من البديهي جدًا أن تقود قوى الشد العكسي وقوى الجذب السلبي معارك حتمية ومهمة ومغرضة ضد وزير النقل المهندس وجيه عزايزة هذه الأيام على أكثر من صعيد واتجاه بهدف اشغاله في تلك المعارك المحسوبة والمحسومة كي يبتعد عن قراراته وإجراءاته وخططه الإصلاحية والتي اعادت الأمور إلى نصابها ووضعت هيئة النقل على السكة الصحيحة وعالجت الثغرات والاختلالات والمخالفات والتجاوزات وهي كثيرة بالمناسبة ويشيب لها شعر الرأس وكانت تنخر في عظم وعصب هيئة النقل في فترات سابقة حتى جاء من يكشف ويزيل ورقة التوت عن العورة ويظهر الأمور على حقيقتها فالوزير خلال الفترة القصيرة الماضية اتخذ قرارات "ثورية" مدروسة ومصيرية وحاسمة فأوقف سياسة نقل الخطوط والتنفيعات من خلفها وقام بإجراء تنقلات ضرورية وأوقف التفاويض وعالج الكثير من القرارت وفتح ملفات فساد وتجاوزات ليس أخرها تورط شركة نقل سياحي مملكوكة لرجل أعمال مطلوب بالحصول على تراخيص من الهيئة لحافلاته التي لم ترخص منذ عشر سنوات ومع ذلك كانت الهيئة تمنحه موافقات تسمح له بالعمل ولو على حساب ميزانية وخزينة الدولة.
الوزير العزايزة مؤمن ومصمم على اطلاق الرصاص الحي من بندقيته تجاه الفساد أينما وجد وحيثما كان ومؤمن بتجفيف منابعة ومفاصلة وهي كثيرة في الهيئة ورموزها يمتدون على شكل شبكة في كل القطاعات والأركان ومع ذلك فالوزير يعرف مكامن الخلل ويشخصه تمامًا ويستطيع بمعاونة عبير المجالي رئيسة الهيئة بالوكالة أن يحقق ما عجز عنه كل وزراء النقل الذين هزموا أمام محطات هيئة النقل التي كانت من أخطر البؤر الساخنة .. فالتتقدم قافلة الاصلاح مهما وُجدت من حملات ممولة التي لن تستطيع وقف مرحلة التطهير وحالة التنظيف التي بدأت وستسمر.