كم نحن مدينون لجهاز المخابرات العامة في حماية الوطن والممتلكات ةالارواح من مخاطر المنحرفين والضالين والارهابيين ، ولكم ان تتصورا حجم وفداحة الخسائر في الارواح والممتلكات والاقتصاد ، وخطورة اولئك النفر في عملية اربد ، الذين كانوا يتمترسون ويتحصنون في قلب المدينة ويحملون من الذخيرة والدمار ما مكنهم من معركة امتدت ساعات طويلة دون تردد او استسلام او تراجع عن فكرتهم اللئيمة ، في شراسة قتالخك ورفضهم الانصياع والاستسلام عن قناعة وعقيدة فاسدة بصلف وشراسة وعناد ، تلك الصورة الفاجعة التي رأيناها في مقاومة عملية الدهم ، وكم كانوا سيستمرون فيما لو لم يتم الاطباق عليهم
، وكم كان حينئذ سيقع من الاشلاء والدماء والعاهات والجثث واماكن العزاء ! وكم وكم وكم كانت ستغص المستشفيات والمراكز الطبية العامة والخاصة بالاطفال والنساء والابرياء فيما لوحصلت – خيب الله فالهم - في مخططهم المكتوب والمرقوم في اماكن شديدة الاكتظاظ والازدحام بالموظفين والمارّة ، وعلى من كنا سنلقي باللائمة ! واي حظ سنندب ومن سنبكي ، فيما لو لم تكن اجهزتنا في هذا المستوى من الوعي والحزم والعزم والشجاعة يوم النزال والمحن ! ..كم نحن مدينون لهذه الثلّة الطيبة ولجيشنا وامننا ولشبابنا الذين يموتون من اجل الوطن وراحتنا وان ننعم بالامن !
ووهنا اقف وفي سويداء قلبي غصّة وحزن والم وانا اشعر بمدى تقصيرنا جميعا مفكريين وصحفيين وشيوخ في حكمة تجبيرها قبل ان تنكسر ، وفي ان نضع درهم الوقاية الخير من قنطار العلاج ، في ان نعمل على ان ننقض وندفن فكرة التكفير وان نقتلعها من ثقافتنا وموروثنا الذي تعشعش فيه ويروج له في كل مذاهبنا نحن المسلمين ، وقد كان ابتلي غيرنا من اصحاب الديانات الاخرى عبر التاريخ بمثل هذا التطرف ، وعالجوه باقتحام الموروث الديني الفاسد والجراة في الاطاحة به وبالولوج الى عصر الاخلاق وتعميم وسواد افكار وثقافات تنويريه في حقوق الانسان والحريات في التفكير والتعبير والمعتقد والديمقراطيات والدولة المدنية ، ومن ثم انهاء عصر الانحطاط والدماء والتخلف وانتشار اجواء الامن والسلم المجتمعيين ، وفتح ابواب الابداع والانتاج والبناء والرفاه على مصاريعها ، الهدف السامي الذي من اجله جاءت الديانات والرسل لتستقيم الحياة واسعاد البشرية في الدنيا والاخرة لا غير ، بينما تراكم فكر التكفير والانحراف عن منهج ومقاصد الدين الحنيف الاسلام السلام وحلّت نتائجه الكارثية حتى انفجر بالصورة التي نرى ضخامتها وبشاعتها اليوم وهو يتهدد البشرية جمعاء ويتهدد الامن والسلم العالميين ويضرب كل العواصم والبلدان مسلمين فبل غيرهم ؟
متى ياتي اليون الذي نحطم فيه اصنام الظلامية وافكارها وتسود فيه قيم وثقافة الحياة لا الموت والتنوير والسلام ؟! ...وهل ذلك يستحيل ام هو بعيد ؟ .. قل عسى ان يكون قريبا عجل الله الفرج ، ولكن علينا ان نبدا نحن المسلمين باشعال شمعة واحدة من فكر التنوير لنضيء البشرية ولنبدد كل هذه الظلامية القابعة في كل الازقة والشوارع وتتربص بالبشرية .
ينتابني حزن والم شديدين تعتصرانني وانا ارى الجيل والشباب يزيغون وتزيغ قلوبهم و يختطفهم الانحراف والتطرف من ابنائنا وعالمنا الاسلامي ويصير منهم المجرم واخر الضحية .
من اين نبدا وكيف ؟ هو السؤال الضي تطرحه الام بعد وقبل سقوطها ؟ والحلول دائما في هقول المفكرين والمستنيرين وان نعيد رحى المعركة في دائرة الفكر كما اكد سيدنا في خطاباته المتوالية فاليأس مرفوض والأمل لا زال معقودا .