تعيش اجيالنا الجديدة نوع من انواع الازدواجية الفكرية للعديد من الاسباب اهمها واخطرها هو التناقض القائم بين المثال والواقع وبين عالم تبنيه الانتماءات الفلسفية والدينية والعقائدية وبين الحياة الممارسة فعلياً والتي يعيشها الشباب منذ الطفولة وحتى تمام التكوين كذلك المواطنين ففي دنيا المثل التي يرسمها الدين والعقيدة والفلسفة يرسم كل ما هو طاهر وعفيف ونظيف وشريف من فعل ومعنى على السواء ولا ينطق المسؤول الا الصحيح ولا يفعل الا الصواب بينما في الواقع يتجسد شيء اخر من كذب وتطرف ديني وانحرافات فكرية دينية ومحسوبيات وشللية وفساد وطمع وتقصير بالاداء والواجبات والكل يرمي اللوم بالتقصير على الاخر ليدمر بذلك كل القيم والمباديء والاخلاقيات .
ان الدين يحدد معنى الايمان بالواحد المطلق الذي هو نور كل الاشياء وكمالها وبهاؤها بالله الواحد الاحد ولا يداني وجوده وجود .
بينما حياة الواقع ودنيا الناس في كثير من المواقع وفي العديد من الدول العربية تفرض الطاعة والايمان باشخاص يفرضون على الناس بالقوة والسطوة والمال ليكون الولاء لهم والخوف منهم ولا اعتراض على تقصيرهم بأداء واجباتهم حتى على فسادهم فهم منزهون ومدعومون فشتان بين المثال والواقع شتان بين القول والفعل وبشاعة التصرفات واتقان التبريرات .
لقد اصبح فساد المسؤولين يغرس في الشباب فكر الفساد والانحراف على انه الطريق للوصول ولا مجال لحرية الفكر والانتماء الا لتلك الاصنام ولا حرية للاختيار حسب الكفاءة والقدرة والعطاء وما الموظفين والشباب الا تروس يستغلونها ويستثمرونها بطريقة او بأخرى لتدافع عنهم باسم الانتماء والوفاء والاخلاص .
عالم من الافكار والفلسفات المتناقضة بين فكر وفكر وتباين في معطياتها وفي لغة الخطاب وكلنا يعلم انه عند عمر معين يستريح الصبية الشباب الى الافكار والاحكام الجاهزة بكل الحلول المطروحة منهم لحل مشكلاتهم التي تؤرق اعمارهم مع خبرتهم القليلة وخوفهم مما يجري حولهم وضبابية مستقبلهم ليعودوا بهم بالعقل البدائي الذي كان يستجيب الى خوف الانسان من الواقع المؤلم الفاسد المنحرف الشللي المظلم بالاضافة لوجود شللية التعيين والمحسوبيات وهناك في ظل هذا الواقع المؤلم من الشباب من اصبح طموحه الهجرة الى دول اوروبية دون احتساب للمخاطر التي ستواجهه هناك .
فلا بد للشباب كما المواطنين ان يعيشوا الواقع الحقيقي بسلمية وتعاون وحضارة ويستشعروا لكل انواع التحديات والازمات واستخلاص الدروس والعبر وان يكون المسؤول القدوة بصدقة وولائه وانتمائه وعطائه لا ان يقول ما لا يقدر ان يفعله لا ان يبرر تقصيره واخطاءه بمبررات لم تعد تجدي نفعاً مع شباب صاحب فكر يتبادلونه بين بعضهم عبر وسائل التواصل الحديثة ونقل الصورة الحقيقية للاخطاء ومواقع التقصير والاضرار .
المهندس هاشم نايل المجالي
hashemmajali_56@yahoo.com