اليمن وتاريخه العظيم وعرش بلقيس!

اليمن وتاريخه العظيم وعرش بلقيس!
أخبار البلد -   أخبار البلد-
 
المفترض أن يُدرَّس هذا لأبنائنا وأحفادنا، وهو بالطبع لم يدرَّس لنا، على أساس أنّ المناهج الدراسية التي كانت قد دُرِّست لنا لم يعرف الذين قد تولّوا هذا الأمر شيئاً فعلياً عن هذا البلد وتاريخه العظيم... وأذكر أنّ المعلم الوحيد في المدرسة الابتدائية، التي كانت هي المدرسة الوحيدة، كان يقف أمامنا وهو يهزُّ «خيزرانته» أمام عيوننا ووجوهنا، ويقول: «لقد قرْوشونا باليمن... شو يعني اليمن... شو فيها اليمن...». والقصد هنا بالطبع هو الجنوب!
وذلك في حين أنّ «عرش بلْقيس معبد أوام» وحده كان كافياً ليؤكد أن اليمن كان يمثل حضارة عظيمة بالفعل وأن هذه الحضارة كانت حضارة عربية في كل الأحوال، وأنّ اليمن كان ولا يزال، وهو سيبقى هو، اليمن السعيد... وهو الأمن، وهذا الشعب العظيم، الذي كان ولا يزال عنوان الحضارة العربية.
والمطلوب فعلاً أن يُعْطى تاريخ هذا البلد العظيم حقه، لأنّ هذا التاريخ هو تاريخ العرب كلهم... ومن يقول غير هذا فإنه لا يعرف حقائق الأمور... وذلك مع التقدير والاحترام للتاريخ العربي، إنْ في العراق وإن في سوريا وإن في فلسطين... وإن في مصر... وإن في المغرب العربي كله.
وهنا، فإن الشكر كل الشكر والتقدير للدكتور عبد الله التام، المعيد في قسم الآثار بجامعة إقليم سبأ في «مأرب» الذي أكد أن «عرش بلقيس» قد كان رمزا للسلطة الدينية وأيضاً للسلطة السياسية، وأنه قد كان والمفترض أنه سيبقى مزاراً عربياً تاريخياً... وأن تتعرف عليه أجيالنا الصاعدة.
والمشكلة هنا أنّ هذا كله لم تعرفه هذه الأجيال العربية الصاعدة... وأن أبناءنا وأحفادنا لا يعرفون... وهم لا يعرفون أن تاريخهم قد بدأ في هذا البلد العظيم... وأنه على الجامعات العربية أن تأخذ هذه المسألة بعين الاعتبار، وذلك لأن هذا التاريخ العظيم هو التاريخ الحقيقي والفعلي للعرب كلهم... من المحيط إلى الخليج كما يقال.
والمحزن فعلاً في هذا المجال هو أن هذا التاريخ قد أصبح منسياً وأنّ الأجيال الصاعدة لا تعرف عنه شيئا، وهذا مع أنه لا تزال هناك مواسم زيارات بالنسبة للذين لا تزال أفئدتهم تهوى منبت الأجداد وأجداد الأجداد!
وهنا وحتى لا نغمط اليمنيين حقوقهم، فإن هذا الشعب اليمني حتى أجياله الصاعدة لا تزال قلوب أبنائه متعلقة بالمنابت، وبحسب ما جاء في بعض المدوّنات والصحف والمجلات العربية، فإن هناك مواسم يمنية للعودة إلى الأصول... وهذه مسألةٌ في غاية الأهمية، ولم يستطع الذين قد استعمروا الجنوب اليمني أن ينتزعوا هذا الوجدان من قلوب اليمنيين... أبناء الجنوب وأبناء الشمال على حدٍ سواء.
أنا أعرف أن هناك مؤسسات ومطبوعات عربية تولي هذا الأمر أهمية حقيقية، وأنه رغم كل هذه الانشغالات المستجدة... ورغم أنّ العرب باتوا ينشغلون بأمور كثيرة، فإن الوجدان العربي بصورة عامة لا يزال يعطي هذه المسألة أهمية خاصة وفعلية.
وحقيقة، وحتى لا نغمط كثيرين حقوقهم، فإنه لا بد من التأكيد على أن هناك اهتماماً فعلياً بهذه المسألة المهمة جداً، وأن لجنة التراث العالمي في اجتماع استثنائي في باريس برئاسة المملكة العربية السعودية قد وضعت: «آثار مملكة سبأ» وخاصة في مأرب، على قائمة المواقع المعرضة للأخطار... أولا: نظراً لما تتعرض له هذه البلاد وما كانت قد تعرضت له في فترات سابقة من هزات وزعزعات كثيرة... جعلت الانشغالات تتجه إلى قضايا أخرى كثيرة ومتعددة.
وهكذا، فإنه لا تجوز «المزايدة» على الأشقاء اليمنيين الذين يقول وجدانهم الوطني: «لا بد من صنعاء وإن طال السفر»، والمؤكد أنّ هذه الحقيقة يعرفها العرب كلهم، ويعرفون أنّ وجدان اليمنيين بصورة عامة لا يزال في اليمن الذي يريدونه موحداً وسعيداً، وحقيقةً، هذه مسألة لا خلاف عليها... وإن أبناء الشعب اليمني يلتقون دائماً وأبداً عند هذه الحقيقة التاريخية.
والمؤكد أنّ أبناء الشعب اليمني، أبناء الجنوب وأبناء الشمال، يلتقون دائماً عند التزام وطني واحد، عنوانه: «لا بد من صنعاء وإن طال السفر». وحقيقةً، فإنه قد أصبح هناك اهتمام معروف وملموس من قبل أبناء الشعب اليمني أولاً بوحدة اليمن كله، الجنوب والشمال وعلى حد سواء، وهناك تأكيد، لا مزايدة عليه، على أنّ التراث اليمني قد أصبح موضع اهتمام ومتابعة من قبل اليمنيين كلهم ومن قبل هيئات دولية كثيرة. وقد أكد وزير الإعلام اليمني النشط والمتابع أنه قد جرت دعوة مجموعة من الخبراء لدراسة وضعية المواقع الأثرية اليمنية، والحفاظ عليها، وذلك لأنها تراثٌ عالمي في غاية الأهمية.
ولذلك؛ فإن ما يعزز هذا كله أنه قد بات هناك اهتمام، من قبل الشعب اليمني كله ومن قبل كل المسؤولين اليمنيين، وأيضاً من قبل هيئات كثيرة في هذا البلد، بتاريخه الذي أصبح تاريخاً حضارياً كونياً؛ ولذلك فإنه بالفعل قد أصبح هناك اهتمام فعلي بهذا التراث العظيم في العالم بأسره... وفي أربع رياح الكرة الأرضية.
 
