يمكن اعتبار التعليم الجامعي بالانتساب شكلا أوليا من التعلم عن بُعد، وليس من التعليم عن بُعد. وهو لذلك أقل أثرا وتأثيرا في المتعلم من التعليم الجامعي بالحضور، أي عن قرب، وبخاصة إذا كانت الجامعة تعج بالحياة الجامعية، وتسهم بنشاطاتها اليومية والفصلية والسنوية في تكوين شخصية الطالب/ة، وتزوده بخبرات تبقى، وبذكريات لا تُنسى، طالما تحدث عنها الأستاذ إبراهيم السعافين. ولما تبخرت هذه الحياة وتصحرت الجامعات نشاطيا بالاستقطاب السياسي الأحادي، صار التعلم بالانتساب أفضل من التعلم بالحضور.
أما الجامعات المفتوحة فهي شكل آخر من التعليم والتعلم عن بُعد، يخفف البعد فيه باللقاءات المنتظمة بين المدرسين والمدرسات والأساتذة والأستاذات، والطلبة.
يأتي طلبة الشكلين من التعليم عن بُعد من العاملين والعاطلين عن العمل، وبعض خريجي المدرسة الذين لم يتيسر لهم التعليم الجامعي بالحضور.
أما الشكل الثالث السابق من التعليم عن بُعد وفشلت المدرسة في دمجه بالتعليم عن قرب فهو الإذاعة المدرسية والتلفزيون التربوي.
لم نقرأ ولم نسمع ولم نشاهد حتى اليوم أن دولة تخطط لإلغاء التعليم العام عن قرب، وإحلال التعليم عن بُعد محله، أو أن جامعة أقفلت أبوابها لتعلم عن بُعد فقط، نعم قد يحدث ذلك مستقبلا، قد نشهده أو لا نشهده، فقد انتشر العمل عن بُعد واستقبال محاضرات ومساقات وعقد اجتماعات ومؤتمرات… عن بُعد، وبخاصة بعد انتشاء فيروس الكورونا المستبد. وقد يحل محل هذا (البعد) ما هو أبعد منه بعد امتلاك الفرد أدوات ما يسمى بالحقيقــــــة الافتراضيـــة (Virtual Reality) حيث يمكن ممارسة التعلم والصلاة والحج والسياحة… وحتى الجنس عن بُعد بدخول الفرد في البرنامج وكأنه فيه كما يفيد مايكل هيم في كتابه عن ذلك: (Virtual Reality,1993). لكن إذا تمكن الباحثون الأردنيون – مثلا – من إجراء تعديل جيني في الإنسان كما يحدث في الخضار والفواكه والدواجن… يلغي حاجة الإنسان إلى المجتمع فإنهم يجعلون التعليم عن بُعد يحل محل التعليم عن قرب، وسوف يتعلم العالم ذلك منهم وسيلتحق بهم، ولكن هل ستكون صيصان المزارع قوية الشخصية مثل صيصان الشوارع؟ وإلى أن يتم ذلك فإن المدرسة الحضورية أو عن قرب تظل لازمة وضرورية نفسيا واجتماعيا للأطفال.
وهناك سؤال آخر: هل يمكن تعليم القيم والمواطنة وتحية العلم والنشيد الوطني وتعلمها الكترونيا، أي بدون ترتيبات ونشاطات تعبر عنها؟
في المدرسة يتعلم الطفل التبادل والتعاون والقيم جميعا بالتفاعل بين الرفاق والأقران وينعمون بالمساواة بينهم التي يفتقدونها في الأسرة حيث المكانات والمراتب، وكذلك يتفاعلون مع المعلمات والمعلمين والإدارة المدرسية. وتزداد أهمية ذلك وتبلغ الذروة في فترة المراهقة التي يولد فيها المراهق/ة ولادة جديدة كما يفيد علم النفس، فهل يستطيع التعليم عن بُعد الآن أو في المستقبل التعويض عنه؟
ولغرفة الصف والمدرسة ككل مناخ مهمة وزارة التربية والتعليم جعله أو إبقاؤه صحيا، لينمو الطفل به سويا، فهل يستطيع التعليم عن بُعد توفير مثل هذا المناخ في البيوت؟ إن قصر التعلم والتعليم في البيت أي عن بُعد اختناق للطفل والوالدين كما قال لي السيد م.ق وأن طفله كان يبكي كلما حاولت والدته تعليمه، مع أنه كان يقبل ذلك بعد العودة إلى البيت من المدرسة.
