوم .
4- الأبنية المدرسية:
اغلب هذه المدارس تعاني من نقص حاد في الأبنية , والغرف الصفية , وغالبية المدارس دخلت القرن الحادي والعشرين وهي لا تزال فيها صفوف مجمعة يضاف إلى ذلك قدم الأبنية وسوء حالها ونقص في المكتبات وغرف المطالعة والكتب وعدم تفعيل ما هو موجود منها.
وقد كانت مخصصات أبنية هذه المدارس وصيانتها كل عام تذهب إلى مدارس عمان , ولا تعطى مدارس البوادي إلا الفتات الذي يمتن به الوجهاء المزيفون على المواطنين ,ومما ضاعف من حجم الكارثة هو التوسع في استحداث المدارس في الأحياء الصغيرة فلا تجد في الصف إلا طالب أو طالبين في صفوف مجمعة ويتم ذلك إرضاء لوجيه زائف يطمح لأن يكون حارساً للمدرسة أو لتعيين ابنته على حساب التعليم الإضافي فيها.
4. الأثاث المدرسي:
لم يعرف طالب البادية إلى عهد قريب إلا الدرج المكسر والألواح المحفّرة, ويعاني المدرسون من عدم وجود طاولات ومقاعد, أما المقاعد المريحة والألواح المصقولة ووسائل التعليم الحديثة والتدفئة في الشتاء القارص والتبريد في الحر القاتل....فهذه من موعودات الدار الآخرة لمن فاز بالجنة.
5. أما المختبرات وأدواتها والمكتبات والكتب القيمة فلا وجود لها ولا تستغرب إن التقيت برجال تخرجوا من هذه المدارس, وحصلوا على شهادات جامعية وهم لم يشاهدوا أداة قط من أدوات المختبرات والبحث العلمي.
6. الدور الرقابي للمديريات :
وماذا عسانا نتحدث عن هذا الدور , واختصارا نلخصه بالنقاط التالية :
أ- الإشراف التربوي الذي يمثل العمود الفقري للمسيرة التربوية والتعليمية , فقد كانت مدارس البوادي مهملة إهمالا مريعا في هذا الجانب, فبعض المعلمين يمضي خمسة أعوام في الخدمة ولم يحظى بزيارة واحدة, وعلى ندرة المشرفين فإنها كانت زيارات شكلية إذ كان أغلبهم على علاقات وطيدة مع مديري المدارس المشار إليهم آنفا, فتسجل زيارات وهمية وحفلة إفطار أو غداء وتنتهي الزيارة الميمونة بتقرير يسر الناظرين, وكم كان المخلصون يتمنون أن تشكل لجنة من التربويين المخلصين النزهاء لتقيس مستوى طلبة تلك المدارس التي يحصل معلموها على أفضل التقارير من قبل أولئك المشرفين, ولو تم ذلك لانكشف المستور , وقديما قال المسيح عليه السلام ( بثمارهم تعرفونهم) .
ب- غياب التخطيط:
إذ بقيت مدارس البوادي عبر العقود السابقة تفتقر إلى المسارات المتنوعة من التخطيط, وغالبيتها تتجه للفرع الأدبي لعدم وجود الفروع الأخرى, وزاد الأمر سوءا التوسع في استحداث المدارس الصغيرة, ففي لواء الجيزة على سبيل المثال لم يكن يوجد إلا فرع علمي واحدا طيلة العقود الماضية ولم تستحدث فروع علمية إلاّ بعد نشاء مديرية تربية البادية الوسطى , إذ قامت باستحداث أربعة فروع علمية جديدة. أما فروع التعليم المهني فغير موجودة إلا فرع للتعليم الفندقي في مدرسة الجيزة الثانوية , واستحداثه يدل على سوء التخطيط , لعزوف أبناء البادية عن هذا التخصص , ولكون المنطقة منطقة صناعية فيها ما لا يقل عن مائة وسبعين مصنعا.
ج-التفتيش الإداري :
قلما كانت مدارس البوادي تحظى من مديري التربية ومساعديهم وسائر المعنيين بهذه الشؤون وإن تمت الزيارة فلمدة وجيزة ولسؤال عن أمور شكلية لا تمس جوهر العملية التربوية من قريب أو بعيد.
