يقال أن «قيادة المركبات»هذه الأيام اختصرت لنا كل المسافات وكل الطرق, هذه الأيام «قيادة المركبات» من اجل التعرف على شخصية الفرد وسلوكه ومزاجه العام, ويقال أيضا أن «قيادة المركبات» وضعت لنا كل الدراسات والأبحاث والمقاييس السابقة المتعلقة بالسلوك الإنساني جانبا, لتقدم لنا صورة كاملة عن طبيعة الفرد وانفعالاته الداخلية, بكل صراحة كنت اشك بذلك منذ زمن بعيد حتى تبين لي أن هذه النظرية باتت صحيحة مئة بالمائة.
شيء جميل أن تعكس لنا«قيادة المركبات» على الطرق والطرقات مكنونات الشخصية وأسرارها لدى الفرد, وشيء أجمل أن نأخذ بعين الاعتبار طريقة «قيادة المركبات» عند اختيار شريك الحياة لبناء الأسرة, وعند اختيار شريك العمل الذي يتطلب التأني والتروي في اتخاذ القرارات الصعبة, نعم شيء جميل أن نأخذ بعين الاعتبار طريقة «قيادة المركبات» عند اختيار شريك الحب, وشريك الطريق, وشريك السفر, وشريك القلم, وشريك الأرض...!
سائق المركبة, وطريقة حديث الآخر الذي لا يمتلك مركبة حول قيادة المركبة, ثم طريقة لعب الطفل بالمركبة الصغيرة, كل ذلك يعكس نمط الشخصية وما وراء الشخصية, والسؤال المطروح هنا, لماذا المركبة, ..الجواب ربما يكون, لان المركبة فيها نوافذ ومرآة نرى كل شيء من حولنا, وفيها راديو وتلفزيون نشاهد ونسمع ما نريد, المركبة فيها دعسة بنزين ودعسة بريك لتحديد السرعات, وفيها دفّاية وكندشن لتحديد درجات الحرارة المناسبة لنا, المركبة فيها أغنية (إنما لها جوز عيون سود وخدود حمر بغمازات) لمحمد العزبي, ..فيها والهاء تعود على«المركبة» يشعر الفرد بأنه مستقل عن كل شيء, فتتفتح أبواب ونوافذ وأسرار شخصيتنا بشكل كامل, لنرى ما اختبأ منها.
...بقي أن نقول هل سنحتاج مستقبلا إلى سحب صورة من«كاميرات» الطرق عند اختيار شريك الحياة, وشريك العمل, وشريك الحب, وشريك السفر, وشريك القلم, وشريك الأرض...! اقترح أن يكون سحب الصورة مجانا دون أية رسوم تذكر إذا ما وصلنا إلى هذه التقنية, ...ونقول أيضا للإناث قبل الذكور, خذوا الحذر عند «قيادة المركبات», فان سحب صورة من عيون «كاميرات» الطرق وعيون الناس للتعرف على شخصكم وسلوككم ومزاجكم العام باتت تقنية مقدور عليها.