هذه الأرقام وهذه النسب يجب دراستها وتحليلها ويجب البناء عليها خصوصاً أننا دخلنا في موجة جديدة لفيروس كورونا، ويجب التعلم من الموجة السابقة في إدارة أزمة الموجة الجديدة صحياً واقتصادياً.
حسب المؤشرات التي تحدث على الارض وحسب سلوك الفيروس- والذي تحدثنا به قبل 3 اسابيع وتوقع دخول الاردن في موجة جديدة نهاية شهر شباط أو بداية آذار -فإننا أمام موجة كورونا جديدة، لكن السؤال الذي يطرحه الجميع، كيف نواجه ازمة كورونا الجديدة؟.
في البداية دعونا نتحدث عن حقائق ونبني عليها حلولا مقترحة:
فأولاً، الفيروس لن ينتهي الا بعد الوصول للمناعة المجتمعية، والتي تُعرّف: أن يصاب أكثر من 60 % من المجتمع.
واذا ما تابعنا سلوك الفيروس(حيث يأتي على شكل موجات، ويصيب عددا من الناس ثم يهدأ نشاطه لفترة). وعند تطبيق هذا السلوك في الاردن وقراءة الأرقام التي ظهرت من الدراسة سنجد ان الاردن مقبل على موجة وارتفاع في أرقام الإصابات حتى تصل للذروة، وهذه الموجة قد تمتد لـ10 اسابيع، ثم تهبط لتعود للنسب التي كانت عليها (5-4 %).
ثانياً؛ لا يوجد علاج لهذا الفيروس، لذلك الحل الوحيد لمقاومته هو ان تكون عند الشخص أجسام مضادة تحميه عند دخول الفيروس لجسمه، وهذه الاجسام المضادة لا تتكون الا عند أخذ المطعوم أو أن يكون الشخص قد أصيب سابقاً.
ثالثاً؛ الإغلاقات والحظر الكامل لن يمنع انتشار الفيروس ولكن ممكن ان يؤخره فقط، ولنا عبرة في بداية الازمة عندما أغلقنا على انفسنا وشعرنا حينها أننا انتصرنا ولكن ما قمنا به فعلياً كان تأجيل الازمة فقط.
من كل ما ذكرنا من حقائق وأرقام ونسب -وتعلمنا من دروس الموجة السابقة- فإن أول الحلول هو: تطبيق التعايش مع هذا الفيروس وعدم الذهاب لحظر شامل او إغلاقات وخصوصاً ان المنظومة الصحية والبنية التحتية من عدد أسرة وطواقم قد زادت بنسب عالية، والتذكر أننا عبرنا تلك الازمة دون الاعتماد على المستشفيات الميدانية والطواقم التي تم تعيينها.
ثانياً، الذهاب وتطعيم أكبر عدد ممكن وخصوصا كبار السن- على الرغم من اننا تأخرنا وكان المفروض تطعيم اكبر عدد خلال فترة هبوط نشاط الفيروس- وان تكون الفئة المستهدفة هي
60 % التي لم تتكون عندها اجسام مضادة.
ثالثاً؛ ان تكون القرارات التي سوف تُتخذ لمجابهة الفيروس تدريجية، بحيث اذا ارتفعت النسبة اكثر من 10 % نأخذ قرارات بسيطة، واذا ارتفعت الى 15 % نشدد بشكل بسيط وهكذا، ولا نعمل اي إغلاق عام أو حظر شامل الا اذا وصلت الطاقة الاستيعابية للمنظومة الصحية اكثر من 70 %.
رابعاً؛ وضع خطة إعلامية وطنية تشترك بها كل الجهات الإعلامية (مرئية، مسموعة، مقروءة) يكون هدفها توضيح الحقائق وايصالها للجميع مع توحيد المرجعية للمعلومة الرسمية.