6_ جوهر الخطة الإصلاحية
سبق وإن أشرنا إلى تدني مستوى التعليم في مدارس البوادي والأرياف بشكل فضيع مريع, وأشرنا إلى بعض أسباب ذلك , وهذا الواقع موجود أيضا في غالبية مدارس المملكة والتي تصنّف تحت عنوان " المدارس الأقلّ حظّا " , والسؤال الجوهري هو كيف نعالج هذا الخلل وبماذا نعالجه؟؟
إنني أعتقد أن المعضلة في جميع مؤسساتنا تتمثل في عدم تطبيق القوانين والأنظمة بشكل صحيح , فالدولة الأردنية تملك منظومة من القوانين والأنظمة التي لو أحسن تطبيقها لرفعت هذا الوطن إلى مستوى البلدان المتقدمة , ولأصبح نموذجا يحتذى لسائر دول الإقليم , ولذلك فإن كل ما يلزمنا هو تفعيل القوانين والأنظمة والتعليمات التي وضعتها الوزارة بشكل صحيح, وبطريقة مثلى لا تغفل روح هذه التشريعات , ولا تجردها من معقولها.... وأعتقد أن إحسان تطبيق هذه التشريعات كفيل بتحقيق ما نصبوا إليه من الارتفاع بمستوى التعليم في جميع مدارس المملكة .
وإذا عدنا إلى قانون وزارة التربية والتعليم فإننا نجد فيه ما يملأ النفس إعجابا , كالذي جاء في الفصل الثاني حول فلسفة التربية وأهدافها , وما جاء في الفصل الثالث وخاصة ما جاء في "المادة التاسعة " , "والمادة الحادية عشرة", فلو وجدت النصوص من يفعلها بطريقة صحيحة لخرجت جيلاً من المثقفين الذين يصلحون لأن يكونوا قدوة للإنسانية.
وإذا نظرنا إلى واجبات ومهام مديري المدارس فإننا نجد ما يثير الإعجاب , ولو أحسن كل مدير القيام بهذه الواجبات مع مراعاة تحقيق ما جاء في المواد المشار إليها آنفا من قانون الوزارة لأصبحت المدارس منارات للعلم النافع والخلق الرفيع.... وإذا نظرنا إلى مجالات عمل الإشراف التربوي فإننا نجد أمور مذهلة لو أحسن تطبيقها لصنعت المعجزات.
إنني أعتقد أن الخطة الإصلاحية الصحيحة المثمرة لن تكون إلا بتفعيل التشريعات الرائعة وأمثالها بشكل صحيح .. وبما أن التشريع ما هو إلا مادة صماء لن يستفاد منها إلا بوجود الإنسان المقتنع بصحتها وصلاحيتها فلا بد من إعداد هذا الإنسان إعدادا خاصاً.
وإننا نعتقد أنّ هذا الركام الهائل من سنوات الإهمال , وتلك النظرة المتوارثة إلى القوانين والأنظمة والتعليمات التي لا ترى فيها إلا أنها جزء من الديكور , ولا يعاد إليها إلا عند محاولة الاحتيال عليها , واتخاذها وسيلة لتسريب الفساد أو منع الإصلاح – إننا نعتقد أننا بحاجة إلى خطة لتغيير هذه النظرة , ولذلك فإنني أقترح ما يلي:_
1. تشكيل لجنة من التربويين الأكفياء ممن يتوفر فيهم الرغبة الصادقة بالعطاء والقدرة التامة عليه للقيام بما يلي :
أ- تدارس هذه القوانين , والأنظمة , والتعليمات , وانتقاء ما يلزم منها ويكون له مساس مباشر بالعملية التربوية والتعليمية , وطبعها في كتيّب أو مطوية وتوزيعها على جميع الموظفين في المركز والميدان
ب- القيام بتدريس المعلمين, والمديرين والمشرفين, هذه القوانين والأنظمة والتعليمات, وتوعيتهم عليها, وإلزامهم بحفظها وتمثلها وتطبيقها , ومراعاة ما تحقق من أهداف خاصة تلك الأهداف التي جاءت بالفقرة (ب) من المادة(9) وما جاء في الفقرة (ب) من المادة (11) من الفصل الثالث من قانون وزارة التربية والتعليم .
2. إعادة النظر في المناهج التي مسخت في العقدين الماضيين , وأن تعود المناهج لسابق عهدها للتتناسب مع فلسفة وزارة التربية وما جاء في المواد المشار إليها آنفا من قانون الوزارة .
3. تركيز الزيارات الإشرافية والإدارية على معرفة مدى التطبيق الفعلي لهذه التشريعات ( القوانين الأنظمة ، التعليمات ) على أرض الواقع .
4. عمل لجان لتحديد مستوى الطلبة في المراحل المختلفة لمعرفة ماذا تحقق من أهداف كل المرحلة
5. التمترس وراء القوانين والأنظمة في مواجهة الضغوطات التي يمارسها كبار الشخصيات, وشرح القوانين لهم, وإفهامهم بان الذي لا يحترم تشريعات الأردن وقوانينه وأنظمته لا يعد صادقا في انتماءه, فالانتماء والولاء لا يكون إلا بالالتزام بالقانون , وأما التحايل عليه أو عدم احترامه ما هو إلا إهانة لمجلس الأمة , ومجلس الوزراء , وجلالة الملك.
