يومان ساخنان في الضفة الغربية والقدس، موجة من اعمال الانتفاضة اشعرت الجميع ان الفلسطينيين يملكون قدرة العمل وخلط الاوراق.
ارتقى الشهداء من جديد، استنفرت اسرائيل قواتها وشعرت للمرة الاولى منذ انتفاضة الاقصى عام 2000، ان ثمة كلفة يمكن دفعها في الضفة والقدس.
كوشنير حمّل عباس مسؤولية اندلاع اعمال العنف في الضفة والقدس، اما نتنياهو فقد وجه رسالة لعباس، يلومه على تلك الاعمال، ويحاول اظهار رباطة جأشه.
يريدون شطب الجغرافيا الفلسطينية، بالمقابل يريدون ان يصمت الشعب الفلسطيني ويكتفي بالتأقلم والتكيف! كأنهم لا يعرفون التاريخ الفلسطيني ولا يدركون ارثه العظيم.
الضفة مطالبة بالمزيد، مزيد من الغضب وتفجير الاوضاع؛ فالقلق الذي اصاب كوشنير ونتنياهو يؤكد ان المقاومة ستضرب مشروعهما المسمى "صفقة القرن".
ابو مازن، حماس، كل الفصائل، مطالبون بإطلاق انتفاضة مدروسة تمرغ انف نتنياهو وترامب بالارض، لابد من اطلاق قدرات المقاومة الكامنة، ولابد من رفع كلفة الاحتلال على اسرائيل وواشنطن والعالم.
التأخير او التردد ليس في صالح الفلسطينيين وقضيتهم، فهناك موجات من التطبيع المحمومة بدأت تظهر للعلن، والرد عليها وعلى صفقة القرن لابد ان ينطلق قبل البدء بالمسار التنفيذي لهما.
سيعاني اهل الضفة قبل انطلاق انتفاضتهم، لكنها الحل؛ فإرث التكسير لأهل الضفة "دايتون" يحتاج الى جهد مضاعف وتدرج حتى تصل الامور الى مشهد لا يطيقه العالم بأسره.
لا يوجد ما يخسره الفلسطينيون، فقد تكالبت عليهم الامم ومنها العرب؛ وبالتالي سيكون القبول بالصفقة انتحارا وطنيا بامتياز، لذا لا خيار لهم الا المقاومة المتفق عليها من المجموع الفلسطيني.
ولعلي هنا اطالب الجميع بعدم تسميم الاجواء من خلال محاولة اظهار البعض الفلسطيني "ابو مازن وطبقته" بمظهر المتواطئ، فتلك مقاربة مغلوطة، والاصل ان نعزز الصمود والمقاومة الفلسطينية.