شفيق عبيدات
لاتزال حالات الاعتداء على المعلمين من بعض الطلبة او ذويهم على الرغم من تهديدات وزارة التربية والتعليم بضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة والقضائية وغيرها بحق كل من يعتدي على معلمين في المدارس الحكومية وحتى المدارس الخاصة .
ان هذه التهديدات لم تردع بعض الطلبة او ذويهم من الاعتداء على المعلمين في عدد من المدارس , حيث رصدت وزارة التربية والتعليم عدد الاعتداءات اكثر من(67) اعتداء من بداية العام الدراسي الحالي , اي خلال الشهرين الماضيين , وهذا يعني ان هذا الاعتداء سيزداد على مدى الاشهر القادمة , لان اجراءات ردع الطلبة او ذويهم لما تأخذ بجدية , وان المواطن حتى الان لم يسمع باتخاذ اية عقوبة تمنع من يعتدي على المعلمين لتكون رادعة لاخرين , وحتى لا تسجل في بلدنا هذه المشاكل ظاهرة يصعب السيطرة عليها .
ان سبب هذه الظاهرة الخطيرة هو صدور قرار او تعليمات تمنع المعلم من معاقبة الطالب اذا لم يودي واجبه التعليمي او الطالب المشاغب او الطالب الذي يغيب عن متابعة دراسته , فاذا حصل ان عاقب المعلم احد الطلبة من اجل مصلحته , تقوم الدنيا ولا تقعد للانتقام من المعلم ويستنفر الطالب اهله وعشيرته للذهاب الى المدرسة وضرب المعلم ومدير المدرسة , وينهالوا على المعلمين بالشتائم والقدح والذم .. نحن نعلم ان المعلم هدفه مصلحة الطلب ولا يعاقبه بسبب تاخره لان المعلم حريص على مصلحة طلابه ويتمنى لهم النجاح والتفوق في دراستهم .
وهنالك فرق بين اليوم والبارحة في مسيرة التربية والتعليم , وبشكل خاص بين احترام المعلم وعدم احترامه , كان المعلم ايام زمان له محبة خاصة واحترامه واجب عند الطلبة وعند الاهل على الرغم من ان الاهل قد يكونوا غير متعلمين ولا يحملون شهادات جامعية بكل اصنافها ..وكان المعلم عندما يعاقب الطالب لاسباب تتعلق بمصلحته يذهب الطالب ليشكوا الى اهله ويدية او رجليه متورمتان من ضرب المعلم يرد عليه والده او والدته ... شكرا للمعلم على هذه العقوبة لانك مقصر في دراستك , وبعض الاحيان يذهب ولي امر الطالب الى المدرسة ليشكر المعلم على معاقبته لابنه , لان الاهل ايام زمان يعرفون ان المعلم لا يمكن ان يعاقب الطالب الا اذا قصر في دراسته و كان مشاغبا في صفه , واغلب الاحيان كان الطالب يعاقب مرة اخرى من والده او والدته .
وفي هذا السياق فان المسؤولية في هذه الظاهره , اي الاعتداء على المعلم تقع على عاتق الاهل بشكل اساسي وهم يعرفون جيدا ان ابنهم لا يهتم بالدراسة ومشاكس في المدرسة والصف الا انهم ينتصرون لابنهم اذا المعلم عاقبه لمصلحته ومن اجل دراسته فالمعلم حريص على مستقبل طلابه في كل الاحوال .
وبعد ازدياد ظاهرة الاعتداء على المعلمين نتيجة منع معاقبة الطلبة شكل ذلك حالة يأس عند العديد من المعلمين الذين امتنعوا عن محاسبة الطلبة فيما اذا لم يحفظوا دروسهم وادوا واجباتهم خوفا من تعرض هؤلاء المعلمين الى الاعتداء , بذلك ازداد ضعف الطلبة العلمي وهذا ما اكده معالي نائب رئيس الوزراء وزيرالتربية والتعليم في احدى مؤتمراته الصحفية بان اكثر من (60) الف طالب هم اميون لا يقرأون ولا يكتبون.