6. تفعيل أقسام الإعلام في مديريات التربية المختلفة , وإسناد رئاستها للأكفياء , ورفدها بكفاءات ذات قدرات على التواصل مع المجتمع المحلي لتوعيته ليكون عونا للوزارة , والمديريات , والمدارس .
7. أن يشاهد الناس أن المقصر يعاقب , والمحسن يكافأ , وأن يرتفع منار العدل في هذا المجال, فما وصلت الحال إلى ما وصلت إليه إلا عندما انقلبت الموازين , وأصبح المقصر مقربا , والمحسن محاربا ؛ لذلك يجب إعادة النظر في التقارير السنوية فهي من المضللات عن الحقيقة المكرسّات للظلم .
8. أن يتم انتقاء الإدارات المدرسية بعناية شديدة , وأن ترجح الكفاءة على الشكليات والكفاءة تعرف بثمارها , فالتربوي المقتدر المخلص يظهر أثره في تلاميذه... أما الشهادات , وعدد السنوات فما هي إلا مضللات عن الحقيقة , هذا وقد كان التوجه عند معالي الدكتور خالد الكركي لإعادة النظر في أسس انتقاء مديري المدارس , تلك الأسس التي كانت تركّز على شكليات وحرمت كثيرا من الكفاءات التربوية من الوصول للمواقع القيادية , فكان ذلك من أهمّ عوامل الخلل والتراجع في المسيرة التعليمية والتربوية , ومن المرجّح أنّ ذلك التوجّه طار مع ترك ذلك الوزير للوزارة .
9. إعطاء الإرشاد التربوي والصحّة النفسية الاهتمام اللائق به , فلا يعقل أن تدخل مدارسنا العقد الثاني من الألفية الثالثة وأغلبها لم يدخلها مرشد تربوي قط ثمّ نقف حائرين أمام الظواهر المزعجة لا بل المرعبة في سلوكيات الطلبة ملقين بمسؤولية تلك الانحرافات الخطيرة ذات اليمين وذات الشمال ؛ لذلك يجب أن تتجه خطّة الوزارة لتوفير مرشد تربوي لكلّ مائة طالب على الأكثر ويجب أن يؤهل المرشد التربوي بكلّ ما يلزمه لأداء مهمته , وكذلك يجب تفعيل أقسام الإرشاد التربوي في مديريات التربية , وإسناد رئاستها للأكفياء , وعمل دورات تدريبية للمرشدين .
10. أن يؤهل مديري المدارس , ومساعديهم , والمرشدين التربويين للتعامل مع المجتمع المحلي لتوعية الناس على رسالة الوزارة والمدرسة , وفلسفة التربية وأهدافها , وتنبيههم للمسلكيات غير الصحيحة الضارة بالمسيرة التربوية والتعليمية مثل التوسع في استحداث المدارس الصغيرة والضغط في التعيين الإضافي على حساب مصلحة الطلبة , وتوعيتهم على أهمية العلم والثقافة , وأن يتم ذلك بتعاون مع الحكام الإداريين لما للحاكم الإداري من هيبة في النفوس ونفوذ كلمة على وجهاء المجتمع وقياداته , واؤكد هنا بضرورة أن يقوم الحكام الإداريين بممارسة ونفوذهم وهيبتهم ورغبة الوجهاء بنيل رضاهم للقيام بهذا الدور .
11. تحسين الأوضاع المادية لموظفي التربية ليتمكنوا من التفرغ لهذه المهمة الجسيمة التي يترتب عليها نهوض المجتمع أو سقوطه ودماره .
12. توجيه جميع الموظفين سواء كانوا من موظفي المركز أو الميدان إلى طلب العلم النافع , وتزويد المكتبات المدرسية بالكتب القيمة , ولا بأس من توجيههم إلى دراسة كتب معينة , وأن يطلب منهم تقديم ملخص لكتاب شهريا, كما يطلب من الجميع كتابة ملاحظات على المناهج ورسالة المعلم.
13. عمل ندوات فكرية شهرية للمعلمين يدعى للمحاضرة فيها كبار المفكرين والعلماء .
14. أن تقوم الوزارة بتوفير ما تحتاجه المديريات من أمور لا بد منها , وتشكل عائقا أمام تنفيذ خططها الإصلاحية.
15. تفعيل قسم الإشراف التربوي , فهذا القسم هو العمود الفقري في تنفيذ الخطة الإصلاحية وهو بحاجة إلى جهود جبّارة , ومتابعة حثيثة ليقوم بدوره على أكمل وجه.
16. يجب أن يراعى عند تحديد مراكز المعلمين ألاّ يكونوا في مدارس قراهم لسببين أولهما : " أنّه لا كرامة لنبي في وطنه " وهذه حقيقة , وثانيهما : لأنّ علاقات المعلم الاجتماعية غالبا ما تنعكس على تعامله مع الطلاب .