إذن التعليم عن بُعد قديم، وإن كان جزئيا كما رأينا. وأعتقد أن التكامل بين التعليمين أي بدمج التعليم عن بُعد مع التعليم عن قرب في المدرسة (والجامعة) وليس العكس هو الحل، فهل يعارض ذلك أحد؟ إلا عنادا، مع أنه يقتني سيارة تعمل بالهايبرد.
يبدو أن بعضا منا يعارضه مستشهدا بالسيارة بلا سائق وحتى بلا ركاب، وبالملاعب بلا متفرجين، وبالأصدقاء بلا حضور (الفوسبكيين).
التعليم المدرسي عن بُعد يفترض –ضمنا– وجود الوالدين (أحدهما أو كلاهما) طيلة فترة التعليم وبخاصة في مرحلة الروضة والصفوف الأولى إلى جانب الطفل، وكأنهما مثله يعملان عن بُعد في البيت، وأنهما يقدران على متابعة هذا التعليم بكفاءة واقتدار.
وتبقى مسألة التنظيم حائرة؟ كم حصة؟ وكم مادة في اليوم والأسبوع والسنة تُعلم؟ وكيف سيتم تقييم تعلم مائة ألف طفل/ة أو ملايين منهما؟ وكيف سيرسبون أو يترفعون؟ وهكذا، ثم أين المنافسة التي يتحدثون عنها إذا كان من يعرف كلمة السر يستطيع أن يدخل على الخط وأن يتعلم ما يرغب فيه على يد عدد محدود من المعلمين والمعلمات ما من بلد إلا ولديه حفنة منهم.
أخمن أن معظم الحكومات في العالم، تفضل مجيء التعليم عن بعد بسرعة إلى المدرسة والجامعة كي تتخلص من وجع الرأس الناجم عن قوة التلاميذ والطلبة والمعلمين والمعلمات والأساتذة والأستاذات السياسية بالحضور.
وبالنسبة لمرافق المدارس والجامعات، فإن الحل يكون بتحويلها إلى نوادٍ للأطفال والطلبة وبقية الناس، يبدو أنني سهوت لأن ذلك لا يلزم بعدما صار كل شيء يتم عن بُعد حتى المستشفى والمقهى.
أما الجامعات المفتوحة فهي شكل آخر من التعليم والتعلم عن بُعد، يخفف البعد فيه باللقاءات المنتظمة بين المدرسين والمدرسات والأساتذة والأستاذات، والطلبة.
يأتي طلبة الشكلين من التعليم عن بُعد من العاملين والعاطلين عن العمل، وبعض خريجي المدرسة الذين لم يتيسر لهم التعليم الجامعي بالحضور.
أما الشكل الثالث السابق من التعليم عن بُعد وفشلت المدرسة في دمجه بالتعليم عن قرب فهو الإذاعة المدرسية والتلفزيون التربوي.
لم نقرأ ولم نسمع ولم نشاهد حتى اليوم أن دولة تخطط لإلغاء التعليم العام عن قرب، وإحلال التعليم عن بُعد محله، أو أن جامعة أقفلت أبوابها لتعلم عن بُعد فقط، نعم قد يحدث ذلك مستقبلا، قد نشهده أو لا نشهده، فقد انتشر العمل عن بُعد واستقبال محاضرات ومساقات وعقد اجتماعات ومؤتمرات… عن بُعد، وبخاصة بعد انتشاء فيروس الكورونا المستبد. وقد يحل محل هذا (البعد) ما هو أبعد منه بعد امتلاك الفرد أدوات ما يسمى بالحقيقــــــة الافتراضيـــة (Virtual Reality) حيث يمكن ممارسة التعلم والصلاة والحج والسياحة… وحتى الجنس عن بُعد بدخول الفرد في البرنامج وكأنه فيه كما يفيد مايكل هيم في كتابه عن ذلك: (Virtual Reality,1993). لكن إذا تمكن الباحثون الأردنيون – مثلا – من إجراء تعديل جيني في الإنسان كما يحدث في الخضار والفواكه والدواجن… يلغي حاجة الإنسان إلى المجتمع فإنهم يجعلون التعليم عن بُعد يحل محل التعليم عن قرب، وسوف يتعلم العالم ذلك منهم وسيلتحق بهم، ولكن هل ستكون صيصان المزارع قوية الشخصية مثل صيصان الشوارع؟ وإلى أن يتم ذلك فإن المدرسة الحضورية أو عن قرب تظل لازمة وضرورية نفسيا واجتماعيا للأطفال.
