الفزعة التي جرت لمساندة الشابة «ربى طوابيني» بعد منشورها على «الفيس بوك» بشأن حالة والدها «الشريك» بسيخ الشاورما في مطعم بأحد مطاعم سحاب ومناشدتها دعمه بشراء الشاورما، ظاهرة تستحق الدراسة والتقييم من قبل أصحاب الاختصاص في العلوم الاجتماعية.
سلوك الفزعة والنخوة والكرم كلها صفات ليست بغريبة عن مجتمعنا الأردني ومن صلب موروثنا القيمي والتاريخي، إلا أن مساحات هذه القيم في حياتنا المعاصرة تقلصت بدرجة ملفتة وحلت وعلى النقيض منها مسلكيات كالأنانية والجشع والنصب والاحتيال ولربما يكون هذا التراجع القيمي ناتجاً عن طبيعة التحولات التي جرت داخل المجتمع وتحديداً في الجانب الاقتصادي منه والتي تركت بصمات واضحة على الكثير من القيم مثل الكرم والتكافل الاجتماعي، ومن هنا جاءت فكرة مقالي في محاولة لتسليط الضوء على ظاهرة الفزعة لهذه الفتاة وللمطعم في الوقت الذي تج?هل فيه المجتمع بشكل ملفت لحالة الشابة النابغة ذكى الحراحشة والتي حصلت على معدل 99% في الثانوية العامة وكانت الأولى على محافظة عجلون، رغم ظروفها المعيشية الصعبة للغاية.
النتيجة الأهم التي يمكن تلمسها في ظاهرة «سيخ الشاورما» هي التأثير الكبير للغاية لوسائل التواصل الاجتماعي، فالفتاة ربى طوابيني استخدمت «الفيس بوك» وكتبت نصاً دغدغ عواطف الناس وخلق تعاطفاً مباشراً معها ومع حالة والدها، فيما الشابة ذكى الحراحشة لم تلجأ لهذه الوسيلة، ولذلك كان التفاعل مع تفوقها محدوداً.
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام هل ما يحركنا بسبب وسائل التواصل الاجتماعي هو سلوك ناتج عن وعي أم هو رد فعل طارئ وآني؟ يجيب على هذا السؤال الاستاذ الدكتور حسين محادين عميد كلية العلوم الاجتماعية – جامعة مؤتة ويقول (ما جرى من تفاعل مع قصة مطعم سحاب هو سلوك جمعي، لحظي، صعب التنبؤ في مآلاته أو مستقبله، ولذلك لا يندرج تحت باب التكافل الاجتماعي الذي هو عمل مؤسسي واضح ومحدد الأهداف).
أما الباحث الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي فيرجع درجة التعاطف الكبيرة مع قضية المطعم لكون رسالة الفتاة والتي وصلت لجمهور واسع من الناس بسبب نشرها على «الفيس بوك» قد استعطفتهم وحركت فيهم قضية حساسة يلمسها أغلب الناس ألا وهي الحاجة المادية والعوز ولقمة العيش وهي مسائل باتت أساسية وذات أثر حساس في حياة الناس بعد زيادة الضغوط المعيشية والغلاء بصورة عامة.
ويعتقد الدكتور الخزاعي أن الفتور في التعاطي مع ظاهرة التفوق الذي أحرزته الشابة ذكى الحراحشة رغم عيشها في خيمة وفي ظروف صعبة يعود إلى أن الحاجة للتعليم وتحديداً الجامعي منه في ظل نسب البطالة المرتفعة لحملة الشهادات الجامعية من الجنسين لم تعد أولوية قصوى أو حاجة ماسة).
حالة «سيخ الشاورما» أكدت أن الناس ما زالت تملك مخزوناً كبيراً من الخير ولكنه عشوائي وموسمي والأهم أنه بحاجة إلى أداة محركة فاعلة وقوية وهذه الأداة هي «السوشيل ميديا» التي أصبحت تتحكم في سلوكنا وطريقة تفكيرنا وتسلبنا الوعي والتحكم بعقولنا.
سلوك الفزعة والنخوة والكرم كلها صفات ليست بغريبة عن مجتمعنا الأردني ومن صلب موروثنا القيمي والتاريخي، إلا أن مساحات هذه القيم في حياتنا المعاصرة تقلصت بدرجة ملفتة وحلت وعلى النقيض منها مسلكيات كالأنانية والجشع والنصب والاحتيال ولربما يكون هذا التراجع القيمي ناتجاً عن طبيعة التحولات التي جرت داخل المجتمع وتحديداً في الجانب الاقتصادي منه والتي تركت بصمات واضحة على الكثير من القيم مثل الكرم والتكافل الاجتماعي، ومن هنا جاءت فكرة مقالي في محاولة لتسليط الضوء على ظاهرة الفزعة لهذه الفتاة وللمطعم في الوقت الذي تج?هل فيه المجتمع بشكل ملفت لحالة الشابة النابغة ذكى الحراحشة والتي حصلت على معدل 99% في الثانوية العامة وكانت الأولى على محافظة عجلون، رغم ظروفها المعيشية الصعبة للغاية.
النتيجة الأهم التي يمكن تلمسها في ظاهرة «سيخ الشاورما» هي التأثير الكبير للغاية لوسائل التواصل الاجتماعي، فالفتاة ربى طوابيني استخدمت «الفيس بوك» وكتبت نصاً دغدغ عواطف الناس وخلق تعاطفاً مباشراً معها ومع حالة والدها، فيما الشابة ذكى الحراحشة لم تلجأ لهذه الوسيلة، ولذلك كان التفاعل مع تفوقها محدوداً.
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام هل ما يحركنا بسبب وسائل التواصل الاجتماعي هو سلوك ناتج عن وعي أم هو رد فعل طارئ وآني؟ يجيب على هذا السؤال الاستاذ الدكتور حسين محادين عميد كلية العلوم الاجتماعية – جامعة مؤتة ويقول (ما جرى من تفاعل مع قصة مطعم سحاب هو سلوك جمعي، لحظي، صعب التنبؤ في مآلاته أو مستقبله، ولذلك لا يندرج تحت باب التكافل الاجتماعي الذي هو عمل مؤسسي واضح ومحدد الأهداف).
أما الباحث الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي فيرجع درجة التعاطف الكبيرة مع قضية المطعم لكون رسالة الفتاة والتي وصلت لجمهور واسع من الناس بسبب نشرها على «الفيس بوك» قد استعطفتهم وحركت فيهم قضية حساسة يلمسها أغلب الناس ألا وهي الحاجة المادية والعوز ولقمة العيش وهي مسائل باتت أساسية وذات أثر حساس في حياة الناس بعد زيادة الضغوط المعيشية والغلاء بصورة عامة.
ويعتقد الدكتور الخزاعي أن الفتور في التعاطي مع ظاهرة التفوق الذي أحرزته الشابة ذكى الحراحشة رغم عيشها في خيمة وفي ظروف صعبة يعود إلى أن الحاجة للتعليم وتحديداً الجامعي منه في ظل نسب البطالة المرتفعة لحملة الشهادات الجامعية من الجنسين لم تعد أولوية قصوى أو حاجة ماسة).
حالة «سيخ الشاورما» أكدت أن الناس ما زالت تملك مخزوناً كبيراً من الخير ولكنه عشوائي وموسمي والأهم أنه بحاجة إلى أداة محركة فاعلة وقوية وهذه الأداة هي «السوشيل ميديا» التي أصبحت تتحكم في سلوكنا وطريقة تفكيرنا وتسلبنا الوعي والتحكم بعقولنا.