17. ضرورة تأمين المواصلات للمعلمين في مناطق الريف والبادية , والتنسيق مع الحكام الإداريين لإجبار الحافلات العمومية ( الباصات ) على التقيّد بأوقات الدوام , فمن المعيب أن يتحكم سائق باص مستهتر بوقت الدوام الرسمي للمؤسسات العلمية والتعليمية .
18. إعادة الاعتبار إلى موظفي الميدان فيجب أن يعامل من قبل جميع موظفي المركز بما يليق به من احترام وتقدير, وأن نتخلص من عقدة الإدارة في مؤسساتنا المتمثلة في تعالي موظف المركز على موظف الميدان مما يولد في النفوس الحقد والإحباط والتراجع في العطاء؛ لإنّ غالبية البشر الأسوياء لا يتفجر عطاؤهم إلا بالتقدير والاحترام والمعاملة اللائقة , وان عوملوا بعكس ذلك انكمشوا , ونقموا وتراجع عطاؤهم , وقلة من البشر لئيمة بطبعها إن أكرمت استهترت فهذه تنزل منازلها وتعامل بما يصلحها.... إننا نتابع بقلق شديد تنامي ظاهرة الاستهانة بالمعلم وتدني مكانته , وما يقابلها من ردّة فعل تدفع بالشباب للبحث عن وظائف أخرى زهدا في هذه المهنة المقدّسة , والمؤسف أنّ الذين يحللون هذه الظاهرة , ويكتبون عنها يحاولون اختزالها وإعادتها إلى سبب واحد ألا وهو تدني مستوى الراتب , ويتجاهلون الجوانب المعنوية التي هي السبب الفعلي لهذه الظاهرة , فالمعلم الذي يسلخ من عمره عشرين عاما في التعليم جنديا مجهولا لا يرى فيه الناس أهلا لأنّ يخاطب مؤسسته { المديرية أو الوزارة } لحلّ مشكلة لهم مهما كانت بسيطة , لا بل لا يرى فيه أبناؤه وزوجته مثل تلك الأهلية , لا بل أنّ أكثرهم لا يتجرأ أن يطلب من المركز شيئا إلاّ بوسيط أو شفيع !!
إنّ حلّ مشكلة العزوف عن التعليم لن تكون فقط بتحسين الرواتب , وإنما تكون بتوفير ما أمكن توفيره لموظف الميدان مما يحتاجه في مهمته, ويمكنه من أداء رسالته, ومساعدته ما أمكن ليستطيع أن يتقدم ويقدم ... وأن يشعر بالرعاية والعناية والاهتمام, وأن يحس بأنه ينتمي إلى مؤسسة تغنيه عن الأهل والعشيرة , تشاركه أفراحه وأتراحه وتقف معه في السراء والضراء ,وأن يدرك بأن مقياس مكانته وتكريمه إنما هو بإخلاصه في عمله وتفانيه فيه وإنجازه لواجباته....
19. إعادة النظر في علاوة المناطق النائية التي تمثّل ظلما صارخا في بعض المناطق كلواء الجيزة مثلا , إذ تجد أنّها تعطى لمن يسكن في مأدبا مثلا ويدرّس في أمّ الرصاص , ويحرم منها الذي يسكن في قرية عليان من قضاء أمّ الرصاص ويدرس في حمام الشموط مثلا , فالأول رحلته اليومية مؤمنة في المواصلات العمومية , والمسافة التي يقطعها لا تتجاوز ستين كلم ذهابا وإيابا والثاني يقطع ضعف هذه المسافة أو أكثر , وقد يضطر لاستخدام سيارته الخاصّة ثمّ يحرم من تلك العلاوة .
20. إعادة النظر في أنصبة المعلمين , ومراعاة العدالة في توزيعها .
هذه أهم المقترحات في الخطة الإصلاحية التي تقوم في جوهرها على تطبيق التشريعات المختصة في هذا المجال الحيوي الذي إن نجح نجحت مسيرة الوطن كاملة , وإن حصل خلل – لا سمح الله – فإنه ينعكس على جميع مناحي الحياة , لأن وزارتكم الموقرة هي المسؤولة عن صناعة المواطن الصالح .
وإنني على ثقة بأن حضراتكم وسائر المعنيين بهذه الشؤون لقادرون على إنقاذ هذا القطاع الذي وصل إلى حال ينبيء بأمور مرعبة على رأسها العنف المجتمعي الرهيب الذي يأتي ضعف المستوى التعليمي والتربوي من أهمّ أسبابه والله أسأل أن يحفظكم ,ويوفقكم لما فيه نفع هذا الوطن وأهله.
الاثنين، 06 شباط، 2012م
فلاح أديهم المسلَم بني صخر .