ابليس اللعين

ابليس اللعين
أخبار البلد -   تحكى الأسطورة .. أن كل شياطين الأرض . وصلتها رسالة عاجلة من زعيم الشياطين . ابليس اللعين . تدعو كل الشياطين إلى اجتماع طارئ وعاجل وخطير . لبحث مسألة هامة غاية فى الخطورة !

وبدأت الشياطين تصل إلى مكان الاجتماع واحداً تلو الآخر . شياطين جاءت بالطائرات وأخرى بالسيارات . وشياطين أخرى فقيرة جاءت على الأقدام أو فى باص !

على مائدة الاجتماع الكبيرة جلست الشياطين تتحدث وتسأل وتسأل بعضها البعض فى فضول يا ترى ما هو الموضوع الهام جداً والخطير جداً الذى يريد الزعيم ابليس أن يناقشه معهم.

وفجأة دخل ابليس قاعة الاجتماعات . فنهضت جميع الشياطين احتراماً وخوفاً . وانعقدت ألسنتهم ولاذوا جميعاً بالصمت !
جلس ابليس على رأس المائدة . واشار للشياطين أن يجلسوا .

وبدأ ابليس حديثه بصوته القبيح قائلاً .. أبنائى وأخوانى الشياطين . دون الدخول فى مقدمات ، نحن اليوم نجتاز مرحلة عصيبة فى مسيرتنا الطويلة . التى بدأت منذ هبط البشر إلى هذه الأرض !

كانت الشياطين قد أعطت آذانها الطويلة لكلمات ابليس . وأخذت تنصت له فى اهتمام شديد .

واصل ابليس حديثه قائلاً . يا شياطينى الأعزاء .. لقد حاولنا بكل جهدنا طوال هذه السنوات . أن نؤدى رسالتنا المقدسة . وهى أن نحيل حياة بنى آدم على الأرض إلى جحيم حقيقى . ورغم كل جهودنا وشرورنا . فمازال هناك بشر سعداء هنا وهناك . وأنا أكاد أموت غيظاً كلما رأيت إنساناً سعيداً .. ولقد جمعتكم اليوم لأطرح عليكم السؤال الكبير الخطير .. كيف نسرق من الإنسان السعادة .. كيف يا إخوانى ؟!

نظر الشياطين إلى بعضهم البعض فى حيرة .

لكن شيطاناً خبيثاً من آخر المائدة . رفع يده طالباً الحديث 

وقال لآبليس . أنا عندى الاجابة يا معلم ... بسيطة جداً . إن سبب سعادة الإنسان هو المال . فإذا سرقنا أمواله سيصبح فقيراً تعيساً !

قاطعه ابليس وهو يشرح بيده استنكاراً وقال له ابليس . اسكت يا مغفل .. ألا ترى أن المال هو الذى يفرق بين الناس . ويجعل الأخ يعادى أخيه . ألا ترى أن البشر يقتلون بعضهم البعض من أجل الفلوس ؟.. 

بالعكس يا ريت نغدق على بعض بنى آدم بالفلوس . حتى تكثر الأطماع والأحقاد والعداوة بين الناس .. 

حد عنده إقتراح تانى ؟

رفع شيطان آخر يده طالباً الكلمة ..

- وقال . يا سيدنا ابليس .. لماذا لا نختصر الحكاية . ونسرق من الإنسان هذا السعادة . فيعيش حياته فى شقاء وتعاسة ويحصل المراد ؟ 

تساءل شيطان ثالث . طيب .. 

ولو نجحنا فى سرقة السعادة من الانسان .. أين نخفيها .. ومن الذى يضمن أن بنى آدم لن يبحث عنها بوسائله الخاصة .. ونحن نعرف أن بعض البشر أذكياء وأبالسة .. لامؤاخذة يا سيدنا ابليس !

هب شيطان رابع يقول . نسرق السعادة من بنى آدم . ونخفيها فى أعماق البحار أو المحيطات !

نظر اليه ابليس فى سخرية ..

وقال له . انت حمار يا شيطان ؟ ألا تعلم ان الانسان اخترع غواصات يمكنها الوصول بسهولة إلى أعماق البحار ؟

قال شيطان عجوز . أنا عندى مكان لا يمكن أن يصل اليه بشر .. والرأى أن نسرق من الإنسان السعادة . ونخفيها فى كوكب آخر غير كوكب الأرض .. وبهذه الطريقة سوف يقضى الإنسان عمره باحثاً عنها ولن يجدها أبداً على الأرض ! 

رد عليه ابليس فى استخفاف . انت باين عليك خرفت .. يا أخينا . الإنسان اخترع مركبات فضاء وصلت الى القمر وغيره من كواكب وأجرام السماء .. ولو سرقنا منه السعادة وأخفيناها فى المريخ أو زحل .. 

