ونحن على أبواب العطلة الصيفية لطلبة المدارس والجامعات، فهل لدى وزارة الشباب خطة جديدة ، غير تقليدية للتعامل مع أبنائنا الطلبة من خلال برامج حديثة وواقعية تشمل الواقع الحياتي للمجتمع؟.
فالحياة بعد كورونا ليست كما قبلها خاصة فيما يتعلق بالتأثيرات الجديدة التي طرأت على المجتمع وما رافقها من ظروف وتغيرات نفسية اثرت على سلوكيات وتصرفات المجتمع في ظل اوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة وامزجة متقلبة .
ناهيك عن العزلة التي عاشها أبناؤنا عن المجتمع والناس بشكل عام .
ان تأثيرات جائحة كورونا على المجتمع بشكل عام ، التي ما زالت تعيش بيننا تتطلب خطة وطنية شاملة لإعادة تأهيله وادماج الشباب في المجتمع والعمل على تشبيكهم بالمحيط والواقع، واستغلال العطلة والوقت بقضايا مفيدة بهدف إعادة بناء الجيل الذي أصبح جل وقته على وسائل التواصل الاجتماعي واللحاق بالإشاعة والمساهمة بنشرها دون ان يتحقق من صحتها بسبب الفراغ القاتل وقلة، فرص العمل او لعدم وجود وسائل اخرى جاذبة لهم.
خاصة بعد ان هجر الشباب كل ما هو مفيد ،اما لعدم توفره او لتكراره كأنه نسخة معادة كل عام، مما يتطلب من الخطة التي بحب ان تكون جاهزة منذ وقت وعلى ابواب التنفيذ وقابلة له ،بان تراعي الظروف المجتمعية، عناصرها وأركانها الطلبة والشباب جميعهم، على اختلاف فئاتهم العمرية وطبقاتهم الاجتماعية وان تكون متاحة في جميع مدن وقرى المملكة وبواديها، لا ان ترتكز في مراكز المدن ولعدد محدود فقط .
وهذا الدور لا يقع على عاتق وزارة الشباب وحدها على الرغم من انها المعنية بهذا القطاع، فالجميع مسؤول عن توفير بنية مناسبة والمشاركة ضمن آلية معدة ومرسومة الخطوات والادوات ومحددة الاهداف.
فالبلديات ومؤسسات المجتمع المدني والجامعات ووزارة التربية والقطاع الخاص، جميعهم معنيون في المشاركة والمساهمة لانجاح الفكرة ، التي يجب ان تكون بآلية جديدة وافكار ابتكارية تعيد الشباب الى مجتمعهم وتزيد ارتباطهم بدولتهم ووطنهم، وتعمق ولاءهم وانتماءهم وتدفعهم الى المساهمة في البناء وتشجعهم على المشاركة في الحياة العامة بما فيها السياسية والحزبية وصناعة القرار والبعد عن الافكار التقليدية التي مضى عليها سنوات دون تغيير او تبديل.