من معان الى غزّة

من معان الى غزّة
أخبار البلد -  
تهلل وجه الشيخ بالبشر والسعادة لأنّ الربيع حلّ مبكّرا في البادية الشرقيّة , وكثر في المراعي الشيح والقيصوم والحمض والعجرم والبعيثران , وكلّ الاعشاب التي تأكلها الماشية , التي ستخفف عليه عبء اطعام طرش الحلال الذي جلبه من نجد الى معان , و يحتاج الى كثير من الشعير والتبن , وعليه في الصباح الباكر أن يشدّ الرحال مع أبناءه الثلاثة والراعي غربا الى بئر السبع , فهناك ينتظره بيع الحلال , وايصال السلاح الى الثوّار , لأنّ ثورة القسّام قد قامت منذ زمن , واعتاد هو وغيره من ابناء معان ايصال السلاح الى الثوّار , مع ماشيتهم التي يذهبوا بها الى جنوب فلسطين , وفيها يمكنهم أن يبيعوا الماعز والضأن بأسعار جيدة , ثمّ يشتروا بضائع من غزّة هاشم , ليعودوا بها الى معان , فكلّ ابناء المدينة والبادية المحيطة بها , يفضّلون الاقمشة والاواني والتبغ والحلي , وغيرها من البضائع الكثيرة التي يجلبها التجّار من غزّة . 

حمّل الابناء الثلاثة ما يحتاجونه من متاع لسفرهم الطويل على ظهور الجمال , ,وعلى ظهر جمل رحول حمّل سلاح من البنادق وعتادها مما طلبه الثوّار في المرّة السابقة منهم , ثمّ اطمأنوا على اسلحتهم الشخصيّة وتفقدّوها , ولم يسهروا تلك الليلة طويلا في المضافة , فبعد صلاة الفجر عليهم أن ينطلقوا الى الغرب , مع ابيهم والراعي المتمّرس .قضوا ليلتهم الاولى في الرشادية , وتزوّدوا بالماء من عين لحظة , ثمّ انحدرت بهم الطريق الى وادي عربة, وكان أكثر ما يخشوه , قطّاع الطريق والجنود الانجليز , فهم سيّان بعمل السوء . عند عبور الواد الضيّق الذي يوصلهم الى السهول الرمليّة ,

عاد اليهم الأبن الذي يكشف الطريق لهم ونبّههم الى أنّ الجنود الانجليز يقتربون منهم . تخلّف احد الابناء مع الجمل الذي كان يحمل الاسلحة لثوّار فلسطين , واختفى بعيدا , أمرهم الضابط والجنود ومعهم بعض الاعراب أن يتوّقفوا لتفتيش الأمتعة . حاول الشيخ أن يشرح لهم , أنّهم تجار اتوا لبيع الماشية في بئر السبع , وأن يمنعهم من أخذ ابنيه الى السجن , من غير فائدة , فهم كانوا يبحثون عن الاسلحة .

كانت الثورة الكبرى في كلّ فلسطين متقّدة , والثوّار بحاجة الى السلاح , وكان بعضه يأتيهم من البادية الجنوبية , وتحديدا من معان وجوارها , ينقله لهم متطوّعين من اهلها دون مقابل , لذلك أخذ الجنود الأبناء , وتركوا الشيخ والراعي مع الغنم . أخذ يتلوا آيات من القرآن , ويدعو الله أن يخفف على أبناءه , وما أن وصل الى بئر السبع حتّى أخبر من كان ينتظر السلاح بالأمر , وأنّه سيذهب الى الخليل من أجل أن يفرج عن أبناءه , واستأمن أصدقاءه من أهل البئر على حلاله . وفي الخليل وجد الضابط الانجليزي يقول له , مالكم ولأهل فلسطين , فأنتم من الشرق وتعيشون عيشة رغيدة , هم مخرّبون يهجمون على الجنود الذين يحمونهم , ويقتلون اليهود . أجابه الشيخ بعزّة العربي , انّ الدم واحد , ولا فرق بين شرقيّ الضفّة وغربها , فلم يكن هذا التقسيم موجودا الاّ لما تدّخلتم يا من تدّعون الحفاظ على أوطاننا , وانتم من اعطى اليهود وعدا بدولة في فلسطين , وحلف بالله لو أنّ كلّ ابناءه سجنوا ثمّ اعدموا في سبيل الله ومن أجل فلسطين فلا يبالي .

خرج الابناء من السجن , لأن العسكر الانجليز لم يجدوا الاسلحة التي يبحثون عنها , ولم يستطيعوا معرفة شيء عنها من الابناء , بينما كان الابن الثالث للشيخ قد اوصلها للثوّار , كي تكون بأيديهم للدفاع عن الارض العربية , فلسطين , وعاد الشيخ وابناءه الى معان , بعد أن استضافهم شيوخ جنوب فلسطين , سالكين الطريق نفسه , ولكن من دون خوف على بضاعتهم التي احضروها من غزّة , محمّلين بمحبة وشكر أهل فلسطين الى أهلهم في معان .
شريط الأخبار 40 عائلة من اللاجئين السوريين تغادر مخيم الأزرق طوعيا "أبو عبيدة" يعلن أسماء المجندات اللواتي سيتم الإفراج عنهن الزيود يعلن ترشحه لعضوية مجلس نقابة الصحفيين ارتفاع الرقم القياسي العام لأسعار أسهم بورصة عمان في أسبوع مؤتمر إغاثة القطاع الصحي في غزة يوصي بتوزيع العلاج في القطاع الملكة رانيا تعلن حمل الاميرة "ايمان" بمنشور دافىء .."بس الجاي اغلى" (صورة) شكاوى من غياب إنارة طرق المواقع السياحية في عجلون "الطيران المدني" تدرس طلبا جديدا من شركة طيران أردنية لتسيير رحلاتها إلى دمشق الأردنيون يؤدون صلاة الاستسقاء اليوم عقوبات صارمة للمتعدي على الأراضي الحرجية استمرار الأجواء الباردة في أغلب المناطق الجمعة وعدم استقرار جوي الأحد بريطانيا تقدم 8.1 مليون دولار لدعم برنامج (اليونيسف) في الأردن هيئة الأوراق المالية تتطلع لإلزام شركات مؤشر بورصة عمان ASE 20 بتطبيق معايير الحوكمة البيئة والاجتماعية بحلول 2026 60 مليون دينار هدر وزارة الصحة للأدوية سنويًا 190 شخص مجموع رواتبهم التقاعدية سنويًا 11 مليون دينار الملك يبحث هاتفيا مع مستشار الأمن القومي الأمريكي سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية امرأة تقدم على إحراق زوجها باستخدام الكاز 8.1 مليون دولار لدعم التعليم للأطفال في الأردن الصفدي من دافوس: خطر انهيار وقف النار في غزة "سيفتح أبواب الجحيم".. والأحداث في الضفة مقلقة جداً فرض كفالة إضافية بـ (2) مليون دينار على شركات البورصات الاجنبية