سوف يصل اليها يوماً ما !

وقفت شيطانة عجوز شمطاء . أكل الدهر عليها وشرب .

وقالت . أنا اقول لكم أين نخفى سعادة الانسان .. نخفيها فى مكان لا يخطر له على بال !

ارتفعت أصوات الشياطين جميعاً تسأل . وأين هذا المكان الذى يجهله الإنسان ؟!

قالت الشيطانة العجوز . قلبه .. نعم آخر شىء يمكن أن يبحث فيه إنسان عن سعادته هو قلبه .. 

انظروا انه بالفعل يبحث عن السعادة فيما حوله .. فى المال .. فى القوة .. فى السلطة .. فى النساء .. 

لكنه أبداً لن يفكر إذا سرقنا منه السعادة وأخفيناها فى قلبه . لن يفكر أبداً . فى البحث عنها فى هذا المكان !

وكنت أنا أول من انطلق عليه حيلة الشياطين . ومنذ فتحت عينى على هذه الدنيا . وأنا أجرى مشاوير ومشاوير وراء السعادة .
فى البداية وأنا صبى غرير ظننت أن السعادة هى فى الصداقة .

وأعطيت قلبى وروحى لأصدقاء . عاش منهم من عاش . وسقط بعضهم فى طريق الحياة . وبقى لى أصدقاء أقل من اصابع اليد الواحدة ! لكنى لم أجد السعادة الكاملة فى صديق .

ثم اصبحت شاباً حالماً . 

وآمنت بأن السعادة فى الحب . 

لكن الدنيا علمتنى أن الحب الحقيقى سراب لا يصل اليه إلا السعداء والمحظوظين . وأن ما يسميه البعض حباً ما هو إلا رغبة وكذب وحرمان واحتياج . والناس تكذب على بعضها البعض . لكنهم لا يريدون سوى الأكاذيب . وهى السعادة من وجهة نظرهم !

ورأيت الدنيا تتغير أمام عينى وأنا فى مكانى . أصبحت الحياة مادية . والكل يجرى وراء الفلوس . وفى نهاية العمر أردت أن أفعل مثلهم . لكنى وجدت نفسى أخيب من أى واحد منهم . ولم أجد فى الفلوس سوى التعاسة والإحباط !

وتعلمت الدرس بعد نهاية الحصة . وآمنت أخيراً بأننى لن أجد السعادة خارج نفسى . وأنى لم يعد أمامى سوى أن أبحث فى قلبى ! 

ونظرت إلى قلبى وأنا وحدى . فرأيت السعادة الوحيدة الحقيقية قابعة هناك فى أعمق حجرات القلب . دققت نظرى فى قلب الهالة الشفافة التى تحيط باسم السعادة المحفور على جدران هذا القلب . 

واقتربت .. ونظرت جيداً وانا أرتجف شغفاً وأملاً ..

فوجدت .. إسم الله !
شريط الأخبار "الصحة النيابية": تخفيض ضريبة على السجائر الإلكترونية يشجع على التدخين أم مصرية تعرض اطفالها للبيع بسبب الفقر "القانونية النيابية": إلغاء جميع الاستثناءات في معدل قانون المعاملات الإلكترونية 3 قنابل ثقيلة من مصطفى العماوي الى البريد الأردني.. هل يستطيعون الاجابة ؟ الديوان الملكي ينشر صورة من اجتماع للملك بالعيسوي وزير للنواب: امانة عمان بلدية قلق واحتقان وملفات وشكاوى من الموظفين تضرب بقوة بمؤسسة صحية وجهات رقابية تتابع الملفات النواب يقر مشروع قانون معدل للمعاملات الإلكترونية لسنة 2025 السلامي .. هل يجيز القانون الأردني والمغربي الجمع بين الجنسيتين؟ محافظة العاصمة حكاية تُحكى وتُروى مبنى له معنى .. السلطة في قلب عمان نائب: قرابة ربع مليون مركبة غير مرخصة بالأردن الرياطي: محاسبة انتقائية أم عدالة واحدة؟ دماء العقبة لن تُنسى والصمت غير مقبول صندوق النقد: تمديد سن التقاعد ضمن خيارات الضمان إصابة جديدة جراء استخدام مدفأة "الشموسة" المنارة الإسلامية للتأمين تحصد المركز الأول في هاكاثون الابتكار في التأمين 2025 وفيات الإثنين 22 - 12 - 2025 انفجار ڤيب في فم شاب عشريني يُحوّله إلى مأساة صحية خلال ثوانٍ كلاب ضالة تنتهك حرمة مقبرة سحاب الإسلامية… مشاهد صادمة .. صور وظائف شاغرة في الحكومة - تفاصيل أجواء باردة نسبيا مع وجود مؤشرات انخفاض جديد - تفاصيل