وهناك سؤال آخر: هل يمكن تعليم القيم والمواطنة وتحية العلم والنشيد الوطني وتعلمها الكترونيا، أي بدون ترتيبات ونشاطات تعبر عنها؟
في المدرسة يتعلم الطفل التبادل والتعاون والقيم جميعا بالتفاعل بين الرفاق والأقران وينعمون بالمساواة بينهم التي يفتقدونها في الأسرة حيث المكانات والمراتب، وكذلك يتفاعلون مع المعلمات والمعلمين والإدارة المدرسية. وتزداد أهمية ذلك وتبلغ الذروة في فترة المراهقة التي يولد فيها المراهق/ة ولادة جديدة كما يفيد علم النفس، فهل يستطيع التعليم عن بُعد الآن أو في المستقبل التعويض عنه؟
ولغرفة الصف والمدرسة ككل مناخ مهمة وزارة التربية والتعليم جعله أو إبقاؤه صحيا، لينمو الطفل به سويا، فهل يستطيع التعليم عن بُعد توفير مثل هذا المناخ في البيوت؟ إن قصر التعلم والتعليم في البيت أي عن بُعد اختناق للطفل والوالدين كما قال لي السيد م.ق وأن طفله كان يبكي كلما حاولت والدته تعليمه، مع أنه كان يقبل ذلك بعد العودة إلى البيت من المدرسة.
إذن التعليم عن بُعد قديم، وإن كان جزئيا كما رأينا. وأعتقد أن التكامل بين التعليمين أي بدمج التعليم عن بُعد مع التعليم عن قرب في المدرسة (والجامعة) وليس العكس هو الحل، فهل يعارض ذلك أحد؟ إلا عنادا، مع أنه يقتني سيارة تعمل بالهايبرد.
يبدو أن بعضا منا يعارضه مستشهدا بالسيارة بلا سائق وحتى بلا ركاب، وبالملاعب بلا متفرجين، وبالأصدقاء بلا حضور (الفوسبكيين).
التعليم المدرسي عن بُعد يفترض –ضمنا– وجود الوالدين (أحدهما أو كلاهما) طيلة فترة التعليم وبخاصة في مرحلة الروضة والصفوف الأولى إلى جانب الطفل، وكأنهما مثله يعملان عن بُعد في البيت، وأنهما يقدران على متابعة هذا التعليم بكفاءة واقتدار.
وتبقى مسألة التنظيم حائرة؟ كم حصة؟ وكم مادة في اليوم والأسبوع والسنة تُعلم؟ وكيف سيتم تقييم تعلم مائة ألف طفل/ة أو ملايين منهما؟ وكيف سيرسبون أو يترفعون؟ وهكذا، ثم أين المنافسة التي يتحدثون عنها إذا كان من يعرف كلمة السر يستطيع أن يدخل على الخط وأن يتعلم ما يرغب فيه على يد عدد محدود من المعلمين والمعلمات ما من بلد إلا ولديه حفنة منهم.
أخمن أن معظم الحكومات في العالم، تفضل مجيء التعليم عن بعد بسرعة إلى المدرسة والجامعة كي تتخلص من وجع الرأس الناجم عن قوة التلاميذ والطلبة والمعلمين والمعلمات والأساتذة والأستاذات السياسية بالحضور.
وبالنسبة لمرافق المدارس والجامعات، فإن الحل يكون بتحويلها إلى نوادٍ للأطفال والطلبة وبقية الناس، يبدو أنني سهوت لأن ذلك لا يلزم بعدما صار كل شيء يتم عن بُعد حتى المستشفى والمقهى.