 


شريط الأخبار مجددا.. خلل تقني يتسبب بتعطل مواقع عالمية على الإنترنت فريق المبيعات في دائرة تطوير الأعمال في المجموعة العربية الأردنية للتأمين يحقق التارجت السنوي كاملاً والشركة تحتفي بإنجازهم عشرات الآلاف يُؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى 3 وفيات وإصابة إثر تسرّب غاز في عمان الجيش: القبض على شخصين حاولا التسلل من الواجهة الشمالية عبيدات: تقليم أشجار الزيتون يلعب دورا كبيرا في تحسين الإنتاج شهيد باقتحام الاحتلال بلدة أودلا جنوبي نابلس الجيش يحبط تهريب مخدرات بواسطة "درون" على الواجهة الغربية الملك يشارك في قمة أردنية أوروبية بعمّان في كانون الثاني 2026 الاتحاد الأردني لشركات التأمين يختتم أعمال البرنامج التدريبي الأخير ضمن خطته التدريبية لعام 2025 "إدارة الأزمات" تحذر من مخاطر عدم الاستقرار الجوي خلال الـ48 ساعة القادمة "النقل البري": إلزام سائقي التطبيقات الذكية بالضمان الاجتماعي قيد الدراسة (43 %) من متقاعدي الضمان تقل رواتبهم عن 300 دينار استقالة عكروش من رئاسة الجامعة الأمريكية في مأدبا غوغل تكشف أبرز مواضيع بحث الأردنيين في 2025 استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد مراسم الاستقبال الرسمي لبوتين أمام القصر الرئاسي في نيودلهي (فيديو) حفل سحب قرعة كأس العالم 2026 اليوم أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غداً وفيات الأردن اليوم الجمعة 5/12/2025