خاص- أثار حفل زفاف أقيم لنجل محافظ الزرقاء، الدكتور فراس أبو قاعود في مضارب قبيلة بني حميدة في مادبا - منطقة الخطابية التي تعد من اكثر المناطق فقرا ، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تناقل المعازيم وغيرهم على موقع "فيس بوك” منشورات وصور وفيديوهات أظهرت العدد الهائل من المعازيم والذي تجاوز الـ4000 شخص إلى جانب عدد كبير من أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة ووجهاء العشائر، في سهرة ملأتها الأهازيج والأغاني الوطنية والدحية الشعبية أحياها فنان معروف وفرقته وانتهت بعشاء فخم على لحم الإبل .
تكاليف وبذخ فلكي للزفاف.. هو استفزاز للأهالي الذين يعانون الفقر وقد يتسبب بحرج لمن اراد الزواج من الشباب الذين جاهدوا لتأمين تكاليف زواجهم، ما الذي أراده أبو قاعود من هذا الحفل "الاسطوري" اذا جاز لنا التعبير ، فالحفل تم بترتيبات عالية المستوى من قرق فنية وخيم و إضاءة وتصميم وفرش ومقاعد واستقبال وفرق تنظيم ، وكأنه أراد لحفل نجله أن يدخل موسوعة غينيس .
لا أعرف تكاليف سهرة الزفاف ولا ما قبلها ، فهذه لا تعنينا كمتابعين، ما يعنينا هو المستقبل والمقارنة، من يستطيع أن ينافس أبو قاعود في المحافظات على صناعة حفل زفاف بهذا المستوى ، وهل نشهد في القادم من الايام والشهور عرسا آخر لنجل مسؤول حكومي آخر بمثل هذا العرس الضخم أم نشهد حفلا جديدا أكثر ضخامة و تميزا كتوزيع السيجار حتى تعم المنافسة ويشبع المعازيم..
"وأما بنعمة ربك فحدث" نص قرآني سماوي نزل في مناسبة ليست مجالا للبحث، الله يزيده من نعيمه، ومن حق المحافظ ان يفرح بنجله ويغني ويولم والكل سيسعد به ويهنئ، فالمحافظ ابو قاعود صاحب سمعة ناصعة وطيبة ويلقى احتراما كبيرا بين الأهالي و يعتبر قدوة للمجتمع ويقوم بجهد اجتماعي كبير ويعرف حجم الفقر الحقيقي في المجتمع ، والمحافظين بشكل عام يدعون في جلساتهم إلى مبادرات انسانية ترشيدية كثيرة بهذا الشأن فما الذي تغير، ولماذا يعرض المحافظ نفسه للنقد بإقامة هذا العرس بهذا الشكل والترتيبات والتكاليف.
ماذا سنقول للمجتمع وللاجيال القادمة إذا ما أصبح البذخ في سهرات الزواج سنة مجتمعية قائمة، وماذا نقول للعشائر الأردنية العديدة التي ارادت لهذا البذخ ان يتوقف عندما سنّت مبادرات جميلة للحد من تكاليف حفلات الزفاف الباهظة وولائمها لأهداف سامية، واقتصار بيوت الاجر على يوم وتقديم القهوة السادة فقط، فهذه المسؤولية المجتمعية التي يثلج لها الصدر وتخفف الأعباء المالية على العائلات وتزيلها لتمضي بزواج ابنائها بسعادة وهناء.
كما لا بد من الإشارة التي لا تخفى على أحد اننا نعيش اليوم ظروفا سياسية واقليمية واجتماعية قاسية وألما كبيرا لما يحدث في غزة ، مع ذلك فرح المحافظ بزفاف ابنه مشروع ونبارك له فالزواج سنة الله في خلقه.
الف مبروك لعطوفة المحافظ فراس ابو قاعود ، وبارك الله للعروسين ، وجمع بينهما في خير وبالرفاه والبنين وحياة سعيدة ان شاء الله.