حمل خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني للشعب الأردني الكثير من الرسائل و التي كان أهمها و على رأسها هي تماسك الجبهة الداخلية وصلابتها حيث وردت عبارات كثيرة تؤكد على هذه الرسالة مثل قول جلالته " عائلتي و عزوتي الأردنية الكبيرة الواحدة " ,,,, " أنتم صمام الأمان و خط الدفاع الأول لهذا الوطن " ,,,,, " عند المحن تظهر آصالة المعادن و معدن الأردنيين هو الأصفى و الأنقى و الأغلى ينصهر و يتحد في أتون الأزمات " وغيرها من العبارات التي حملت في ثناياها الكثير الكثير من المعاني و المغازي حيث كانت بمثابة الدعامة لجسر الثقة و التواصل بين القيادة والشعب ذلك الجسر الذي تآكل بعض الشيء بسبب أطماع البعض و فسادهم والفهم الخاطىء للبعض الآخر بما يجري على الساحة المحلية والعربية و تحميل القيادة أسباب الاِخفاق . ,,,,, و أكد جلالته على أن منعة الأردن و قوته تكمن في وحدة جبهته الداخلية و قوتها , فبالوعي والاِدراك نستطيع أن نصل الى أعلى درجات المواطنة الفاعلة الأمر الذي يُجنب الوطن الدخول في معمعة وجهنمية المحيط الملتهب الذي يُحيط بنا من كل صوب .... مؤكداً جلالته أن الأردن شعباً و قيادة قد أثبت و على مدى عقود بأنهم قادر على قهر الصعاب و تجاوز الآزمات بعزيمة و اِصرار بسبب ما يؤمن به الأردني و يترسخ بذهنه تجاه وطنه و مستوى الاِنتماء العالي الذي يسكن بداخله . و رغم كيد المتآمرين و تخاذل المتخاذلين اِلا أن الأردن كما يؤكد جلالة الملك فقد أثبت أنه أقوى و أكبر من كل ضعاف النفوس ,,,, فكلما زادت المحن و الشدائد على الوطن تماسكت خيوط نسيجه و تراصت فسيفسائه .
ويضيف صاحب الجلالة " أشعر بهمومكم و مخاوفكم وآمالكم و طموحاتكم .... " جاءت هذه الكلمات لتؤكد بأنه لاحواجز و لا أسوار بين القيادة والشعب و أن هنالك عمل و اِنجاز في القريب العاجل و أن الوقت قد حان لاِزالة العراقيل ...... واِن اِعتزازنا بأردنيتنا بالاِضافة الى عروبتنا وقوميتنا يجعل منا حصناً منيعاً فنحن كما قال صاحب الجلالة " اردنيون و جيشنا عربي " و في ختام الخطاب تأتي الطمأنة و اِيقاظ روح الثقة التي كنا بأمس الحاجة الى سماعها كشعب من قيادته لتزيدنا اِصراراً و عزيمة و ثباتاً .
و على ما يبدو بأن الرسالة لم تصل الى البعض الذين الى الآن لم يدركوا حقيقة و صعوبة ما مر ويمر به الأردن فظهرت بعض التعليقات التي تحاول اِصطياد بعض الجمل للتهكم و الاِستخفاف بالأمر محاولة اِحباط النفوس و زعزعة الثقة و المعنويات و على الجهة الأخرى و للأسف يرد البعض على هذه السلبيات بخطأ مثله أو يزيد عنه بالفضاعة و عدم المسؤولية مما يساعد في نشر بذور الحقد و الفتنة الذي من شأنه اِضعاف خيوط ذلك النسيج واِتلافها ....
الرسالة كانت في غاية الوضوح و التي تكمن و تركز على أن قوة الأردن هي في قوة و صلابة جبهته الداخلية التي أرادها الله لهذا الوطن ليبقى آمناً مستقراً فالتلاسن و تبادل و تراشق المسبات و الاِتهامات و الاِنقياد وراء الشائعات هو السوس الذي وحده يستطيع الفتك بوحدتنا و تماسك جبهتنا و يجعلنا جميعاً في مهب الريح,,, كلنا مع حرية الرأي و التعبير و لكن لا أن تصل بنا المواصيل الى اِشعال نار الفتنة و التناحر فنحن كأردنيين لا نقبل المساس برمز الدولة فالخروج على الحاكم هو من أشد الفتن و أفضعها كما اننا لا نقبل الاقتراب من و حدتنا وجبهتنا الداخلية لذا لايجب أن تكون الردود بنفس اللغة التي من شأنها تفتيت لبنات الوحدة الأردنية و هدمها,,,