الارباح التي حققتها شركة الفوسفات نتيجة ارتفاع الاسعار عالمياً وليست انجازاً لمجلس ادارة الشركة
شراء رئيس مجلس ادارة شركة الفوسفات اسهم في الشركة قد يكون قانونياً ولكنه يتنافى مع اخلاقيات العمل وتوقيت الشراء عليه علامات استفهام
شركة الفوسفات اعلنت بنهاية تشرين الأول 2020 عن خسائر بلغت 14.9 مليون دينار وبتاريخ 3- تشرين الثاني قام رئيس المجلس بشراء 26 الف سهم بسعر 2.43 دينار وبعدها بشهرين اعلنت الشركة عن ارباح بقيمة 28 مليون دينار
الفوسفات التي تجاوزت صادراتها مليار دينار خفضت اعداد موظفيها من 4800 موظف الى 1800 موظف نصفهم بعقود
لماذا لم يتم تحريك ملف الفوسفات علما بان 90 نائبا تقدموا بمطالبات واضحة بفتح تحقيق والحكومة مطالبة باظهار النزاهة والشفافية خصوصا مع ردود مؤشرات تحت الرماد
محرر الشؤون الاقتصادية - طالب النائب ابراهيم الحميدي الحكومة بالتحقق من الممارسات التي تشهدها شركة مناجم الفوسفات، متسائلا عن مصير لجنة التحقق التي أقرّها مجلس النواب في العام الماضي بأغلبية أعضائه دون أن يتمّ تشكيلها، وكأن هناك "فيتو" على فتح ملفّ هذه الشركة.
وقال الحميدي إنه وبمقارنة كميات انتاج شركة الفوسفات مع فرق سعر الطن منها (مقدار ارتفاع السعر دون احتساب السعر نفسه)، يشير إلى أن "فرق السعر مضروبا بكميات الانتاج هو أعلى من الربح المعلن".
وبيّن الحميدي أن مجموع فرق السعر فقط لكميات انتاج الفوسفات خلال ثلاثة سنوات بلغ (1.29) مليار دينار، فيما تقدّر قيمة فرق أسعار مادة السماد خلال تلك السنوات (539) مليون دينار، وتقدّر قيمة فرق أسعار مادة الفسفوريك من الشركتين؛ (259) مليون دينار، (193) مليون دينار، فيما أعلنت الشركة خلال تلك السنوات أرباح تقدّر بـ (1.5) مليار دينار فقط.
وشدد الحميدي على أن الأرباح التي حققتها شركة الفوسفات هي نتيجة ارتفاع الأسعار عالميا، وليست انجازا لمجلس ادارة شركة مناجم الفوسفات.
أما في ملفّ الأسهم، قال الحميدي إن شراء رئيس مجلس ادارة الشركة أسهما في الشركة قد يكون قانونيا، لكنه يتنافى مع أخلاقيات العمل، لافتا إلى أن توقيت شراء تلك الأسهم عليه علامات استفهام كثيرة.
وتابع الحميدي: "بتاريخ 28 تشرين أول 2020، أعلنت شركة الفوسفات أن خسائرها بلغت (14.9) مليون دينار حتى نهاية الربع الثالث من ذلك العام، وبتاريخ 3 تشرين ثاني 2020، قام رئيس مجلس الإدارة بشراء (26) ألف سهم بسعر (2.43) دينارا للسهم، لتعلن الشركة بعد أقلّ من شهرين عن أرباح قدّرت بـ(28) مليون دينار، فارتفعت قيمة السهم إلى أضعاف ذلك المبلغ.
ولفت الحميدي إلى أنه ولدى إعلان أرباح سنة 2024، تمّ منح جميع المساهمين ثلاثة أضعاف قيم مساهمتهم، متابعا: "مثلا رئيس مجلس إدارة شركة الفوسفات كان يملك (70) ألف سهم، وبقرار واحد أصبح لديه (210) آلاف سهم".
وأشار الحميدي إلى أن شركة الفوسفات التي تجاوزت صادراتها المليار دينار في العام الماضي، قام رئيس مجلس الادارة بتقليص أعداد موظفيها من (4800) موظف إلى (1800) موظف، نصفهم بعقود..
الحميدي تساءل عبر لـ"أخبار البلد" عن سبب عدم تحريك الملف حتى الآن رغم أن نحو 90 نائبًا قدّموا مطالبات واضحة بالتحقيق، وقال:
وأضاف أن الحكومة مطالَبة بإظهار النزاهة والشفافية، وتحريك الجهات الرقابية المختصة—مكافحة الفساد أو غيرها—خصوصًا مع وجود مؤشرات "تحت الرماد ما تحتها”، على حد وصفه.
أرقام مثيرة للجدل
وأشار الحميدي إلى ضرورة التحقق من بيانات الإنتاج، موضحًا أن التقارير تشير إلى 11 مليون طن من الإنتاج، وعند احتسابها بسعر الارتفاع العالمي للفوسفات الذي يزداد بمعدل 37 دينارًا سنويًا، تظهر فروقات واسعة بين المؤشرات الرسمية والمحصلة المالية.
كما لفت إلى أن الشركة سجّلت 240 مليون دينار في عام 2023، في حين تفيد قراءات أخرى بأن الرقم من المفترض أن يقترب من 400 مليون دينار، وهو ما عزّز علامات الاستفهام لدى النواب.
انعكاسات على الموازنة
وأكد الحميدي أن هذه الفجوات تؤثر مباشرة على موارد الدولة، وأن الموازنة "تفتقر لمعطيات دقيقة بشأن عائدات واحدة من أهم الصناعات الوطنية”، مشيرًا إلى أن "الملف لا يمكن تجاهله، والأرقام تحتاج إلى مراجعة شاملة”.
وختم بالتأكيد على أن المجلس ينتظر ردًا حكوميًا واضحًا حول ما إذا كانت هناك تحقيقات ستُفتح، أو مبررات لتأجيلها رغم طلبات غالبية النواب.