جمال الشواهين
تفجيرات تتابعية وأصبحت الاحتمالات مفتوحة على أي عاصمة، ويتكشف أن الاحتياطات الامنية المتخذة لا تكفي ولا تمنع الاختراق، ومجمل ما يفكر به الاوروبيون كاجراءات اضافية لن يغير من واقع حال فوضى القتل انتقاما ورسائل سياسية وصلت حدودا غير مسبوقة.
التحولات والانعطافات الكبيرة في مجرى الازمة السورية بدأت تحديدا بعد التدخل الروسي المباشر على الارض وليس جوا فقط. ولم يعد خافيا او سرا حجم التناقضات في كل ما تتبناه داعش من أعمال، اذ كيف يستوي تفجير الضاحية في بيروت الذي هو شكلا ضد النظام السوري وايران وحزب الله مع تفجير باريس، الذي هو عمليا يخدم نفس المستهدفين في التفجير الاول. والسؤال الاهم هل داعش حقا من يفجر أم الامر برمته أعمال مخابراتية أمريكية إسرائيلية روسية في ان معا.
عندما يقول الرئيس الفرنسي ان تفجيرات باريس من أعمال الحرب فان القصد جلي ان حربا تدور فعلا بين الدول المسماة عظمى، وإعلانه المواجهة يعني الدخول رسميا في هذه الحرب، وقد تصل الامور فعلا الى حرب حقيقية، وهذه المرة في عقر دار هذه الدول العظمى ان لم يتم التوصل سريعا لتفاهمات وتقاسمات، اذ لم يعد في وسع روسيا الانسحاب وهي لن تقبل بهزيمة مجانية للغير، كما انه لم يعد بوسع امريكا ترك الساحة للسوفيات الجدد.
اكثر ما يمكن ان يكون قريبا للعقل ان التحدي على ما هو عليه الآن من شدة انما يعني في جوهره ان تفاهامات ما قد تمت فعلا، وما يجري مقدمة لتبريرها وقبولها بعدم اي اعتراض، طالما البديل باريس مثالا. وقد يكون الامر عكس ذلك تماما وان داعش دولة عظمى ايضا.