لا أشكّ في أن هذه الصيغة من صيغ التعبير الصادرة عن بعض المسؤولين في المؤسسات لا يقصد منها الإساءة إلى أحد من الناس أو الانتقاص من جهودهم، وإنما يقصد منها الحديث عن الإنجازات التي تحققت في عهد هذا المسؤول أو ذاك.
ولكنّ لهذه الصيغة دلالات سلبية قد لا تكون مقصودة، فالمسؤول الذي ينسب كلّ النجاحات والإنجازات لنفسه إنّما يتنكر لجهود العاملين والموظفين والمسؤولين الآخرين في مؤسسته أو وزارته.
كما أنّ في استخدام هذه العبارات انتقاصاً من جهود المسؤولين السابقين الذين مرّوا على تلك المؤسسة أو الوزارة، وكأنّ كلّ ما حققته هذه المؤسسة أنجز فقط على عهد هذا المسؤول صاحب (الأنا) العالية والمتضخّمة، مع أنّه في كثير من الأحيان تكون الخطط والمشاريع الذي نفذت في عهده هي ممّا وضعه المسؤولون السابقون.
إنّ هذه المقالة لا تنكر على أيّ مسؤول فخره بالإنجازات التي تحققت على عهده ومباهاته بها، إلاّ أنّها تدعو إلى عدم المبالغة في نسبة هذه الإنجازات إلى شخصه الكريم دون غيره من العالمين في مؤسسته أو وزارته أو شركته أو دائرته، فلولاهم لما أنجز شيء أبداً، ودون غيره من المسؤولين السابقين الذين لا بدّ أن يكونوا قد أسّسوا لهذه الجهود ومهدّوا لهذه الإنجازات.
إنّ عبارات مثل (أنا) و (فعلت) و (عملت) و (أنجزت) قد تليق بأعمال فردية ومصالح تجارية خاصّة، لكنها لا تليق بالمؤسسات العامّة ولا بالعمل المؤسّسي.