إن من تسول له أن يرفع السلاح بوجة الوطن لا بد من أن تقطع اليد التي تمتد اليها دون رحمة أو هوادة . فالقانون فوق الجميع وعلى الجميع أن يحترم هذه القواعد القانونية سواء كانت تتوافق مع رغباته أو تتعارض فالكل سواسية ولا تفريق ولا تفريط في أمن الوطن والمواطن .
إن ما حصل نأمل أن تكون سحابة صيف تمر مر علينا وقد سببت لنا قلقا ورعبا من قبل تلك الفئة الضالة والحاقدة على أمن الوطن وأمن المواطن وفضلت أن تكون في أحضان الشيطان وهي تمارس فجورها في بث الرعب وقتل الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يدافعون عن ثرى الوطن وأمن المواطن .
نعمة الأمن والاستقرار من نعم الله العظمية ، والبلد الذي يُحرم من هذه النعمة حياة أهله في شقاء وفوضى ، لأن الإنسان في ظل فقدانها لا يأمن على دينه ونفسه وعرضه وماله ، بل وحياة الناس الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية تبدأ بالانحدار والانحسار ..
ان كثيراً ممن يتمسحون بالإسلام وهم براء منه وهو بريء منهم ، لأنهم لم يحققوا الحد الأدنى من فهم مقاصد هذا الدين العظيم ، وإنما تعلموا في مدارس الفتنة العمياء التقطوا أفكاراً منحرفة دموية ، وأرادوا اشاعتها بين الناس بحجة الحرص على تطبيق الشريعة ، والشريعة الغراء لا تحتاج أمثال هؤلاء للدفاع عنها ، لأن كل منتسب لها بحكم فطرته السليمة جندي مخلص مدافع عنها ، ولا تحتاج الأمة إلى هذا الفكر المزيف المريض الذي يشوه صورة الإسلام النقيّة.
إن واجب العلماء تجاه هذا الفكر المنحرف وأصحابه ان يقفوا بصلابة لبيان الحقيقة الناصعة ، وواجب الأمة ان تعمل لإخراج هذه الفئات الظالمة لنفسها ولغيرها ، لأنها تتخذ من العنف والتطرف سبيلاً لها، والأمة بحاجة إلى جهود المخلصين من العلماء والمفكرين الذين يسعون للإنقاذ ولملمة الصف بدلاً من بعثرته ..
بورك الوطن الأردني من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه واحد موحد لا تلين عزائم ابناءه ولا تنحني هاماتهم الا لله , نحن على يقين أن الاردن كان وسيبقى عصياً على ان تخترق أمنه وتلوثه بنادق الارهاب ,, فللأردن رجال لا يهابون الموت , يحملون أكفانهم وهم يسيرون الى الشهادة دفاعاً عن حماه ..
نعرف ان أمننا مستهدف , ووطنا يطمع الاشرار ان ينالوا منه ولكن تباً لهم هو العصي وهو الوطن الآمن بإذن الله ,
حانت ساعة الوفاء للدفاع عن الوطن ضد الارهاب , فكل اردني هو مشروع شهيد وكل أردني هو جندي من اجل الوطن يداً واحده دفاعاً عن ارض الحشد والرباط , هم يحاولون جرنا لحربٍ قذره لن نكون أداة ومعول هدم لا بل كل الايادي تتشارك لاعلاء البنيان وصون الوطن ..
ان كل النسيج الاجتماعي الذي يتكون منه الشعب الاردني من شتى المنابت والأصول من اهل البادية الى اهل الحضر الى المخيمات استطاع عبر تاريخ ان يجعلو الاردن وحدة واحدة عبر وحدة الوطن الواحد وحدة الاردن وواقع الحال خير شاهد على ذلك ، فلم تستطع في الماضي ولا في الحاضر اي فتنة ان تنال النسيج الوطني الاردني الواحد ، رغم الافكار المتطرفة التي نسمعها هنا وهناك الا انها تبقى افكار عابرة سبيل مهاجرة ليست مواطنة ولن تكون يوما من هذا البلد الطيب ..
ورغم كل ما يجري من فوضى واقتتال وفلتان وتنامي قوة التنظيمات الاصولية والإرهابية في دول الجوار فإنه لا يوجد في هذه المنطقة كلها بلد أكثر استقراراً من هذا البلد ، والسبب هو وجود شعب من الصعب اختراقه ، وفوق ذلك ان الاردن بلد التسامح والمحبة وأن الأردنيين قد يختلفون على أشياء لكنهم يتفقون كلهم على ان الاستقرار هو رأسمال بلدهم وأن أمنه هو أمن كل عائلة وكل طفل وكل مدرسة ومسجد وكنيسة وكل جامعة وكل مخيم وكل مرفق سياحي على امتداد مساحة الوطن.
جمال ايوب